أصدرت جمعية “النبراس الثقافية” لبلدية سطيف كتابا تاريخيا يسلط الضوء على مجازر 8 ماي 1945، تحت عنوان: “مجازر 8 ماي 1945 في الجزائر: تقارير شهادات و أعلام”. جمع وتنسيق الأستاذ الدكتور سفيان لوصيف والأستاذ نبيل غندوسي.
وحسب سفيان لوصيف فإن هذا الكتاب يتضمن وفي 153 صفحة، تقارير لباحثين ومختصين في التاريخ وهم: بشير فايد، محمد بن ساعو، محمد كراغل، كمال خليل من قسم التاريخ والآثار بجامعة سطيف 2، الدكتورة خميسة مدور من جامعة قالمة بالإضافة إلى شخصه، عديد القضايا ذات الصلة بمجازر 8 ماي 1945 من بينها تقرير المحافظ المركزي لشرطة مدينة سطيف حول تلك المجازر (وجهة نظر فرنسية) وأحداث 8 ماي 1945 من خلال تقريرين سويسريين وتداعيات تلك المجازر على المجتمع السطايفي من خلال الأرشيف الفرنسي.
وتناول الكتاب أيضا دور الميليشيات الأوروبية في هذه المجازر بمدينة قالمة وما جاورها من خلال الوثائق الفرنسية… وغيرها، كما ركز على الشهادات الحية لبعض من عايشوا تلك المجازر واكتووا بنارها في مناطق سطيف، اولاد عدوان، عموشة، واد البارد في مبادرة تهدف إلى توثيق ما يمكن توثيقه على غرار: خضرة فايد بنت لعبيدي، صالح هلال، اسماعيل شلوش ومحمد وشن المدعو المبروك… وغيرهم.
ويضم الكتاب أيضا مجموعة من الصور الحقيقية للاقتتال عقب مسيرة سطيف التقطتها الصحافة العالمية و أخرى تصور الترهيب و القتل الجماعي بالقرى و المداشر والميليشيات الأوروبية في مدينة قالمة خلال تلك المجازر إضافة إلى صور نقوش تؤرخ لمرور قوات اللفيف الأجنبي بمدينة خراطة (بجاية) سنة 1945 ووثائق متنوعة.
وأحيت الجزائر أمس، اليوم الوطني للذاكرة المخلّد للذكرى الثامنة والسبعين لمجازر الثامن ماي 1945، والتي تبقى شاهدة على فظائع بشعة ارتكبها الاستعمار الفرنسي وستظل محفورة بمآسيها المروعة في الذاكرة الوطنية، رغم الاعتراف المحتشم للسلطات الفرنسية ببشاعة هذه الجريمة الاستعمارية، ضمن جرائم أخرى ارتكبت طيلة 132 سنة من الاستعمار، وتعتبر هذه المجازر مرحلة فاصلة في تاريخ الأمة الجزائرية ومنعرجا حاسما في تغيير فكر المقاومة، كون أن قوات الاحتلال الفرنسي قاموا بعمليات قتل بشعة ضد مظاهرات الشعب الجزائري التي شملت معظم أرجاء الجزائر ومن أهم المناطق: سطيف، قالمة، خراطة… لتقمع الشرطة الفرنسية هذه المظاهرات، مخلفة آلاف من الضحايا.
صبرينة ك