تمر القضية الفلسطينية بفترة مصيرية هذه الأيام، مع انطلاق عملية “طوفان الأقصى” ضد العدوان الصهيوني المستمر بالأراضي الفلسطينية المحتلة، مسفرا عن سقوط المئات من الشهداء والجرحى مع إزالة أحياء كاملة وتدمير عشرات الأبراج السكنية والمنازل السكنية.
أكد المستشار الأول لسفارة فلسطين بالجزائر، بشير أبو حطب، أنه “من حق دولة فلسطين الدفاع عن حقها وعن أرضها نتيجة لذلك، أتى الطوفان، ردا على الغطرسة الصهيونية ومحاولات طمس القضية الفلسطينية”، واصفا استخدام الأسلحة المحرمة دوليا وقطع الإمدادات الأساسية عن قطاع غزة بـ”إبادة جماعية ضد الفلسطينيين”.
وأوضح أبو حطب في تصريح لـ”الجزائر” أن “جرائم القتل والتدمير التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي هي إبادة جماعية بحق المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة برعاية أمريكية أوروبية واقفة إلى جانب العدو ضاربة الشرعية الدولية عرض الحائط”، مردفا بقوله إن “شعبنا الفلسطيني العظيم يتعرض لحرب إبادة جماعية يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بغطاء أمريكي واضح وصريح”.
وأشار المتحدث إلى أن “العدو يمارس ضد الشعب الفلسطيني انتهاكات وتجاوزات خطيرة في ظل حملة تجويع مسعورة وقطع إمدادات بالاحتياجات الأساسية عن المواطنين المدنيين العزل في أبشع أشكال العقوبات الجماعية مثل قطع الكهرباء والمياه والأدوية والوقود وغيرها”.
وأبرز المتحدث ذاته، أن “الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية لم تحترم شرعية القانون الدولي بل تسعى لمساعدة إسرائيل في ارتكاب أبشع أشكال الجرائم وتنفيذ مخططاتها المعدة مسبقا لتصفية القضية الفلسطينية”.
وأشار المستشار إلى أن “الشعب الفلسطيني يعاني من غياب حقوق الإنسان على أرضه”، داعيا العالم إلى ضرورة التدخل لمنع جرائم إسرائيل في فلسطين، موضحا أنه “عندما تعلق الأمر بأوكرانيا، فالكل طالب بالالتزام بالقانون الدولي على عكس ما يحدث في فلسطين”.
بالمقابل، أوضح أبو حطب، أنه “من المهم إدراك السياق الذي أتت فيه هذه عملية طوفان الأقصى الناتجة عن الاعتداءات الصهيونية المُمنهجة ضد المقدسات من طرف المستوطنين المحميين حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة”.
وأردف قائلا: “المقاومة استعملت اللغة التي يفهمها العدو، وهي لغة القتال للردّ على الاعتداءات اليومية والمتكررة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”، واعتبر أبو حطب أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية “حق مشروع بعد سلسلة المجازر المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته طيلة السنوات السابقة ، لافتا إلى أن “الحرب لديها قوانين وأسس إلا أن الاحتلال الصهيوني الغاشم يضرب بكل ذلك عرض الحائط ويمارس القتل الجماعي والمنظم، دون أن يكون لهم رادع دولي”..
من جهة أخرى، عبر المتحدث عن أمله في أن ينتج عن اجتماع جامعة الدولة العربية موقف صارم لوقف العدوان الإسرائيلي ومساءلة مرتكبيه، وتوفير الحماية الدولية لشعب فلسطين، وتحقيق السلام والأمن المرتكز على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
كما أشاد المستشار الأول لسفارة دولة فلسطين بالجزائر، بثبات الجزائر على مبادئها حيال حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، مثمنا جهود رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في دعم القضية، مؤكدا أن “الشعب الجزائري لم يتخل يوماً عن مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية”.
فلة سلطاني