يرتقب أن ينظم قسم التاريخ وعلم الآثار بالتنسيق مع مخبر الدراسات التاريخية والإنسانية، بجامعة زيان عاشور بالجلفة، الطبعة الأولى من الملتقى الوطني حول “الإستراتيجية الفرنسية المطبقة لعزل الشعب الجزائري عن الثورة التحريرية 1954 ــ 1962 من خلال السجون، المعتقلات والمحتشدات”، وذلك يومي 16 و17 نوفمبر المقبل، حيث سيكون استقبال المشاركات مفتوحا إلى غاية نهاية شهر سبتمبر المقبل.
ويتطرق الملتقى إلى عدة محاور منها التطرق للسجون الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، بالإضافة إلى المعتقلات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، والمحتشدات الاستعمارية الفرنسية، كما سيتم من خلال محاور الملتقى معالجة إستراتيجية جبهة التحرير الوطني في مواجهة سياسة العزل الاستعمارية الفرنسية.
وحسب ديباجة الملتقى، فإن فرنسا الاستعمارية عملت، منذ سنة 1830، على تطبيق مختلف الأساليب الرامية إلى إخضاع الجزائريين والسيطرة على أرضهم، وتفكيك أوصال المجتمع الجزائري، بل والقضاء على كل روح للمقاومة الوطنية في الجزائر، فسعت في كل مرة إلى ابتكار وسيلة جديدة في التعامل مع الجزائريين، تتماشى وأسلوب مقاومتهم، ولم تتخلّ فرنسا عن الأسلوب القمعي الهمجي الذي رافقها طوال فترة احتلالها للجزائر، فكان أبرز ما تميزت به السياسة الفرنسية في الجزائر ارتكاب أبشع أنواع التنكيل والتعذيب والإبادة ضد الجزائريين، وجعلهم يعيشون معاناة مستمرة.
فيما بعد، وحينما أدركت فرنسا الاستعمارية أن السر الذي يكمن وراء توسع نطاق ثورة التحرير وقدرتها على الاستمرار رغم قلة الإمكانيات هو الدعم الشعبي لها، انتهجت أسلوبا جديدا للمواجهة، الغرض منه إبعاد الجماهير الشعبية الجزائرية عن المساهمة الفعلية في الثورة التحريرية، من خلال الزج بأعداد كبيرة منها داخل السجون والمعتقلات والمحتشدات، وتسليط أشد أنواع التعذيب الجسدي والإرهاب النفسي عليها، فعكست تلك الممارسات الهمجية حقيقة الاستعمار الفرنسي في الجزائر القائمة على انتهاك حقوق الإنسان.
صبرينة ك