ككل عام، عرفت الساحة الفنية الجزائرية رحيل قامات فنية إبداعية هامة جدا ساهموا في إثراء الذاكرة الفنية الجزائرية وعبر مختلف ربوع الوطن من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، تاركين وراءهم رصيدا هاما من الأعمال الخالدة في الدراما والمسرح والغناء وحتى في الموسيقى… هاهي جريدة “الجزائر” تستعرض الوجوه التي غادرتنا عن الدار الدنيا خلال عام 2023:
رحيل قامات تمثيلية وإخراجية:
وقد كان لوفاة الفنان الكبير مصطفى برور عن 87 عاماً، صدمة كبيرة في الساحة، فالفقيد أدى مسيرة مهنية أثراها بأكثر من مائة فيلم وعشرات المسلسلات التلفزيونية والأعمال الإذاعية، ليتوفى بعد مضاعفات صحية إثر إصابته بفيروس “كورونا”، وبرور المولود عام 1935، شارك في ثورة التحرير الجزائرية، بدأ مسيرته الفنية على خشبة المسرح عام 1948. وتفرغ تماماً بعد الاستقلال للعمل الفني، وواكب تأسيس الإذاعة ثم التلفزيون.
ولم يكن مصطفى برور الوحيد الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى عام 2022، فقد توفيت أيقونة التمثيل الفنانة شافية بوذراع الممثلة السينمائية والمسرحية، وهي فنانة مولودة بمدينة بعاصمة الشرق الجزائري قسنطينة، والتي قدمت عدة أدوار عبر مسيرتها الفنية في مسرح قسنطينة الجهوي أو عبر التليفزيون الجزائري، كما عرفت الفنانة الجزائرية بشخصية “لالة عيني” في مسلسل “الحريق”، لتسجل شافية بوذراع اسمها بحروف من ذهب في تاريخ السينما الجزائرية من خلال أدائها المتميز لمختلف الأدوار التي أسندت إليها في عدد من الأفلام والمسلسلات التي عكست موهبتها الكبيرة.
الممثلة فريدة صابونجي التي توفيت عن عمر ناهز 92 سنة، وهي إحدى الوجوه البارزة في السينما الجزائرية المعروفة لا سيما بأدوارها المتميزة في المسلسلات التلفزيونية، كان لرحيلها وقع كبير على الجمهور، حيث تعتبر فريدة صابونجي، إحدى الممثلات المحبوبات لدى الجمهور، إذ اشتهرت بأدائها الفريد الذي تميزت فيه بحركاتها وطريقتها الخاصة في الكلام ولهجتها “العاصمية” في أدوارها العديدة التي جسدت فيها “المرأة الحديدية” والتي تقمصتها بروعة وإتقان.
الفنان الجزائري، محمد حلمي، انتقل إلى الرفيق الأعلى عن عمر ناهز التسعين عاما، وهو ممثل معروف لدى أجيال من الجزائريين، أدى الراحل العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، وكانت أعماله تتراوح بين الدراما والفكاهة، كما ألف الرجل العديد من التمثيليات الفكاهية منذ ستينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة.
وبعد عدة وعكات صحية، إرادة الخالق خطفت الممثل الفكاهي الجزائري، محمد حزيم، الفنان الذي يحتفظ الجزائريون بصورة جميلة لنجم فرقة “بلا حدود” التي كانت ترسم البسمة على وجوههم خلال العشرية السوداء.
وفي مجال الإخراج السينمائي، رحلت في هدوء الفنانة المبدعة يمينة شويخ عن عمر ناهز 68 سنة، وهي التي داعبت أناملها لأكثر من 30 سنة أفلام الآخرين وهي تسهر على طاولة التركيب بالمركز الجزائري للفن و الصناعة السينماتوغرافية لتنال تلك الأعمال نصيبها من النجاح و بقي حلم الإخراج يراودها إلى أن قررت في أواخر التسعينات الوقوف خلف الكاميرا لإخراج أول أفلامها “رشيدة” الذي فتح لها أبواب الشهرة داخل و خارج الوطن.
وفقدت أيضا واحدا من أعمدة الفن، الممثل والمخرج المسرحي أحمد بن عيسى عن عمر ناهز 78 سنة، إثر وعكة صحية، فالفنان في رصيده 50 سنة من العطاء الفني، تجسدت في 120 فيلماً وعشرات المسرحيات والأدوار السينمائية التي اشتهر بها ومكنته من اكتساب شهرة وشعبية كبيرة.
أهم الفنانين في الغناء والموسيقى يودعوننا أيضا:
وقد توفي الممثل المسرحي والسينمائي مصطفى بن شقراني هو الآخر عن عمر ناهز 82 سنة، وهو من الرعيل الأول من المسرحيين الذين التحقوا بالمسرح الوطني كممثل ومخرج حيث قدم عدة أعمال مميزة، حسب ما أفادت به الصفحة الرسمية للمسرح الوطني الجزائري، كما رحل أيضا بسيدي بلعباس الفنان والممثل عباس بودن، فالفقيد يعد فنانا مسرحيا كوميديا وممثل بفرقة صوت النضال بسيدي بلعباس، كان أستاذا في الفنون الدرامية، وكاتبا ومخرجا، وله أدوار مهمة في عدد من الأعمال، كما حصد الفنان الراحل عدة جوائز خلال مشواره الفني والإبداعي منها جائزة الفنان المميز لمدينة سيدي بلعباس.
في السياق، رحل ابن ولاية مستغانم الفنان المسرحي والسينمائي جمال بن صابر عن عمر ناهز 81 سنة بعد مرض ألزمه الفراش، ويعتبر الفنان من مواليد 1941 بمستغانم وبدأ مشواره الفني مبكرا مع الجمعية المسرحية والموسيقية “السعيدية”، قبل أن يلتحق بفرقة “مسرح القراقوز” للمسرحي الراحل ولد عبد الرحمان كاكي في نهاية الخمسينات، لينضم بعد الاستقلال إلى المسرح الوطني الجزائري حديث النشأة إلى غاية 1971. ثم انتقل إلى فرنسا لإجراء تربص في السمعي البصري و عاد بعدها ليكون مخرجا بمستغانم.
وفي أغنية الشعبي، اهتز المهتمين بهذا الفن، بخبر وفاة عميد الأغنية الشعبية، الفنان عزيوز رايس، عن عمر ناهز 68 عاما بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، والفنان الراحل من مواليد 25 أوت 1954 بالجزائر العاصمة واشتهر برائعة “بالله عليك يا الرايح كان ريت غزالي”.
وتوفي ابن ندرومة والفنان في الطابع الحوزي بجاي الغافور شقيق الفنان محمد الغافور، حيث يعد أحد أعمدة الجوق الموسيقي لمدينة ندرومة في الطابع الحوزي رفقة أخيه الحاج محمد الغافور، وقد بدأ الراحل رحلته مع موسيقى الحوزي في سن 16 رفقة أخيه من خلال احتكاكه بكبار الفنانين في هذا الطابع الموسيقي وانخرط في الجوق الموسيقي الذي كان يترأسه أخاه الحاج محمد الغافور كعازف على آلة “البانجو” رفقة كل من عبد السلام خياط على ألة “الدربوكة” و زين العبيدين على آلة “الموندول”…
وفي موسيقى الديوان، خطف الموت مقدم إبراهيم برزوق، أحد أبرز قامات موسيقى ورقص الديوان بالجزائر، عن عمر ناهز 89 سنة بمستشفى “ترابي بوجمعة” متأثرا بإصابته بفيروس “كورونا”، حيث كرس عمى إبراهيم، كما يفضل عشاق فن الديوان عبر الوطن مناداته به تقديرا واحتراما لأحد أعمدة هذا الفن العريق، أكثر من 70 سنة من حياته لترقية وتطوير تراث الموسيقى والرقص، الديوان.
الفنان عبد السلام مصطفى الذي رحل عن الدار الدنيا عن عمر ناهز 84 سنة، يعد آخر أعضاء الفرقة الفنية العريقة “سفير الطرب” لتيارت التي أسسها الفنان الشهيد علي معاشي، حيث كان الفقيد مقربا من الشهيد علي معاشي حيث قدم له كلمات بعض الأغاني التي أدتها الفرقة المذكورة, كما كان عازفا على آلة الدربوكة.
ورحلت أيضا العازفة المتميزة على آلة الإمزاد، ايدابير بيات، التي ساهمت بقدر كبير، إلى جانب عازفات أخريات، في الحفاظ على هذا الطابع الموسيقي المصنف ضمن قائمة التراث اللامادي للانسانية لمنظمة “اليونسكو”، حسب بيان للحظيرة الثقافية للأهقار، وكانت الفنانة قد تعلمت صنع آلة الامزاد و العزف عليها على يد والدتها وشاركت في الحفاظ على هذا الطابع التراثي وتلقين هذا الفن الراقي الذي تفرّدت به نساء المنطقة والذي سافر إلى العالمية.
وفاة وجوه فنية عربية شهيرة:
على الصعيد العربي، صدم وفاة الممثلة مها أبو عوف، وهي في 65 من عمرها، الساحة الفنية العربية، والتي لفظت آخر أنفاسها في أحد مستشفيات مدينة القاهرة، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، كما توفي الممثل والصحافي وحيد السنباطي، إذ شكّل هذا الخبر صدمة كبيرة لمحبيه وزملائه، خصوصاً أنه لم يكن يعاني من أي مرض من قبل.
وتوفيت عن دار الدنيا الممثلة المصرية عايدة عبد العزيز، بعد أن تقدم بها العمر، وهي في سن 91 سنة، ليهتز بعدها الوسط الفني المصري مرة أخرى على خبر وفاة صاحب مسرحية “مدرسة المشاغبين” المخرج والممثل جلال الشرقاوي، وهو في 87 من عمره، بعد أن تغلب عليه فيروس “كورونا”.
وقد رحل المغني سامي كلارك، بعد صراع مع المرض، حيث توفي في إحدى مصحات العاصمة بيروت، وعمره 73 سنة، فيما أعلن شقيق الممثلة جالا فهمي، ابنة المخرج المصري أشرف فهمي، عن خبر وفاتها بعمر 59 عاماً، عبر حسابه على فيسبوك، يوم 26 شباط، من دون الكشف عن تفاصيل أكثر.
كان شهر أفريل من دون وفيات في صفوف الفنانين العرب، إلا أنه في التاسع من الشهر نفسه رحل عن الساحة الفنية المصرية، الممثلة ليلى نصر، وهي تبلغ من العمر 84 سنة، بعد صراع مع المرض، فيما عاد الحزن مرة أخرى ليخيم على الممثلين المصريين، بعد خبر وفاة الممثلة فاطمة مظهر، عن عمر ناهز 78 سنة.
أما في شهر ماي، فنزل خبر وفاة الممثل سمير صبري كالصاعقة على محبيه، وزملائه الفنانين، إذ كان سبب وفاته هو صراعه الطويل مع مرض القلب، إذ توفي يوم 20، وهو يبلغ من العمر 85 سنة.
وفقدت الساحة الفنية في لبنان شهر جوان الممثل القدير بيار شمعون عن عمر ناهز 63 سنة، بعد ما يقارب 30 عاماً من العطاء الفني، وذلك بسبب صراعه مع مرض السكر، ليودّع المصريون الممثلة رجاء حسين، بعدما بلغت سنها 84، إذ كان سبب الوفاة هو معاناتها مع المرض خلال سنواتها الأخيرة، كما ودعت الممثلة السورية أنطوانيت نجيب وهي في 92 من عمرها، بعد أن كانت قد تعرضت في وقت سابق لفشل كلوي، وكانت تخضع لحصص العلاج في شهورها الأخيرة.
فيما كان أكثر أخبار الوفيات صدمة ليس فقط في لبنان، وإنما في الوطن العربي كاملاً، هو رحيل المغني الشاب جورج الراسي، يوم 27 أوت، إثر تعرضه لحادث سير، وهو في طريق عودته من سوريا التي أحيا فيها حفلاً، إلى لبنان، كما توفي الممثل المصري هشام سليم، الذي كان يعاني من مرض سرطان الرئة، في الـ22 من الشهر نفسه، عن عمر ناهز 64 عاماً.
وشهد عام 2022، وفاة المغني والملحن المصري إبراهيم عبد الشفيع، عن عمر ناهز 86 عاماً، فيما كانت أزمة قلبية سبب وفاة الممثل والملحن المصري محمد سلطان، وعمره 85 عاماً، إذ كان يعاني من المرض منذ فترة طويلة، كما توفي الفنان سامي فهمي، عن عمر ناهز 76 عاماً، إذ تم الإعلان عن خبر رحيله من طرف شقيقته دون الكشف عن تفاصيل أخرى، فيما كان خبر وفاة الممثل الأردني أشرف طلفاح، البالغ من العمر 47 عاماً، عبارة عن صدمة كبيرة، بعد تعرضه للاعتداء من طرف مجهول في مصر.
صبرينة ك