السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / مراقبون يقرأون أبعاد هذه الزيارة ورهاناتها:
ماكرون في الجزائر.. زيارة ثانية بملفات متعددة

مراقبون يقرأون أبعاد هذه الزيارة ورهاناتها:
ماكرون في الجزائر.. زيارة ثانية بملفات متعددة

يحلّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون اليوم الخميس 25 أوت، على الجزائر في زيارة تدوم 3 أيام، وتأتي هذه الزيارة بعد خمس سنوات عن الأولى التي جرت في ديسمبر من 2017 في مستهل ولايته الرئاسية الأولى، وسيكون على رأس وفد يضم وزراء وشخصيات ثقافية متنوعة.
وتمثل زيارة الرئيس الفرنسي بالنسبة للجزائر وفرنسا محطة للإنطلاق نحو علاقات جديدة بعد فترة من التوتر الدبلوماسي، التي امتدت من شهر سبتمبر الماضي، وأعاد فوز الرئيس ماكرون بولاية ثانية وزوال شبح وصول اليمين المتطرف للسلطة بفرنسا الحرارة للعلاقات بين البلدين.
وفي الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لماكرون بمناسبة فوزه في الانتخابات الفرنسية قبل أشهر، ذكر فيها أنه يتمنى أن تكون العهدة الثانية لماكرون “ثرية بالجهد المشترك في مسار العلاقات الثنائية للوصول بها إلى أفضل المستويات المأمولة”، وتابع “أقدِّر أهمية الفرصة التاريخية المتاحة لنا لاستشراف المستقبل والتكفل بطموحاتنا بشجاعة ومسؤولية”.
ويمثل الجانب الاقتصادي أكثر المجالات القابلة للتعاون والتفاهم بين البلدين. وما تريده الجزائر البحث عن شراكات رابحة واستثمارات منتجة في البلاد تساعدها على تنويع الاقتصاد والخروج من الاعتماد المطلق على المحروقات.
ومن الجانب الفرنسي، تريد باريس البقاء كلاعب اقتصادي مؤثر في الجزائر عبر شركاتها الناشطة في البلاد، وتتشبث فرنسا بحصتها في الجزائر، رغم تراجعها في السنوات الأخيرة لصالح الصين ودول أوروبية أخرى مثل إيطاليا.
ويبقى ملف الذاكرة مهما بالنسبة للجزائر التي تتمسك بضرورة اعتراف واعتذار فرنسا عن جرائمها الاستعمارية حيث سيكون منتظرا بقوة ما سيقوله الرئيس الفرنسي في خطابه في هذا الشأن، كما يعد الملف الليبي وقضايا الساحل بعد الانسحاب الفرنسي من مالي، في صلب اهتمام البلدين.
وبهذا الخصوص يرى مراقبون للعلاقات الثنائية ومحللون أن زيارة ماكرون للجزائر هي فرصة لعودة المياه إلى مجاريها بين الطرفين.

المحلل السياسي، عبد الرحمان بوشريط:
“محاولة من ماكرون لإعادة القاطرة إلى السكة”

وفي هذا السياق أكد المحلل السياسي، عبد الرحمان بوشريط أن زيارة ماكرون إلى الجزائر “محاولة لإعادة القاطرة للسكة والغرض من ذلك هو خروج ماكرون من الأزمة التي يعيشها المتعلقة بعلاقتها بأزمة في أوكرانيا وتراجع قيمة ومستوى اهتمام الأفارقة بالتواجد الفرنسي”.
وأوضح بوشريط لـ”الجزائر” أن عقلية التعالي الفرنسي تراجعت نوعا ما بسبب المعطيات التي ذكرتها سابقا لذلك، فماكرون من خلال هذه الزيارة سيحاول إعادة الأمور إلى نصابها مع الجزائر التي استطعت في المدة الأخيرة أن تسجل العديد من النقاط الهامة أبرزها تطور الدبلوماسية الجزائرية خاصة فيما يتعلق بردة الفعل اتجاه الموقف الاسباني الذي عبر عن عهد جديد وعقلية جديدة في الدبلوماسية، وكذلك تشعر فرنسا بتراجع كبير في تواجدها في الجزائر خاصة بعد اتفاقيات التي أبرمتها الجزائر مع ايطاليا وتركيا والصين”.
وتابع بوشريط “الجزائر أصبحت لديها حركية اقتصادية وسياسية جديدة وفرنسا لا تريد أن تكون بعيد عن هذه الحركية، لذلك ماكرون يأتي إلى الجزائر برغبة في استرجاع العلاقات التي أفسدتها الحكومات الفرنسية المتعاقبة خاصة فيما يتعلق بملف الذاكرة والتأشيرة وملفات أخرى لا تصب في مصلحة فرنسا”.
وأشار المتحدث إلى أن “كل المؤشرات تؤكد أن ماكرون خلال هذه الزيارة جاء ليتعامل مع جزائر جديدة لها نظرة جديدة ولها حضور أكثر، خاصة بعد إعلان الجزائر نيتها الدخول إلى منظمة “بريكس” وهي التي تضم الدول أكثر التنمية وهذا يدل على أنها أصبحت تفكر بذهنية جديدة أعادتها إلى مكانتها”.
وختم بوشريط حديثه بقوله “زيارة ماكرون هي بمثابة محاولة لتلطيف الجو مع الجزائر واسترجاع مصالحه، من جانبه الطرف الجزائري ينتظر ما هي الذهنية التي سيأتي بها ماكرون هل مازالت متعالية أو يأتي لإعادة بعت العلاقات بين البلدين”.

الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر، رضوان بوهيدل:
“زيارة برهان إعادة الحسابات”

اعتبر الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر، الدكتور رضوان بوهيدل أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر فرصة لإعادة بعث العلاقات الاقتصادية والتجارية بعد تراجع الدور الفرنسي والشركات الفرنسية في الجزائر.
وأشار بوهيدل في حديث جمعه بـ”الجزائر” أن “ماكرون سيأتي إلى الجزائر بقبعتين الأولى كرئيس لدولة فرنسا والثانية ممثل عن الاتحاد الأوربي في ظل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وحاجة أوربا إلى الغاز فماكرون يريد استغلال الفرصة ليظهر في ثوب البطل والمنقذ لأوروبا”.
وأضاف بوهيدل أن الملف الأكبر للبلدين هو ملف الذاكرة الذي يعتبر من أسياسيات الزيارة، لذلك وجود ماكرون في الجزائر هو بهدف تحسين صورته وإعادة حساباته مع الجزائر.

الخبير في الطاقة، أحمد طرطار:
“زيارة ماكرون تكتسي طابعا اقتصاديا محضا”

اعتبر الخبير في الطاقة، أحمد طرطار أن زيارة الرئيس الفرنسي اليوم، إلى الجزائر “زيارة اقتصادية محضة”، وتأتي وفق تحليله لدارسة سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين خاصة وأنه بعد سنة 2020 توجهت الجزائر نحو شركاء دوليين جدد.
وأوضح طرطار لـ”الجزائر” أنه “بعد سنة 2020 عملت الجزائر على التنويع الاقتصادي فتوجهت نحو إيطاليا وبقية دول أوروبا وكذلك إلى تركيا لذلك أصبحت فرنسا شبه مهددة وأصبحت تسعى لإعادة اكتسب مكان في ظل الجزائر الجديدة”.
وشدد طرطار على أن ماكرون لديه الكثير من الملفات التي يسعى للتفاوض بها مع الطرف الجزائري لعل أبرزها أزمة الطاقة التي تزداد استفحالا يوما بعد يوم، إضافة إلى مجال الصناعة خاصة أن الجزائر مقبلة على الصناعة الميكانيكية والشركات الفرنسية تسعى لولوج الساحة الجزائرية، وكذلك في مجال الصناعة البتروكيمائية، لهذا فإن الزيارة تكتسي طابعا اقتصاديا بالدرجة الأولى وماكرون يحاول من خلالها أن يستفيد من الساحة الاقتصادية الجزائرية الواعدة بكل ما تحمله من مشاريع.

الباحث في التاريخ، رابح لونيسي:
“ماكرون يستغل ملف الذاكرة”

يعتقد الباحث في التاريخ، رابح لونيسي أن “زيارة ماكرون إلى الجزائر هي محاولة لإعادة الاتصال بشكل طبيعي بعد أزمة دبلوماسية عرفتها العلاقات بين البلدان”.
وقال لونيسي في تصريح لـ”الجزائر” إن “زيارة ماكرون خطوة تمهيدية لخطوات أخرى في الأشهر المقبلة، خاصة وأن هذا الأخير في موقف ضعف”.
وأشار المتحدث إلى أن ماكرون يسعى للمقايضة خاصة في ملف الذاكرة، موضحا ذلك بقوله: “نعلم جميعا أن ماكرون جرّم الاستعمار قبل وصوله للسلطة، وقال إنه من جيل الشباب ولا علاقة له بالإستعمار، لكن بعد وصوله للحكم، كنا نعتقد أنه سيقدم تنازلات وسيطوي ملف الذاكرة ويقدمه خطوات، لكن توقف عن ذلك”.
وتابع: “لقد تذرع (ماكرون) باللوبيات والضغوط التي لاقاها في قصر الإيليزيه، لكن غرابة الأمر في انقلابه منذ أشهر وتحوله لاستفزاز الجزائر في مسائل الذاكرة لدرجة نفيه وجود الأمة الجزائرية وتكريم الحركى، لذلك ماكرون يريد مقايضة تنازلات في ملف الذاكرة في المجالات الاقتصادية وهذا ما ترفضه الجزائر”.
من جانب آخر، أشار لونيسي إلى أن “الجزائر نوعت في علاقاتها مع عدة الدول في العالم خاصة روسيا الصين، إيطاليا، تركيا وغيرها وهذا ما يزعج فرنسا، لذلك ماكرون يريد خلال هذه الزيارة ربط العلاقات من جديد والتفاوض من جديد حول مصالحه، خاصة الاقتصادية”، مشيرا في السياق ذاته إلى حاجة فرنسا إلى الغاز ما يجعلها في موضع ضعف.
فلة سلطاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super