جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
لطالما كانت الفنون من وسائل الكفاح والنضال إبان الحقبة الاستعمارية في الجزائر، حمل أصحابها لواء قضيتهم الأولى ونصرتها كل في مجاله، ففي الشعر مثلا خلدت العديد من القصائد تلك الحقبة المريرة من تاريخ الجزائر بكل تجلياتها وتفاصيلها، فعبرت عن قهر المواطن الذي يأمل في الحرية ونيل الاستقلال، كما رفعت الحماس والهمم.
وفي الجزائر كان اسم شاعر الثورة مفدي زكريا واحدا من أهم الأصوات الشعرية التي كانت خير مثال على النضال بالكلمة ولعل نشيد “قسما” الوطني الرسمي لخير دليل على ذلك، كما صنع علي معاشي هو الآخر اسمه في خريطة الشعراء الفنانين الذين كانوا سدا منيعا لغطرسة فرنسا الاستعمارية، ويثبت هؤلاء وغيرهم بأن النضال بالقلم مثله مثل من حمل السلاح، ومن اختار الكفاح السياسي مخرجا ليسمع صوت الجزائر بين الأمم.
“الجزائر” تفتح ملف الأناشيد الوطنية، بمناسبة الذكرى الثامنة والستون لاندلاع الثورة التحريرية، والتي تحولت إلى أغان وطنية أصبحت تقترن بالأعياد الوطنية للجزائر، خلدتها الأجيال وأصبحت حفظها عن ظهر قلب… فيما يلي أهم الأناشيد الوطنية التي بقيت راسخة في الأذهان.
“من أجلك عشنا يا وطني” لعمر برناوي
لقد كانت رائعة “من أجلك عشنا يا وطني” لابن ولاية بسكرة الشاعر عمر برناوي، التحفة الفنية التي حفظتها الأجيال جيلا بعد جيل وعن ظهر قلب، حتى أن الكثير يعتبرها النشيد الوطني الرسمي إلى جانب “قسما” لمفدي زكريا، وقد حصلت الأنشودة على جائزة أفضل نشيد وطني في الجزائر عام 1983، وشهادة شرف لأحسن أوبيرات عام 1984، وشهادة تكريم من الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد عام 1987، وقد أحب هذه الأنشودة الجميع وتعلق بهان حتى أن الكثير يعتبرها الأنشودة الرسمية الثانية بعد نشيد “قسما” كونها تروي تعلق الجزائريين بأرضهم.
“نحن طلاب الجزائر” لمفدي زكرياء
“نحن طلاب الجزائر” وهي أنشودة وطنية ألفها شاعر الثورة ابن غرداية مفدي زكرياء ولحنها علي شلغم، تتحدث عن دور الطلبة الفعال خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر، وتُعتبر هذه الأنشودة من أشهر النصوص الوطنية التي خلدت ثورة تحرير الجزائر وتتكون قصيدتها من سبعة وعشرين بيتا شعريا مقروضا وفق عروض بحر الهزج وقد تم الأداء الفني لهذه الأبيات من طرف الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني قبل استقلال الجزائر وأداها جماعيا كل من فناني أوركسترا الإذاعة الجزائرية، وأوركسترا التلفزيون الجزائري، وكذلك أوركسترا “أوبرا الجزائر”.
“جزائرنا يا بلاد الجدد” لمحمد الشبوكي
ولا تقل أنشودة “جزائرنا يا بلاد الجدد” التي ألفها ابن تبسة محمد الشبوكي في سجنه، ولحنها محمد الربعي، أهمية عن سابقاتها، فالقصيدة تتغنى بتعلق الجزائريين بأرضهم وعرضهم وإصرارهم على إخراج المستعمر الغاشمن وتتكون قصيدتها من ستة عشر بيتا شعريا مقروضا وفق عروض بحر المتقارب، وقد تم الأداء الفني لهذه الأبيات من طرف الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني قبل استقلال الجزائر، كما وأداها جماعيا كل من فناني أوركسترا الإذاعة الجزائرية، وأوركسترا التلفزيون الجزائري، وكذلك أوركسترا أوبرا الجزائر.
“من جبالنا” لمحمد العيد آل خليفة
وتعد الأنشودة الوطنية “من جبالنا” التي ألفها ابن ولاية أم البواقي محمد العيد آل خليفة خلال عام 1931م، ولحنها محمد الهادي شريف في 28 مارس 1942، من أشهر القصائد التي أسمعت صوت الأحرار، الذين أبوو إلا أن يناضلوا من أجل الاستقلال ففي أدغال الجبال راح المجاهدون، يختبئون للإغارة على الثكنات العسكرية، وتتكون قصيدتها من ستة عشر بيتا شعريا مقروضا وفق عروض بحر المضارع، وقد تم الأداء الفني لهذه الأبيات من طرف الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني قبل استقلال الجزائر، وأداها جماعيا كل من فناني أوركسترا الإذاعة الجزائرية، وأوركسترا التلفزيون الجزائري، وكذلك أوركسترا أوبرا الجزائر ·
“شعب الجزائر مسلم” لعبد الحميد بن باديس
وبقيت أنشودة “شعب الجزائر مسلم” راسخة في الأذهان ومن بين أهم الأناشيد الوطنية الجزائرية، التي تذكر الشعب الجزائري بهويته، فهذه الأنشودة ألفها ابن قسنطينة عبد الحميد بن باديس ولحنها الأمين بشيشي، وهذا النشيد قد ارتجله الشيخ عبد الحميد بن باديس في حفل أقامته مدرسة التربية والتعليم بقسنطينة عام 1937 بمناسبة إحياء ليلة القدر، وتتكون قصيدتها من خمسة عشر بيتا شعريا مقروضا وفق عروض بحر المتقارب. وقد تم الأداء الفني لهذه الأبيات من طرف الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني قبل استقلال الجزائر، وأداها جماعيا كل من فناني أوركسترا الإذاعة الجزائرية، وأوركسترا التلفزيون الجزائري، وكذلك أوركسترا أوبرا الجزائر.
صبرينة ك