كشفت دراسة حديثة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف أن واحدًا من بين كل أربعة أطفال في شمال أفريقيا والشرق الأوسط يعيشون تحت خط الفقر .
وقالت المنظمة، في نتائج الدراسة التي نشرت على موقع الأمم المتحدة أول امس، إن “الفقر استمر في التأثير على حياة الأطفال في شمال أفريقيا والشرق الأوسط “.
وشملت الدراسة الأطفال في 11 دولة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وركزت على الأوضاع المعيشية والرعاية الصحية المقدمة للملايين منهم في المنطقة
وتوصلت إلى أن “29 مليون طفل على الأقل، بمعدل طفل من كل أربعة، محرومون من اثنين أو أكثر من ضروريات الحياة بما في ذلك التعليم، والتغذية، والمياه النظيفة الآمنة، والصرف الصحي والحصول على المعلومات “.
وبحسب نتائج الدراسة فإن نقص التعليم كان أحد العوامل الرئيسة لعدم المساواة والفقر بالنسبة للأطفال، فالأطفال الذين يعيشون مع أسر يكون أحد الأبوين فيها أُميًا تكون احتمالية أن يكونوا فقراء مضاعفة
وقالت الدراسة إن ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وسبع سنوات ليسوا ملحقين بالمدرسة، وإن نصف الأطفال تقريبًا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط يعيشون في مساكن مكدسة وغير ملائمة وذات بناء فقير .
وكشفت الدراسة أن ما يقرب من نصف الأطفال لم يتم تحصينهم ضد الفيروسات والأمراض، أو ولدوا لأمهات لم يحصلن على الرعاية أثناء الحمل أو المساعدة خلال الولادة
وقالت الدراسة إن واحدًا من كل خمسة أطفال أجبر على السير لفترات تزيد على 30 دقيقة للوصول إلى مصادر الماء الصالح للشرب، وإن أكثر من ثلثي الأطفال يعيشون في منازل ليس بها صنابير مياه
وقال المدير الإقليمي لمنظمة”يونيسف” بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، غيرت كابيليري، في مؤتمر للمنظمة بالرباط، إن فقر الطفل لا ينحصر في دخل الأسرة فقط ولكنه يتخطى ذلك إلى حق الطفل في الحصول على التعليم والرعاية الصحية ومنزل ومياه نظيفة
وحذر كابيليري من أن الأسر المستقبلية ستكون أفقر لنحو ثلاثة أجيال، مضيفًا أن”الأطفال عندما يحرمون من الأساسيات فإنهم عرضة لخطر الانحصار داخل حلقة مفرغة من الفقر “. وأضاف أن “العائد من الاستثمار الآن في الأطفال الأكثر ضعفًا هو الحصول على منطقة تتمتع بالسلام والازدهار في المستقبل، الأمر يتطلب مزيجًا من القيادة الحقيقية والاستثمارات العامة والخاصة الشجاعة من الحكومات بالإضافة إلى تعاون المجتمع المدني والقطاع الخاص والأشخاص والمجتمع الدولي ”
وقالت اليونيسيف إن هناك تقدمًا مهمًا أحرز في أغلب الدول لتقليل الفقر، لكن في الوقت نفسه فإن عدد الأطفال الذين يعيشون في فقر ما زال مرتفعًا في الدول المتأثرة من الصراعات، والتي تشهد تدهورًا متسارعًا في المكاسب التي تحققت خلال العقود الماضية
وحذرت المنظمة من أن التحديات الإقليمية الكبيرة تقف عائقًا أمام قياس أثر الفقر على الأطفال، واتخاذ إجراءات جماعية من أجل التخفيف من وطأة الفقر، وقالت إن هناك خطرا يتمثل في أن السياسات والإجراءات القائمة ليست فعَّالة بالشكل الكاف للتصدي لفقر الأطفال في ظل غياب فهم كامل لواقع الأطفال.
رفيقة معريش