جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تعززت الساحة الإصدارية في صنف التاريخ، بكتاب جديد للكاتب محمد رضا هلّوب موسوم “تاريخ مَسّعد منّ عصور ما قبل التّاريخ إلى عهد العثمانييّن (الجزء الأول)”، والصادر عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة.
هذا الإصدار هو الجزء الأوّل من بحثٍ في مطلب ألحّت به الظُّروف لكتابةُ تاريخ مدينة مسعد في كلّ رمزيتها لمنطقة السّهوب الصحراويَّة، وهي ظروفٌ اجتماعيَّة وآمال نفسيَّة لساكنتها للتَّرقي الحضاري باستلهام ماضٍ مجيد لبناء مستقبل يضاهيه أو يقرب، فليس يعلُو بناءٌ إلا على ما أحكم أساسه، وهو أساس – فيما يخصّ مسعد-.
وقال الكاتب أن تاريخ مسعد أكبر من أن يجمعه أحدٌ أو كتاب وأنَّ العمر قد يضيق عنه، فتاريخ المدينة ليس مجرَّد سردٍ لحوادث عاديَّة مثل التي في كلّ مدن الدُّنيا بل مظاهر التَّميز صارخةٌ في كلّ مرحلة من مراحلها، تميّز في الأزمان مثل أسبقيّة ظهور العصور ما قبل التَّاريخية فيها عن ما قرَّره العلماء من زمن بدايتها في مناطق أخرى وتميّز جغرافي في موقعها من الدّولة الرُّومانية بوقوعها في أقصى نقطةٍ وصلوا إليها جنوبًا وتميّزها في مكانتها بمن زارها أو قطنها من الملوك ومؤسِّسي الدّول على صغرها بما يدعو إلَى الإعجاب والفخر في أن من تبوأ تلك القرية الحديثة النَّشأة لهكذا مكانة.
ولقد تم معالجة تاريخ المدينة –حسب الكاتب- من كلّ جوانبه الاجتماعيَّة والسياسيَّة والدّينيَّة والثّقافيَّة مجتمعةً في تفرّد كل منها على نحوٍ تركيبيٍّ تحليليٍّ كما قرّره “وول ديورنت” في منهجيته وارتضيناها لأنَّها الأصحّ فيما يجب أن يكتب به التَّاريخ حقًّا والأنجع في استخلاص الدُّروس الحضاريَّة منه لأنَّها تمثّل جوهر النّفس الإنسانيَّة في تكاملها بمجموع جوانبهَا.
صبرينة ك