شهد منتزه “الصابلات” بالجزائر العاصمة, صباح اليوم الثلاثاء, توافدا كبيرا لجماهير أتت من مختلف مناطق الولاية والولايات المجاورة لحضور الاستعراض العسكري الذي ينظمه الجيش الوطني الشعبي بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لاسترجاع السيادة الوطنية.
وعلى حواف الطريق السريع رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر, اجتمع عشرات الآلاف من المواطنين أغلبهم من العائلات والشباب, قبيل ساعات من انطلاق هذا الاستعراض العسكري الضخم, موشحين بالراية الوطنية ومرددين شعارات وأناشيد وطنية.
وشهدت عملية توافد الجماهير تنظيما محكما سهر على إنجاحه السلطات الأمنية والعسكرية وأعوان مصالح الولاية وكذا فعاليات المجتمع المدني الحاضرة بقوة, على غرار أشبال الكشافة الإسلامية الجزائرية الذين حرصوا منذ الساعات الأولى لصباح اليوم على ضمان راحة المواطنين وتوجيههم.
وفي ذات السياق, وصف السيد عبد الله وهو كهل يقطن ببلدية الرويبة, هذه الاحتفالية بالحدث التاريخي, مشيدا بقرار السماح بحضور المواطنين لهذا الاستعراض الذي قال أن جيله يتذكر آخر طبعة له تم تنظيمها قبل أزيد من ثلاثة عقود في نفس المكان, وكانت مناسبة سنوية آنذاك لاستحضار مشاعر الفخر ومعايشة فرحة الاستقلال مرة أخرى, سنوات قليلة بعد الانعتاق من الاستعمار.
من جهتها, اعتبرت الطالبة فريال القادمة من بلدية باب الوادي رفقة والدتها, أن الشعب الجزائري يعيش في السنوات الأخيرة حالة من الاعتزاز والروح الوطنية, سيما بعد تحقق مطالبه وآماله التي عبر عنها قبل حوالي ثلاث سنوات في الحراك الشعبي وبروز قيادة جديدة ووجوه جديدة ومؤسسات جديدة تدل على أن مبتغى التغيير تجسد أخيرا وحق للجزائريين أن يحتفلوا بذلك في كل مناسبة.
بدوره, قال الشاب محمد القادم من ولاية بومرداس أنه عقب علمه بأن الاستعراض مفتوح أمام الجماهير, قرر الحضور إلى هذا الحدث الهام وقام بركن سيارته أمام مقر بلدية الرغاية للقدوم إلى منتزه “الصابلات” رفقة عشرات المواطنين عبر الحافلة المخصصة لهذا الغرض.
وأضاف أنه يسعى إلى تخليد هذه الذكرى من خلال محاولة التقاط صورة شخصية له مع خلفية تشمل على الصرح الكبير لجامع الجزائر والمعلم التاريخي لمقام الشهيد وجانبا من الاستعراض العسكري .
واعتبر الأستاذ بجامعة الجزائر سمير/ب أن التوافد الجماهيري الكبير لهذا الحدث وما سبقه من حضور قوي للجمهور في افتتاح الألعاب المتوسطية بوهران, يمكن أن يترجم بالانخراط الكامل للشعب الجزائري وخاصة فئة الشباب في الديناميكية الجديدة التي تعيشها الجزائر منذ تولي رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, سدة الحكم, مشيرا إلى أن عامل الثقة المهم في العلاقة بين الحاكم والمحكوم تمت استعادته من خلال عدة شواهد تبرهن على تجسد عوالم الجزائر الجديدة على أرض الواقع.
للإشارة, فإن مصالح ولاية الجزائر, وتجسيدا لتعليمات السلطات العليا للبلاد, اتخذت جملة من التدابير والترتيبات لضمان راحة وأمن المواطنين خلال هذا الاستعراض, تمثلت في توفير وسائل النقل الجماعي المختلفة على غرار الحافلات والقطارات وبصفة مجانية لنقل المواطنين الراغبين في متابعة هذا الاستعراض انطلاقا من نقاط محددة في كل بلديات العاصمة.