جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
دفعت مختلف برامج ” الكاميرا المخفية ” المعروضة بمناسبة شهر رمضان عبر مختلف القنوات الجزائرية المشاهدين والمتابعين للتساؤل حول جدية أصحابها والأهداف التي دفعتهم لإنتاج كل هذا العدد من البرامج إضافة إلى حملها لمضامين عنف رهيبة أثارت دهشة المشاهدين، وأثارت من جديد واقع الوضع الإعلامي عموما والسمعي البصري خصوصاً منذ انفتاح السلطة على القطاع سنة 2012 وتقديمها لقانون الإعلام الثالث السنة ذاتها تلاها قانون خاص بالسمعي البصري سنة 2014.
رغم تكرار أخطاء القنوات الجزائرية منذ فترة ليست بالقصيرة، خاصة ما تعلق بترويج مواقف متطرفة ” لكن الذي حرك المثقفين وأساتذة الإعلام والصحفيين هو بث حلقة وصفت بـ “المهينة” من برنامج الكاميرا المخفية الذي يعرض على قناة النهار الفضائية، وقع ضحيته الكاتب والروائي المشهور رشيد بوجدرة حيث عرض في ثوب مهين يشبه محاكم التفتيش خلال القرون الوسطى يتعرض للعنف اللفظي من طرف من يمثلان دور رجال أمن. وفي ذاتها أثبتت مقالب “الكامير كاشي” المعروضة على مختلف القنوات الجزائرية الخاصة أن الإهانة والعنف والشتم والاعتداء اللفظي وحتى الجسدي يبقى عملا فنيا بامتياز بالنسبة لمخرجي ومنتجي هذه الأعمال، فكل المقالب حملت مضمونا كبيرا من الميوعة الفنية وغياب الرؤية الإبداعية وفقدان حبكة ذات مصداقية تستطيع جذب المشاهد من دون صراخ الذين يقعون تحت مشنقة تلك القوالب الجاهزة، من ضرب المرأة إلى سب الرجال إلى الاستهزاء بالموتى إلى الشتم والعنف اللفظي على الهواء كلها مقالب جاهزة أحدثت زلزالا في وعي المشاهد الجزائري الذي لم يتعود من ذي قبل على برامج تحمل كل هذا ” الأكشن ” إن صح التعبير، أفقدته الوعي ولم يعد قادرا على تحمل المزيد من برامج تعيده سنوات إلى الوراء.
إسلام كعبش