تعرف درجات الحرارة ارتفاعا خلال الأيام الأخيرة، ما دفع الحماية المدنية لوضع وحداتها العملياتية في حالة تأهب قصوى مع تكثيف الحملات التوعوية حول الالتزام بالنصائح الوقائية في مثل هذه الظروف، بالمقابل، دعا الأطباء إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من موجة الحرّ والتعامل معها بطريقة وقائية لاسيما الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وفي هذا الخصوص أكد الطبيب المختص في الصحة العمومية، محمد كواش أن الإرتفاع في معدل درجات الحرارة لديه “آثار صحية خطيرة”، إذا لم يتم التعامل معه بطريقة وقائية لاسيما بالنسبة للأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وذكر الأخصائي كواش في تصريح لـ”الجزائر” “بالفعل تعيش الجزائر هذه الأيام على غرار الكثير من دول العالم موجة حرّ شديدة وهذه الموجة تأتي في فصل الربيع، وهي مرتبطة ببعض العوامل الخطيرة كالرطوبة المرتفعة وانتشار حبوب الطلع والشعور بضغط الجو وهو ما يؤثر على الأطفال وذوي الأمراض المزمنة والمصابين بالحساسية وكبار السن”.
وتابع “هناك نقطتان مهمتان بالنسبة للأطفال وكبار السن بحيث أن المعلومات العلمية تشير بأن النظام العصبي المتعلق بحرارة الجسم لدى طفل دون الخامسة أو الرابعة سنوات لا يعمل بشكل جيد، لهذا نرى دائما النوبات العصبية وتشنجات عضلية لدى الصغار في هذا السن”.
وأوضح قائلا: “نظام تعديل الحرارة لديهم لم يصل بعد لمرحلة النضج إلا بعد خمس سنوات وهو نفس الأمر مع كبار السن بعد 65 سنة، نظام التحكم في الحرارة في الجسم يصبح غير فعال بطريقة جيّدة لهذا تؤثر الحرارة المرتفعة بشكل مفرط على الأطفال دون خمس سنوات وكبار السن فوق 65 سنة”.
وما تعلق بذوي الأمراض المزمنة، قال كواش: “نفس الأمر بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة لاسيما المصابين بالضغط الدموي وأمراض القلب والشرايين والذين يتناولون الأدوية الخاصة بإفراغ الجسم من الماء لخفض الضغط الدموي فهؤلاء معرضون للجفاف بشكل كبير جدا”.
وأكد أن ذلك يقع بالنسبة لمرضى السكري الذين يحتاجون لشرب الماء لفترات متقطعة ومع ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي ذلك لارتفاع نسبة السكر في الدم وكذلك أصحاب أمراض الكلى فتعرضهم لجفاف الكلى والتعرق وبقائهم للعطش يؤدي لمشاكل كلوية خطيرة وخاصة بالنسبة للذين يعانون من حصى الكلى.
ودعا الطبيب ذاته إلى تجنب الخروج في وقت الذروة وارتداء الملابس ذات اللون الفاتح وارتداء القبعات مع تبليل الجسم وأخذ حمام مع التركيز على شرب الماء على فترات متقطعة وتجنب الأنشطة البدنية تحت أشعة الشمس.
كما حذّر من الاستعمال المفرط للمكيفات الهوائية لاسيما عند ضبطها على درجة حرارة منخفضة جدا وهذا ما يسبب مشاكل صحية عند تنقل الشخص من مكان لآخر.
ومن جانبه شدد الطبيب لخضر أمقران على ضرورة أخذ الحيطة والحذر لاسيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة والتقيد بجملة النصائح التي يقدمها الأطباء في مثل هذه الوضعيات، داعيا لعدم الإستهانة بها لاسيما بالنسبة للأطفال وذوي الأمراض المزمنة الذين هم أكثر عرضة لمضاعفات في حالة التعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة.
وذكر أمقران في تصريح لـ”الجزائر” “تعرف الجزائر هذه الأيام معدل درجات حرارة مرتفعة رغم أننا لسنا في موسم الصيف بعد، ولذلك ينبغي الحذر والتقيد بجملة النصائح التي يقدمها الأطباء”.
ولم يفوت الطبيب ذاته، التحذير من التسممات الغذائية، وهي الظاهرة التي تنتشر بكثرة مع ارتفاع درجات الحرارة وغياب شروط النظافة، داعيا إلى ضرورة التقيد بشروط النظافة، لاسيما في المطاعم وعند تنظيم الولائم والأعراس.
زينب. ب