اعتبر الخبير الاقتصادي، محمد حميدوش، قرارات دول من منظمة “أوبك” وحفائها ضمن مجموعة “أوبك+” والمتعلقة بالخفض الطوعي في إنتاج النفط بداية من ماي المقبل إلى غاية نهاية 2023، سيخدم الدول المنتجة، ويأتي لعدة اعتبارات، منها الحفاظ على استقرار السوق والأسعار، بعد مخاوف من ركود اقتصادي محتمل في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا قد يؤثر على الطلب على النفط.
وأوضح حميدوش لـ”الجزائر” أن “قرار مجموعة “أوبك+” بخفض الإنتاج بداية من ماي المقبل إلى غاية نهاية السنة الجارية، جاء مفاجئا، كون الدول المنتمية لهذه المجموعة ومنذ ظهور جائحة كوفيد-19، وحتى نهاية 2022، قررت خفض الإنتاج بـ2 مليون برميل نفط يوميا، بعد أن شهدت الأسعار انخفاضا، ثم قررت بعدها أنها ستبقى على الوتيرة نفسها خلال 2023، غير أنها قررت أول أمس، وحتى قبل اجتماع للجنة المراقبة الوزارية المشتركة، أمس، خفض طوعي في الإنتاج يبدأ من شهر ماي ويستمر إلى نهاية السنة”.
وأضاف المحلل الاقتصادي أنه “بالنظر إلى حجم التخفيض الطوعي الذي أعلنت عنه كل من الجزائر، مع العراق، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة، وروسيا والكويت وسلطنة عمان والذي في مجموعه يتجاوز 1 مليون برميل يوميا، تكون المجموعة قد خفضت منذ بداية الجائحة إلى غاية نهاية السنة الجارية، ما يزيد بقليل عن 3 مليون برميل يوميا، وهذا سيكون له تأثير على الأسعار، والدليل أنه بمجرد إعلان المجموعة عن الخفض عادت الأسعار للارتفاع لتبلغ 84 دولار للبرميل يوم أمس”.
ويرى المتحدث ذاته أن هذا القرار “يخدم الدول المنتجة للنفط، إذ سيساهم هذا القرار بالنسبة للجزائر في رفع مداخيل الجباية البترولية، وسيساعد على المزيد من الاستثمارات في مجالات الطاقة، إضافة إلى الرفع من احتياطات العملة الصعبة، وتوفير سيولة في صندوق ضبط الموارد، وهذا بدوره يساهم بشكل كبير في بعث المشاريع وإطلاق أخرى وتحريك الاقتصاد والتنمية بصفة عامة”.
وفي رده على سؤال حول الأسباب التي دفعت بالدول المنتجة للنفط لاتخاذ هذا القرار، يرى حميدوش أنها “مرتبطة بالأساس بسببين الأول يتعلق بمخاوف من التضخم الذي قد يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، والذي سيؤدي إذا حدث إلى ركود اقتصادي، والذي معناه تراجع في الاستهلاك، ستكون نتيجته تراجع إنتاج الشركات وحدوث بطالة، والنتيجة هي كساد اقتصاد يتسبب في تراجع الطلب على النفط”.
أما السبب الثاني حسب الخبير “مرتبط هو الآخر بتخوف بعد انهيار بنكين أمريكيين وبنك سويسري، حيث أن هذين الحدثين أثار مخاوف كبيرة لدى منتجي النفط من حدوث كساد اقتصادي يؤدي أيضا إلى تراجع الطلب على الطاقة، وهو ما دفع دول مجموعة “أوبك+” باتخاذ قرار الخفض الطوعي للحفاظ على استقرار السوق وحماية الأسعار من الانهيار”.
رزيقة. خ
الرئيسية / الاقتصاد / الخبير الإقتصادي، محمد حميدوش، لـ"الجزائر"::
“قرار الخفض الطوعي لإنتاج النفط في مجموعة “أوبك+” يخدم الدول المنتجة والسوق”
“قرار الخفض الطوعي لإنتاج النفط في مجموعة “أوبك+” يخدم الدول المنتجة والسوق”