جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تبرز خلال شهر رمضان عرض وبيع منتجات استهلاكية مجهولة المصدر لتسوق في ظروف غير صحية، وفي هذا الشأن تحذر جمعيات حماية المستهلك وأخصائيون في الصحة من استهلاك مثل هذه المواد لما لها من أضرار خطيرة على الصحة، إضافة إلى عدم تمكن المستهلك من استرداد حقه في حال تعرضه لخسائر مادية أو أضرار صحية نتيجة اقتنائها من مصادر مجهولة.
يقول عضو جمعية حماية المستهلك وترشيده، فادي تميم، إنه “يكثر في شهر رمضان عرض منتجات سواء كانت غذائية وحتى مواد التنظيف مجهول المصدر وغير معروفة المكونات، إضافة إلى أنها تعرض للبيع في أماكن أقل ما يقال عنها غير ملائمة، سواء من حيث الحفظ في درجة حرارة ملائمة تضمن عدم تعرض المنتج للتلف وما ينجر عنه من تأثيرات خطيرة على الصحة، أو من حيث التعرض لمختلف الملوثات الأخرى كدخان السيارات والغبار، وهو أيضا ما يكون له تأثيره الكبير على مدى سلامة المنتج وبالتالي صحة المستهلك”.
وأضاف تميم في تصريح لـ”الجزائر” أنه “ينبغي على المستهلكين عند اقتناء مختلف المواد، خاصة الاستهلاكية منها، التوجه للأماكن المعروفة واقتناء مواد بها وسم واضح يحدد مختلف مكونات المنتج، ومصدره وعنوان الجهة المنتجة”.
وشدد على عدم التراخي في مثل هذه المسائل، كونها مهمة للغاية سواء من ناحية حماية حق المستهلك للدخل في حال تسبب المنتج في ضرر صحي أو مادي له، ما يمكنه من الحصول على تعويض، أو من ناحية حماية الصحة العامة بصفة عامة.
أخصائيون في الصحة العمومية يعلقون
من جانبهم، يحذر أخصائيون في الصحة من خطر اقتناء المواد المعروضة في الأسواق الشعبية أو في مختلف الأماكن غير الرسمية، ودون شروط محددة تحمي المنتج، لما لها من ضرر كبير على صحة من يستهلكها واعتبروا أنه يجب توخي الحذر من كل المنتجات المعروضة تحت أشعة الشمس وفي أماكن لا توفر شروط النظافة.
وفي هذا الصدد، قال الأخصائي في الصحة العمومية، إلياس مرابط، إن “استهلاك المواد الغذائية الصحية يتطلب توفر الحفظ والنظافة وهذا لضمان عدم حدوث تسممات لمن يستهلكها أو أضرار صحية أخرى”.
وأضاف مرابط في تصريح لـ”الجزائر” إن “بعض المواطنين قد يدفعهم تدني القدرة الشرائية إلى التوجه نحو الأسواق الشعبية واقتناء مواد غذائية مجهولة المصدر وغير معروفة كون سعرها أقل من ذلك الموجود بالمحلات أو الفضاءات التجارية الأخرى”، غير أن التفكير بحسب مرابط “خاطئ”، لأنه قد يتسبب في إصابة المواطن وعائلته بتسممات نتيجة ظروف عرض تلك السلع، ما سيكلفه أموالا في العلاج.
ودعا المختص في الصحة العمومية المواطنين إلى جعل رمضان شهر “للصحة والعبادة” وليس للأكل، كما نصحهم بأكل صحي بعيدا عن الحلويات والسكريات والدهون، لما لها من آثار خطيرة في المستقبل القريب على صحة الإنسان وإصابتهم بمختلف الأمراض من سكري وضغط الدم وانسداد الشرايين والسرطان.
كما دعا إلى ضرورة اقتناء المنتجات خاصة الاستهلاكية من أماكن معروفة لتمكين الجهات المعنية من محاسبة المنتجين أو أصحاب الفضاءات التجارية في حال تسبب المنتجات التي يصنعونها أو يبيعونها بأضرار صحية للمستهلك.
من جانبه، أكد المختص في الصحة العمومية، أمحمد كواش، أن “ظاهرة البيع في الشوارع والأسواق الشعبية تكثر في شهر رمضان من قبل الباعة الفوضويين والباعة الموسميين، إذ يعرضون منتجات سريعة التلف، ما يعرض صحة المستهلك للخطر”.
وأضاف كواش في تصريح لـ”الجزائر” أن “أغلب هذه المواد الاستهلاكية مجهولة المصدر ومجهولة مدة الصلاحية ومجهولة طريقة الصنع والمكونات، سواء كانت عصائر، أجبان، معلبات وغيرها”.
وأشار إلى أن الكثير من هذه المنتجات تصنع في ورشات مشبوهة وبطريقة غير صحية وتحتوي على مواد ملونة ويتم حفظها في علب غير صحية، إضافة إلى طريقة نقلها حفظها وتخزينها وطريقة عرضها تحت أشعة الشمس عرضة للتلوث، ما يؤدي إلى تفاعلات كيميائية تتسبب في العديد من الأمراض.
ونبه المختص في الصحة العمومية إلى أن هذه المواد تتسبب في تسممات غذائية ونزلات معوية بفعل الميكروبات والبكتيريات التي تتكاثر داخلها، كونها غير محفوظة بطريقة جيدة وملائمة، وستؤدي إلى مشاكل صحية على المستوى البعيد كونها تحتوي على مواد سامة مثل الملونات والمواد الحافظة وغيرها.
رزيقة. خ