تمكن المنتخب الوطني الجزائري من خطف تعادل مثير أمام مصر (1-1)، وذلك ضمن اللقاء الودي الذي جمع المنتخبين مساء أول أمس بمدينة العين الإماراتية، والذي يندرج في إطار التحضيرات للمواعيد المقبلة على غرار تصفيات كأس العالم 2026 شهر نوفمبر المقبل، وبعدها الموعد الأهم والأصعب والمتمثل في بطولة أمم إفريقيا المزمع إقامتها من 13 جانفي إلى 11 فيفري المقبل.
مباراة نموذجية تحسبا للمنافسة القارية
وبرأسية إسلام سليماني، استطاع المنتخب الوطني تعديل النتيجة في الوقت بدل الضائع من المباراة التي سيستخلص منها الناخب الوطني جمال بلماضي ولاعبيه العديد من الدروس بالنظر لأهمية اللقاء من عدة جوانب، الفنية منها والمعنوية، خاصة وأن التشكيلة الوطنية لم تقدم مباراة قوية كما انتظرتها الجماهير الجزائرية والمتابعون أمام منتخب مصري متماسك وقوي، إذ شاهدنا ندية كبيرة بين اللاعبين وإصرار على تفادي الهزيمة، فضلا على البطاقات الملونة (حمراء للاعب المصري محمد هاني) واندفاع بدني كبير، إذ خرجت المواجهة من طابعها الودي، ما يؤكد أن “الخضر” سيخرجون بعدة فوائد من هذا الصدام العربي والإفريقي.
وسط الميدان والرواق الأيسر صداع في رأس بلماضي
ومن الناحية الفنية، سيكون الناخب الوطني مطالبا بمراجعة العديد من النقاط فيما يتعلق بالتشكيلة الوطنية وعناصره فرديا وجماعيا، فضلا على خياراته التي لم تكن موفقة بإجماع المتابعين، لاسيما فيما يتعلق بالتشكيلة التي أقحمها في بداية المباراة، إذ لم يوفق خط الوسط في تقديم مستويات كبيرة، وهو ما أثار تخوف عشاق “الخضر”، وبدت ثلاثية شايبي وزروقي وفيغولي ثقيلة بعض الشيء في عملية التحضير وحيازة الكرة، وحتى في الواجبات الدفاعية والضغط المعاكس، لم يظهر الثلاثي أي تناغم، قبل أن تتحسن الأوضاع تدريجيا في الشوط الثاني بعد دخول حسام عوّار الذي استعاد توازن الوسط بفضل حيازته على الكرة وتحضير اللعب من الخلف والتدرج بالكرة، وهي نقطة كانت مفقودة طيلة الشوط الأول تقريبا، ما يؤكد أن مكانة نجم روما الإيطالي لا نقاش فيها، كما أن الجهة اليسرى أظهرت ضعفا كبيرا هجوميا ودفاعيا بتواجد أحمد توبة وسعيد بن رحمة الثنائي الذي لم يكن في يومه، وقد استبدل توبة في الشوط الثاني بالوافد الجديد ياسر لعروسي الذي عرف كيف يتحكم بزمام الأمور والحد من خطورة محمد صلاح، كما أن دخول محمد أمين عمورة في مكان بن رحمة أنعش الخط الأمامي، خاصة مع دخول سليماني فير مكان أمين غويري الذي لم يقدم هو الآخر ما كان منتظرا منه ولم تصله كرات كثيرة لتشكيل الخطورة.
عوامل كثيرة ستزيد من خبرة اللاعبين في “الكان”
وأحيطت بالمواجهة عوامل أخرى سيستفيد منها “الخضر” في بطولة “الكان”، وهي الأداء التحكيمي والأخطاء التي ارتكبها حكم الساحة الإماراتي يحيى الملا وكذا الرطوبة العالية التي جرى تحتها اللقاء، في أجواء مشابهة لمناخ القارة الإفريقية، فضلا على الأرضية التي بدت ثقيلة ولم تكن جيدة كما توقعها الجميع، وهي عوامل سيستفيد منها “الخضر” خاصة العناصر الجديدة التي التحقت مؤخرا.
ع. ب