أكد مختصون في الصحة أن عدم تسجيل أي حالة إصابة بكورونا، أول أمس الأحد، حسب ما كشفت عنه النشرة اليومية للوضعية الوبائية لوزارة الصحة بـ”الأمر الإيجابي والمبشر”، غير أن هذا الإستقرار وفق رأيهم يقتضي اليقظة والحذر ومواصلة التلقيح.
مختص في الصحة العمومية، محمد كواش:
“نعيش اليوم ما يعرف بالهدنة الوبائية”
أكد الطبيب المختص في الصحة العمومية، محمد كواش أن “الجزائر تعيش اليوم وضعية وبائية مستقرة”، واصفا الوصول لعدم تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا وذلك منذ سنتين بالأمر المبشر، غير أن ذلك لم يمنعه من التأكيد بأنه على الرغم من وصول الجزائر إلى هذه المرحلة غير أن الجائحة لم تنته ووجب الحذر واليقظة مع الترقب الدائم للحالة الوبائية على المستوى المحلي والعالمي.
وذكر كواش في تصريح لـ”الجزائر” “أمر مبشر وكان متوقعا الوصول لحالة صفر إصابة بكورونا وصفر وفيات وكنا نتوقع ذلك لاسيما في ظل انتشار المتحور “أوميكرون الذي هو أقل خطورة وضعيف من حيث الإصابات والأعراض والشدّة وهذا ما جعله يزول بشكل تدريجي”.
وأضاف في السياق ذاته “ما نعيشه في الجزائر والعالم يعرف بـ”الهدنة الوبائية” التي تعني استقرار الوضعية والإنخفاض المعتبر والوصول لمرحلة الصفر في عدد الإصابات ورغم أن هذا الإنخفاض هو مبشر بالخير ولكن يجب علينا الحيطة والحذر”.
وتابع “علينا أيضا متابعة الوضعية الوبائية على المستوى المحلي والعالمي في ظل تسجيل عدد الإصابات بالأوميكرون لاسيما بالنسختين الفرعيتين في بعض دول العالم من بلجيكا والصين وبعض الدول الأسيوية وهذا راجع لظهور النسخ الفرعية من جهة وضعف المناعة الطبيعية أو تلك المكتسبة من اللقاح”.
وشدد المتحدث ذاته على “ضرورة الحذر وعدم التراخي وذلك رغم استقرار الوضع الوبائي لاسيما في ظل ما أسماه بارتفاع عدد الحالات في بعض الدول”.
وأضاف “علينا الحذر لأنه في السنتين الماضيتين كلما كان هناك ارتفاع للإصابات في دول العالم فإنها تصل إلى الجزائر بعد شهرين ولذلك لابد من متابعة الوضعية الوبائية وترصد أي متحور جديد قد يظهر”.
وأشار كواش إلى أن “كورونا لم تنته بعد”، وأكد بأن هناك سيناريوهات محتملة بالنسبة للوضعية الوبائية العالمية لكوفيد -19 الأول إيجابي وهو أن يتحول كوفيد -19 مستقبلا لمتحورات ضعيفة مثلها مثل الزكام ويتم التعامل معها بطريقة عادية ولا خطورة لها ولن تؤدي إلى الحجر الصحي أو وقف الأنشطة الإقتصادية”.
وأضاف بأن “ذلك يعني تحولها لجائحة مستوطنة مثلها مثل الزكام يتم انتاج لقاح مشترك يضم كل من مضادات الزكام ومضادات كوفيد -19 يؤخذ في مرحلة معينة من السنة لاسيما لفئة المسنين وذوي الأمراض المزمنة ولأصحاب المهن الحساسة”. أما السيناريو الثاني – يضيف كواش – وهو ظهور متحور جديد يكون أكثر خطورة وشديد ولا ندري تبعاته.
في المقابل، وصف كواش وتيرة التلقيح بـ”الضعيفة”، غير أن استئناف موسم العمرة والتبادلات الإقتصادية العالمية وقرب العطل السنوية ومعها السفر للخارج من شأنه الرفع من وتيرته مستقبلا.
رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، بقاط بركاني:
“لا بد من استغلال الإستقرار الوبائي للرفع من وتيرة التلقيح”
ومن جهته، أكد رئيس عمادة الأطباء، بقاط بركاني بأنه “على الرغم من عدم تسجيل الجزائر لأي حالة إصابة بكورونا الأحد الماضي، غير أن ذلك لا يعني نهاية الوباء في الجزائر”.
وأشار بركاني إلى أن “انخفاض عدد الإصابات بشكل كبير ووصولها لصفر حالة مرده لضعف الفيروس إلى جانب المناعة التي وصلت لها الجزائر المكتسبة عن طريق التلقيح بنسبة تقدر بأكثر من 30 بالمائة ومعها الطبيعية عن طريق الإصابة والشفاء من الفيروس”.
وذكر بركاني في تصريح لـ”الجزائر” “عدم تسجيل إصابات بكورونا أمر إيجابي غير أن ذلك لا يعني نهاية الوباء بل لا يزال موجودا بدليل استمرارية تسجيل حالات في العديد من دول العالم والتي تترواح بين الإرتفاع والإنخفاض”.
وتابع “عشنا سنتين من الوباء وحسب المختصين فإنه بعد هذه المدة الفيروسات تبدأ في التلاشي وهو ما نعيشه اليوم في الجزائر إضافة لحديثهم عن تحوله لفيروس تنفسي موسم يتم التعايش معه بصفة عادية ولكن لا يعني زواله وهو الأمر الذي ينبغي على الجميع معرفته”.
وأضاف “كنا نتوقع الإنخفاض في عدد حالات الإصابة وحتى عدم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا بالنظر لضعف المتحور أوميكرون بنسختيه الفرعيتين الذي كان هو المسيطر وحالة الإستقرار الحالية يجب أن تدفعنا لليقظة والحذر لأن عالم الفيروسات معروف بالتحور والمفاجآت بدليل مرورنا بأربع موجات من فيروس كورونا والحمد لله تمكنا من تجاوزها غير أننا لا ندري ماذا سيحدث في المستقبل”.
في حين أن حالة الإستقرار التي تعيشها الجزائر دفعت بقاط بركاني للتأكيد على ضرورة الإستمرار في التقيد بالإجراءات الوقائية وعدم التراخي مخافة ظهور متحورات جديدة.
وشدد بركاني على ضرورة استغلال فرصة الإستقرار الوبائي التي تعيشها البلاد للرفع من وتيرة التلقيح لاسيما ما تعلق بالجرعة الثالثة.
زينب. ب