عرض الفيلم الوثائقي “السبيبة… فرح الصحراء” للمخرج محمد والي على قناة “الجزيرة الوثائقية”، وهو العمل الذي يوثق مناسبة تراثية محلية تتزامن مع حلول اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم بحسب التقويم الهجري، لمجتمع الطوارق بالجزائر، والتي تعكس تمسكهم بموروث ثقافي شعبي عمره 15 قرناً.
العمل من مونتاج عبد المنعم بركاتي وتنفيذ خليل ابراهيمي وإنتاج “الجزيرة الوثائقية”، نقل خروج سكان جانت للاحتفال والانتصار لـ “السبيبة”، صامدين في وجه “كورونا” عام 2021، حيث لم تمنع التدابير الصحية الخاصة بالجائحة أن توقف هذه الاحتفالية التي هي في الأصل منافسة سلمية بين قصرين، وهما قصر الميهان وقصر ازلواز، حتى يظن الكثير أن حربا ستندلع، والخاسر يتقبل خسارته بكل روح رياضية، وهي التظاهرة التي يطلق عليها “حرب بلا دم” بين الإخوة، في حين أنها رقصة حربية سلمية.
ويسلط العمل الذي عرض خلال شهر رمضان الكريم، الضوء على حرص الطوارق في الحفاظ على عاداتهم ومناسباتهم ومكتسباتهم التراثية، حيث تضمن شهادات حول المناسبة على غرار: الطبالة كياني بيوا، الراقص حسين باله، المختار بن عومر ملبس من قصر أزلواز، الكياني بوبكر ملبس من قصر الميهان، والذين تطرقوا إلى التحضيرات الجادة والحثيثة لإحياء المناسبة، حتى يصل بهم الأمر للاجتماع في مكان لتدارك النقائص، فضلا عن التطرق إلى آلة “القنقا” المصنوعة بخشب التندي، والسيف المستعمل وهو مقدس سيوف متوارثة أبا عن جد، منها ما يصل إلى 200 سنة، وانتعاش حلي الفضة والألبسة… إلى لحطة إحياء المناسبة أين يتجهز الرجال بكامل لتأنقهم يؤدون الرقصات الجماعية بأزياء المحاربين، على وقع دقات الطبول، التي تقرعها النساء، في ساحة المنافسة “دوغيا”، أين يكون راقصون من قصر زلواز من جهة وراقصون من قصر الميهان من جهة وهي الرقصة التي تعبر عن حالة من السعادة عندما استطاعت قبيلة الطوارق آجر الانتصار في معركتها مع تهديدات فرعون مصر، وبعد مرور مراحل، تقوم لجنة محايدة بتقرير الفائز من خلال احتساب “الدراريع” و”التيكومبا”، وحسب الأغاني التي تنشد… إلخ.
صبرينة ك