جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
ثمن فاعلون في قطاع التعليم العالي مشروع “ليسانس مزدوج” الذي كان وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد كشف عنه خلال إشرافه على افتتاح أشغال الندوة الوطنية للجامعات، بحيث أكدوا بأنها فكرة لو تم تجسيدها ستعود بالنفع على الجامعة والطالب معاً، مشددين بالموازاة مع ذلك على توفير كافة الآليات التي من شأنها تجسيده على أرض الواقع.
اعتبر البروفيسور وأستاذ التعليم العالي، ومدير مخبر البحث في دراسات الإعلام والمجتمع بجامعة تبسة، رضوان بلخيري، أن مشروع إنشاء شهادتي “ليسانس مزدوج” الذي تحدث عنه المسؤول الأول على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، الوزير كمال بدراي، خلال الندوة الوطنية للجامعات “خطوة إيجابية”، تندرج في إطار الإستراتيجية التي تبنتها الوزارة لترقية قطاع التعليم العالي والبحث العالي والمضي قدما نحو تحسين مرئية الجامعات الجزائرية.
وأضاف بلخيري في تصريح لـ”الجزائر” بأن “قطاع التعليم العالي والبحث العلمي يعيش ديناميكية غير مسبوقة في ظل القرارات الإيجابية التي تصب كلها في صالح ترقية القطاع وتحسين جودة التعليم والتكوين بما فيها مشروع ليسانس المزدوج الذي سيدخل حيز التنفيذ بداية من الدخول الجامعي المقبل 2023-2024”.
وذكر بلخيري أنّ “ليسانس مزدوج” أو دراسة تخصصين في وقت واحد أمر إيجابي وأثمنه كأستاذ تعليم عالي وهو مكسب للجامعة”.
وأضاف: “في السابق كانت هناك ازدواجية التخصص، ولكن مع إنشاء منصة بروغريس تم إلغاء ازدواجية التخصص ولا يوجد في هذه الأرضية سوى معلومات حول الطالب الدارس بتخصص واحد وفي جامعة واحدة”.
وأبرز المتحدث ذاته، بأن مشروع “ليسانس مزدوج” سيعود بالنفع على القطاع بتخريج طلبة مكونين في تخصصين في آن واحد وهي إضافة للطلبة من حيث ربح الوقت والتخرج من الجامعة بشهادتين مما يفتح لهم فرصا في التوظيف مستقبلا.
وأكد البروفيسور بلخيري أن “ليسانس مزدوج” لا يشمل كل التخصصات بل سيتم حصرها على تخصصات محددة، وهو ما اعتبره بالأمر الذي يجب على الجميع أن يكون على علم به، واعتقد بأنّه سيكون على الأغلب في اللغات وذلك في انتظار صدور النص التنظيمي المنظم لهذا المشروع المقترح من طرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
ومن جانبه، أكد منسق المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، عبد الحفيظ ميلاط، أن “ليسانس مزدوج أثبت نجاعته في الجامعات العالمية من حيث تمكين الطالب من دراسة تخصصين في آن واحد ربحا للوقت، غير أنه في الجزائر ورغم حديث وزير التعليم العالي والبحث العلمي يظل مجرد فكرة معروضة للنقاش لإيجاد الآليات الكفيلة بتجسيدها على أرض الواقع”.
وذكر ميلاط في تصريح لـ”الجزائر” أمس “لا تزال المسألة مجرد فكرة لحد اليوم وهي معروضة للنقاش والكل سيدلي بدلوه حول آليات تجسيدها على أرض الواقع ووضع كل من شأنها المساهمة في إنجاح هذا المشروع المعمول به في الكثير من دول العالم وقد أثبت نجاعته”.
وأضاف “المؤكد بأنها لن تكون في جميع التخصصات وسيتم ضبط قائمة التخصصات المعنية بـ”ليسانس مزدوج وسيتم اعتماد مقياس التكامل بين التخصصات ولتجسيد هذا المشروع يمكننا الإستعانة من تجارب الدول الذي تتبعه والعمل على الإستفادة منها واستخلاص الإيجابي منها”.
وتابع في السياق ذاته “أثمن مشروع “ليسانس مزدوج” والذي يمكن إنجاحه إذا ما تم توفير كافة آليات تجسيده وتسطير الأهداف المتوخاة منه ونثمن في الوقت نفسه مقترح البكالوريوس بأربع سنوات والذي أؤكد أنه ليس إلغاء لنظام “أل أم دي”.
وفي السياق ذاته، أبرز الأستاذ الباحث وخبير في الإعلام والاتصال ومهتم بشؤون التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الرحمن بوثلجة أن “ليسانس مزدوج” كان موجودا وكان هناك طلبة يدرسون عدة تخصصات في الليسانس في جامعة مختلفة ولكن مع رقمنة القطاع أصبح هذا الأمر غير ممكنا، واعتبر مقترح الوزير بمثابة تقنين للعملية.
وقال بوثلجة في تصريح لـ”الجزائر” “الهدف من هذا القرار هو تنظيم الراغبين في دراسة تخصصين في آن واحد على أن تكون متقاربة ومتكاملة وأستبعد أن يسمح “ليسانس مزدوج” في التخصصات الدقيقة والتكنولوجية والعلوم الطبية والعلوم الطبيعية لأنها تخصصات في الأصل تحتاج للتفرغ لها ولا يمكن أن تجمع مع تخصصات أخرى”.
وأشار بوثلجة إلى أن هذا المشروع “يأتي استجابة لمطالب المنظمات الطلابية التي كانت ترافع لدراسة تخصصين في الليسانس”.
كما أكد بالموازاة مع ذلك بأن مشروع “ليسانس مزدوج” إيجابي من حيث أنه مربح للوقت للراغبين في دراسة تخصصين في آن واحد من خلال شهادة نجاح في البكالوريا واحدة فقط، وستسمح الوزارة أيضا من معرفة احتياجاتها من خلال هذا المشروع مع السماح للطلبة بإجراء تكوين متكامل.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، قد أعلن خلال إشرافه على افتتاح أشغال الندوة الوطنية للجامعات، أول أمس، عن فتح نقاش حول مشروع إنشاء شهادتي”ليسانس مزدوج” في بعض التخصصات المتقاربة بهدف مواكبة عالم الشغل.
وأضاف بأن فكرة شهادتي ليسانس مزدوج موجودة حاليا قيد الدراسة، وتتمثل في تمكين حامل شهادة البكالوريا من مزاولة مسارين جامعيين خلال نفس المرحلة للحصول على شهادتين تدعمان انخراطه في الحياة الاجتماعية والاقتصادية”.
كما أكد بأن مصالحه ستدرس سبل تمكين الطلبة من التوفيق بين المسارين كأن يتم الموازنة بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد أو تنظيم التخصصين بنفس المؤسسة الجامعية أو نفس القسم.
زينب. ب