قال الخبير الاقتصادي، أحمد طرطار، إن الجزائر اليوم وصلت لمرحلة وجب فيها تحديد الأولويات في اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وأوضح طرطار، أمس، في تصريح لـ “الجزائر”، أن كل الدول الأوروبية تتفق أن الجزائر شريك موثوق به نظرا لوفائها دائما بتعهداتها والتزاماتها، واعتبر أن تصريح رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، خلال زيارته للجزائر، والتي دعا فيها إلى ضرورة مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي من خلال تحديد الأولويات المشتركة بما يعود بالمنفعة المشتركة على الطرفين، أنها تندرج في إطار عملية إعادة مراجعة اتفاق الشراكة بين الطرفين الذي دخل حيز التنفيذ في سنة 2005 والذي بموجبه تمت صياغة الكثير من البنود التي للأسف -يقول طرطار- لم تخدم الجزائر، وكانت في صالح الاتحاد الأوروبي، ما جعل الجزائر تخسر الكثير من خلال هذه الشراكة.
وقال الخبير الاقتصادي، إن الجزائر اليوم بصدد مراجعة هذا الاتفاق وفقا لما يخدم مصالحها وصياغة تعاقد إيجابي يخدمها في إطار مبدأ رابح-رابح التي ترافق هذه الشراكة.
ويرى طرطار أن الجزائر اليوم وصلت لمرحلة وجب فيها تحديد الأولويات في اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ووجب رسم آفاق إستراتيجية، تؤدي إلى تمتين العلاقة مع أوروبا من جهة، وتفعيل الشراكة في سياق رابح-رابح والند بالند وتقاسم الأعباء والأرباح من جهة أخرى، ما يساعد حسبه على بناء شراكة إيجابية، خاصة أن الجزائر والاتحاد الأوروبي تجمعهما عوامل عديدة من بينها علاقة الجوار.
وأكد طرطار أنه اليوم يجب على الجزائر إعادة النظر في جميع البنود التي توجد بها بعض الإشكالات، وعدم التكافؤ بين الطرفين، وإعادة صياغتها بطريقة تخدم مصالح الجزائر وكذا الشريك الأوربي في نوع من الندية، واعتبر أن هذا يخدم شعوب المنطقة الممتدة على البحر الأبيض المتوسط.
للتذكير، كان رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، قد أكد في تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الاثنين المنصرم، خلال زيارته للجزائر، أن الجزائر تعتبر شريكا موثوقا في مجال الطاقة، مشددا على ضرورة مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي من خلال تحديد الأولويات المشتركة بما يعود بالمنفعة المشتركة على الطرفين.
وأوضح شارل ميشال، قائلا “نعتبر أن التعاون الطاقوي أمر أساسي فعلا في ظل الظروف الدولية التي نشهدها إذ نرى في الجزائر شريكا موثوقا ووفيا وملتزما”.
وأوضح رئيس المجلس الأوروبي أن اللقاء الذي جمعه بالرئيس تبون قد كان “مثمرا إلى أبعد الحدود، بما يتوافق والنظرة المستقبلية”، مؤكدا أن الطرفين “يتقاسمان نفس الطموح لإعطاء دفع جديد لنوعية العلاقات التي تجمع بين الجزائر والاتحاد الأوروبي”.
واستطرد يقول “اعتبرنا أن اتفاق الشراكة هو اطار يجب أن يضفي تحسينات وفق الإرادة المشتركة، من هنا وهناك، لتحديد الأولويات المشتركة خدمة لمصالح الطرفين”.
كما أكد المسؤول الأوروبي أن الجزائر والاتحاد الأوروبي لهما “طموح مشترك لتحقيق الاستقرار والأمن والازدهار”، مشيرا في هذا الصدد إلى تطرقه رفقة الرئيس تبون إلى “عدد من الحالات المتعلقة بالجوار والسياق الجيوسياسي”.
وأعرب ميشال عن “تفاؤله الشديد” بتطوير “شراكة أقوى وأصدق تفضي إلى نتائج ملموسة بالنسبة لمواطني الجزائر والاتحاد الأوروبي”.
رزيقة . خ