جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أُسدل الستار على امتحان شهادة البكالوريا 2017 على وقع تكرار سيناريو قطع الانترنيت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي للعام الثاني على التوالي رغم تطمينات وزيرة التربية نورية بن غبريط قبل أيام من انطلاق الامتحان بعدم اللجوء إلى الأمر بالنظر لترسانة الإجراءات المتخذة لهذا العام، بعد أن فرضت التسريبات وتداول المواضيع نفسها للسنة الثالثة كأمر واقع، وذلك إلى جانب تسجيل ارتفاع في نسبة الغيابات وسط المترشحين المتمدرسين فاقت 2 بالمائة، و تسجيل انسحابات بالجملة من قاعات الامتحان لصعوبة مواضيع المواد الأساسية، بالإضافة إلى تسجيل 607 حالة غش باستخدام الهواتف النقالة و”البلوتوث”رغم منع إدخالها إلى قاعات الامتحان.
تميزت البكالوريا هذه السنة ، رغم جملة التدابير والإجراءات المعدة من قبل وزارة التربية لإنجاح الامتحان والقضاء على الغش بتسجيل العديد من الانفلاتات، أبرزها تمثلت في تداول المواضيع عبر مواقع التوصل الاجتماعي بعد 15 دقيقة فقط من الإعلان عن انطلاق الامتحان في يومه الأول، ليتسارع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى البحث عن الحلول ونشرها، الأمر الذي رجّح تمكن المترشحين من الاطلاع عن الحلول والأجوبة وإن لم تكن كلها فالبعض منها، غير أن وزيرة التربية نورية بن غبريط قللت من شأن الأمر باعتبار أن نشر المواضيع بعد انطلاق الامتحان لا يعد تسريبا ولن يكون له أي تأثير على سير بكالوريا هذه السنة،، والأدهى والأمر أن التداول لم يتوقف طيلة الثلاث أيام من الامتحان رغم مُسارعة وزيرة القطاع رفقة وزيرة البريد وتكنلوجيات الإعلام والاتصال هدى فرعون للعام الثاني على التوالي إلى قطع الانترنيت وغلق شبكات التواصل الاجتماعي عبر تقنية الجيل الثالث والرابع ومحاربة الصفحات التي نشرت المواضيع على “الفيسبوك” على مدار أيام الامتحان الخمسة، متسببة بذلك في إيقاف عمل العديد من المؤسسات طيلة المدة.
ليأتي في المرتبة الثانية الارتفاع المسجل في نسبة غياب وتأخر المترشحين المتمدرسين إلى أكثر من 2 بالمائة من عددهم الإجمالي أي بأزيد من 9 آلاف مترشح، والتي كانت أغلبها بسبب بُعد مراكز الامتحان عن مقر سكناهم بالرغم من تأكيد الوزارة على أن توزيعهم على مراكز الإجراء على مستوى الولاية كان دقيق الدراسة أُخذ خلاله بعين الاعتبار مكان إقامتهم وإمكانيات التنقل، وغير بعيد عن الغيابات والتأخرات، حضر الانسحاب من قاعات الامتحان هذه السنة بصورة ملفتة عبر العديد من المراكز لصعوبة أسئلة مواضيع اغلب المواد الأساسية على غرار ما حدث في امتحان مادة الفيزياء الذي أربك مترشحي شعبة العلوم التجريبية في اليوم الرابع من الامتحان والذي تسبب في انسحاب عدد من التلاميذ من قاعات الامتحان.
هذا وشهدت مواضيع امتحانات البكالوريا دورة 2017 تضاربا في آراء تلاميذ الشعب العلمية و الأدبية، و يتعلق الأمر بالمواد الممتحنة بعد اليوم الأول و الثاني من الامتحان، هذان الأخيران اللذان لم يدم مرورهما بردا وسلاما على تلاميذ كلا الشُّعبتين لسهولة موضوعي الرياضيات واللغة العربية ليومين على التوالي طويلا حسب رأي أغلبية المترشحين عبر التراب الوطني، لتدمع أعينهم لصعوبة موضوع الفلسفة للأدبيين والعلوم الطبيعية للعلميين الذين حبسا أنفاس معظم المترشحين لصعوبتهما وطولهما مقارنة مع الوقت المخصص لهما، ليسترجع الأدبيون أنفاسهم في آخر يوم لهم مع موضوع مادة التاريخ و الجغرافيا الذي كان في متناول الجميع، ويُفقد موضوع الفيزياء التلاميذ العلميين الأمل في الحصول على الشهادة لصعوبته ما أدى إلى انسحاب عدد من التلاميذ من قاعات الامتحان بعد مدة قصيرة من توزيع أوراق الامتحان .
حالات الغش بـ”الهاتف النقال” و”البلوتوث”
اصطدمت جملة الإجراءات التي اتخذتها وزيرة التربية نورية بن غبريط هذه السنة لتفادي تكرار سيناريو الغش ليقينها بنجاعتها، بحالات تؤكد بالدليل فشلها وهو ما كشفه بالأرقام ،تورط 607 مترشح في الغش خلال هذه الدورة باستخدام الهواتف النقالة و”البلوتوث”، حسب تصريح الوزيرة في حد ذاتها، لتحكم هذه الحالات ن عدم تمكن الوزارة من القضاء على الغش ومنع دخول الهواتف النقالة إلى قاعات الامتحان رغم إخضاع التلاميذ لكاشف المعادن بمدخل مراكز الامتحان.
وفاء مرشدي