كشف البروفيسور احسن تليلاني عن تعيينه عضوا في لجنة تحكيم “مهرجان سيكافينيريا الدولي لمسرح الشارع بمدينة الكاف/ تونس، المزمع تنظيمه من 18 إلى 22 ديسمبر الجاري.
وأضاف تليلاني بأنه سيشارك أيضا بتقديم محاضرة حول الدراماتورجيا البديلة في مسرح الشارع بالجزائر، وذلك ضمن أشغال الندوة الفكرية التي اختار لها المنظمون عنوان: “فنون الشارع والفضاء العمومي _مسرح الشارع أم مسرح في الشارع”.
ويشارك في هذا المهرجان الدولي الذي بلغ طبعته الخامسة هذا العام عديد المسرحيين والفرق من مختلف الدول العربية والأجنبية، علما أن كلمة سيكافينيريا هي الاسم القديم لمدينة الكاف “sicca veniria” نسبة إلى فينوس إله الحب والجمال عند الرومان.
وأبرز تليلاني، بأن المسرح الجزائري هومسرح نضالي ثوري مقاوم، إنه مسرح الشارع بامتياز، لأنه ولد ونشأ في الشارع بعيدا عن المسارح الفرنسية، ولم تكن له فضاءات مستقلة يملكها لتقديم العروض، فكانت عروضه تقدم في الشارع وفي الجبال وعلى الحدود التونسية الجزائرية بغار الدماء للمجاهدين مع تجربة الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، وفي فضاءات السجون والمعتقلات وساحات المحتشدات، وبعد الاستقلال تم تجنيد المسرح الجزائري لخدمة الخيارات الاشتراكية، فكان المسرح يرافق الحملات التطوعية نحو القرى الفلاحية، يتم خلالها تقديم عديد العروض المسرحية في الشارع، وقد استفاد المسرح الجزائري كثيرا من تجربة تعامله مع الشارع، حيث اتجه عبد القادر علولة من وحي تلك التجربة نحو مسرح القوال والحلقة، وهو الشكل المسرحي التراثي الذي كان يقدم في الأسواق الشعبية والساحات العمومية، ونلاحظ اليوم ظهور الكثير من التجارب المسرحية الجزائرية من نوع مسرح الشارع مثل تجارب سيد أحمد قارة وعديلة بن ديمراد والربيع قشي ومراد سنوسي مع مسرح وهران… وغيرهم الكثير، هذا ويجب التفريق بين مسرح الشارع، والمسرح في الشارع، وكلاهما يقتضي دراماتورجيا بديلة عن المسرح الأرسطي قوامها التخلي عن الفضاء السينوغرافي داخل العلبة الإيطالية وتحطيم الجدار الرابع عن طريق المواجهة المباشرة مع الجمهور وإشراكه في العرض، والاعتماد على الارتجال وغيرها من مقومات الدراماتورجيا المشهدية البديلة…
صبرينة ك