جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يرى المستشار الدولي في الاستثمار الصناعي، محمد سعيود، أن تطوير الاستثمار في الجزائر، و تشجيع التصدير، يبدأ بتشجيع الإنتاج، وتسهيل الإجراءات، كما يتطلب إقامة مناطق صناعية للكراء.
وقال سعيود، في حديث لـ “الجزائر”، إن الجزائر ضمن استراتيجيتها الحالية، تهدف إلى تشجيع الاستثمار والرفع من حجم الصادرات خارج المحروقات، وهذا يمكن تحقيقه بتوفير شروط، والتي يجب توفيرها في ظرف قياسي، لأن لعامل الوقت أهمية قصوى في نجاح هذه الإستراتيجية.
وأوضح المتحدث ذاته، أن أول شرط يتعلق بالرفع من الإنتاج الوطني، هذا الأخير مرتبط بدوره بتسهيل الإجراءات الإدارية للسماح للمستثمرين بإنجاز مشاريعهم، ويجب أن تنجز هذه الإجراءات في وقت قياسي، حيث أكد أن لكل مشروع وفكرة وقت محدد للإنجاز إذا تخطاه قد يصبح غير قابل للتطبيق في ظل التحولات المتسارعة في مختلف المجالات.
كما شدد المستشار الدولي، على أهمية تقديس “العمل” مع تقديس الوقت، وكيف لعب هذان العاملان دورا كبيرا في الرفع من القوة الاقتصادية لدول كانت تعتبر في السنوات الماضية ضعيفة أو متوسطة اقتصاديا، لكن بإعطائها قيمة للعمل والوقت، تحولت إلى قوى اقتصادية تهدد بإزاحة دول كانت بالأمس الأقوى اقتصاديا، وأعطى مثالا عن الفيتنام والبرازيل والهند والصين، والتي أصبحت تستحوذ منتجاتها على أسواق العالم، وحولت دولا كفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية إلى دول مستوردة لمختلف منتجاتها، بداية من المنتجات الغذائية إلى الأجهزة الإلكترونية والملابس.. ما انعكس سلبا على اقتصاد دول الإتحاد الأوروبي، وجعلها شبه تابعة لها.
وقال سعيود إنه بالنسبة للجزائر، يجب استغلال كل الإمكانيات المالية والبشرية، مع الإسراع في منح العقار الصناعي، وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، ومنح الفرصة أمام الشباب أصحاب الأفكار والمشاريع، والذين يوجد منهم الآلاف وهم قادرون على إحداث فارق كبير في الاقتصاد الوطني من خلال أفكارهم ومشاريعهم المبتكرة، سيما أنهم شباب قادرون على التحكم في التكنولوجيا ومسايرتها.
وأوضح سعيود هنا، أن أفضل حل لتسريع تنفيذ المشاريع الاستثمارية، يكمن بناء مناطق صناعية للكراء، وأن تكون هناك إجراءات مبسطة لدفع الكراء، على أساس دفتر شروط، وبأسعار مقبولة، بحيث لا يكون مرهونا بدفع مسبق لمدة عام أو عامين، إنما يكون لفترة زمنية أقل، وقد يكون كراء شهريا خاصة بالنسبة للشباب أصحاب المشاريع والأفكار الذين لا يملكون مقدرات مالية تمكنهم من دفع ثمن الكراء لمدة عامين مسبقا.
كما اقترح أن يشارك الخواص في بناء هذه المناطق الصناعية، وأن لا يكون الحمل كله على عاتق الدولة، حيث شدد على أن الرفع من النمو الاقتصادي لا يكون عن طريق المشاريع الممولة من قبل الحكومات، إنما بمشاركة قوية للخواص.
رزيقة. خ