ثمن رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، مسعود بلعمبري التصريحات الأخيرة للرئيس تبون حول قيام المفتشية العامة لرئاسة الجمهورية بتحقيق حول ندرة بعض الأدوية، واصفا هذا القرار بأنه “خطوة مهمة” من شأنها العمل على وضع حد لهذه الندرة التي لها علاقة بصحة المواطنين.
وذكر مسعود بلعمبري أمس، في تصريح لـ”الجزائر”: “كنا من النقابات التي نبهت في العديد من المرّات من مسألة ندرة الأدوية، وكان ذلك من باب تحرك الجهات الوصية لمعالجتها فقط ولم تكن لدينا أي أهداف أو غايات أخرى، في حين أن تصريحات رئيس الجمهورية الأخيرة حول قيام المفتشية العامة للرئاسة بتحقيقات عن ندرة بعض الأدوية ما هو إلا إنصاف لتصريحاتنا السابقة”.
وتابع المتحدث ذاته “هي التفاتة هامة من طرف رئيس الجمهورية ونتمنى أن يفضي التحقيق لتوصيات ونتائج يتم العمل بها في الميدان للقضاء على مشكل الندرة بصفة نهائية وتحقيق الإستقرار لسوق الدواء”.
وأضاف في السياق ذاته: “القضية وصلت إلى السلطات العليا والتحقيقيات جارية في انتظار النتائج التي سيتم الكشف عنها وهو ما يجعلنا نطمئن بأن الجهود التي كنا نقوم بها والتنبيهات لم تذهب سدى بل أصبح لها صدى اليوم”.
وأكد بلعمبري أن الأمور تحسنت نوعا ما بالمقارنة مع المرحلة سابقة لاسيما في ظل ما تقوم به وزارة الصناعة الصيدلانية من تحركات لمحاربة ظاهرة ندرة وتذبذب بعض الأدوية من الإفراج عن مخزون الدواء في أجل 48 ساعة مع التبليغ عن المعاملات الغير مشروعة وإنشاء منصة رقمية لتلقي الشكاوى.
وتابع بلعمبري: “في السنتين الأخيرتين هناك التفاتة كبيرة بتنظيم سوق الدواء وترقية الصناعة الصيدلانية والنهوض بها، حيث تم الشروع في ذلك عبر إنشاء وزارة خاصة، هذه الأخيرة تقوم اليوم بعمل كبير في محاولة منها لتنظيم سوق الدواء في الجزائر”.
وشدد بلعمبري على ضرورة العمل على تشجيع الإنتاج الوطني من الدواء والعمل على تخفيض فاتورة الإستيراد بصفة تدريجية وهو الأمر الذي من شأنه أن يجعل البلاد في حالة استقرار وأريحية وعدم التبعية للخارج والقضاء على التذبذب والندرة التي تعرفها بعض الأدوية.
وقال في هذا الخصوص “لابد علينا من تكثيف الجهود لتحقيق الإستقرار لسوق الدواء في الجزائر، وذلك عبر تشجيع الإنتاج الوطني وهناك جهود تبذل في هذا المجال ينبغي تثمينها لأنها تصب في صالح الحفاظ على صحة المواطنين بالدرجة الأولى”.
في السياق، كشف العضو في النقابة ذاتها فيصل عابد عن وجود “ارتياح كبير لدى الصيادلة فيما يتعلق بالتحقيق في ندرة بعض الأدوية التي أعلن عنه رئيس الجمهورية وهو أمر كانوا ينتظرونه لاسيما في ظل استمرار هذه الندرة فيما تعلق بأدوية بعض الأمراض الحساسة”.
وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون قد أعلن خلال اللقاء الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية مؤخرا عن قيام المفتشية العامة لرئاسة الجمهورية بتحقيق حول ندرة بعض أنواع الأدوية في السوق الوطنية.
وأوضح رئيس الجمهورية في هذا الخصوص بأن: “المعطيات الأولية تشير إلى وجود ندرة فعلية في السوق وهو ما دفعنا لإسداء تعليمة باللجوء إلى الاستيراد لكن لابد من التحري حول سبب الندرة”.
كما اعتبر بأن هذه التذبذبات في تموين السوق “غير عادية” إذ أن الإمكانيات المالية متوفرة والمسؤوليات محددة بوضوح بالنسبة لكل طرف.
وقال أيضا: “أعدكم بإبلاغكم بنتائج هذا التحقيق الذي يشرف عليه 37 مفتشا من رئاسة الجمهورية بمجرد الإنتهاء منه ولن يظلم أي طرف”.
جمعيات مكافحة السرطان تلقت “بارتياح” قرار التحقيق في ندرة بعض الأدوية
وكان قد تلقى التحالف الوطني لجمعيات مكافحة السرطان “بارتياح” قرار رئيس الجهورية السيد عبد المجيد تبون، بالتحقيق في أسباب ندرة بعض الأدوية، مؤكدا “دعم جهود” رئيس الدولة من أجل “تحديد مسوؤليات كل طرف”.
وأوضح بيان لهذه الجمعيات العضوة في هذا التحالف وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أنها تلقت “بارتياح” قرار التحقيق في أسباب هذه الندرة، الذي أعلن عنه رئيس الجهورية خلال لقائه الدوري بوسائل الإعلام، موضحا أنه لا يسع المرضى “إلا التعبير عن ارتياحهم”.
وأوضح المصدر في ذات السياق أن الجمعيات العضوة في المنظمة، لا يسعها إلا “دعم جهود السيد رئيس الجمهورية من أجل تحديد مسؤوليات كل طرف”.
وأضاف ذات البيان أن المجتمع مطالب بمعالجة ودعم هؤلاء المرضى في “كفاحهم لهذا المرض القاتل, وأن بلادنا تتوفر على الإمكانيات المالية (كما اكد عليه مرة اخرى السيد الرئيس) ولديهم الحق في ذلك” يضيف التحالف المشكل من 16جمعية وطنية ومحلية لمكافحة السرطان.
وكان الرئيس تبون قد أكد مساء السبت الماضي، أنه أسدى تعليماته للمفتشية العامة لرئاسة الجمهورية من اجل التحقيق في أسباب ندرة بعض الأدوية.
كما أوضح رئيس الدولة في لقائه الدوري بممثلي الصحافة الوطنية و بث على القنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية أن “المفتشية العامة لرئاسة الجمهورية بصدد التحقيق في اسباب هذه الندرة التي من المفروض ألا تكون”.
كما أبرز في ذات السياق أن الأمر لا يتعلق بنقص التمويل، لأن “المال متوفر”، معتبرا أن هذه التذبذبات في تموين السوق “غير عادية”.
زينب. ب