تواصل قوات الاحتلال الصهيوني، غاراتها وقصفها على مناطق عدة في القطاع في اليوم الـ79 من العدوان على غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين،غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ونقلت (وفا) عن مصادر محلية، أن قوات الاحتلال تستهدف بطائراتها الحربية وقذائف مدفعيتها منازل الفلسطينيين في بلدة جباليا”، مضيفة أن” قوات الاحتلال اقتحمت مدرسة الرافعي واعتقلت عددا من الشبان وأخرجت النساء بقوة السلاح” وسط إطلاق نار بشكل كثيف”.
وأضافت ذات المصادر، أن طائرات الاحتلال الحربية أطلقت عشرات القنابل الدخانية والفسفورية على جباليا، ومنطقة الجرن، تزامنا مع محاولة تقدم قواتها الراجلة إلى وسط جباليا، مشيرة إلى أن عشرات الشهداء والجرحى ملقون في شوارع.
ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إليهم لتقديم العلاج للجرحى،ونقل الشهداء لدفنهم.
ووسط قطاع غزة، كثفت مدفعية الاحتلال قصفها لمناطق واسعة شرق المحافظة الوسطى،كما أطلقت طائرات الاحتلال المروحية النار شرق دير البلح.
وأفادت مصادر إعلامية، بانتشال 40 شهيدا وعشرات الإصابات في قصف صهيوني على منازل بالمنطقة الوسطى من قطاع غزة منذ مساء أول أمس.
وفي جنوب القطاع, قصفت طائرات الاحتلال الحربية منزل عائلة فلسطينية في مخيم كندا غرب مدينة رفح, ما أدى لإصابة عشرات المواطنين بجروح مختلفة, كما استشهد مواطن وأصيب و4 آخرون, جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة أخرى في خان يونس.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني, أن طفلا يبلغ من العمر 13 عاما وهو أحد النازحين في مستشفى الأمل التابع لها بخان يونس, استشهد إثر استهدافه بإطلاق النار عليه بواسطة طائرة مسيرة أثناء تواجده داخل مبنى المستشفى.
وأفادت (وفا), بوصول 3 شهداء إلى مستشفى ناصر الطبي تم استهدافهم الليلة الماضية قرب دوار أبو حميد وسط مدينة خان يونس, كما قصفت قوات الاحتلال منطقة معن شرق خان يونس, ما أدى لاستشهاد فلسطينيين, وإصابة آخرين.
العدوان الصهيوني يمنع نقل شهداء وإسعاف مصابين بجباليا
كما ذكرت تقارير إعلامية، أن عشرات الفلسطينيين سقطوا بين شهيد وجريح في عدد من شوارع جباليا البلد شمالي قطاع غزة، جراء القصف الصهيوني المستمر.
أوضحت ذات المصادر أن القصف المدفعي والغارات المستمرة، يمنعان الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة لنجدة المصابين وإجلاء الشهداء من شوارع البلدة
كما أفادت التقارير، بأن قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت مدرسة “الرافعي” في جباليا البلد واعتقلت الرجال وأخرجت النساء بالقوة.
وأضافت أن قوات الاحتلال ألقت عشرات القنابل الدخانية والفسفورية على جباليا البلد ومنطقة الجرن، بالتزامن مع محاولتها التقدم باتجاه جباليا البلد، وسط اشتباكات مع المقاومة وقصف مدفعي كثيف.
اعتقال نحو 4700 فلسطيني بالضفة الغربية منذ 7 من أكتوبر الماضي
كما اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني خلال اليومين الماضيين 10 فلسطينيين على الأقل من الضفة الغربية, بينهم سيدة من بيت أمر بالخليل, لترتفع حصيلة الاعتقالات بالضفة الغربية منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 4695 معتقل فلسطيني.
وحسب بيان لهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني, فإن الاعتقالات توزعت عبر محافظات: نابلس , بيت لحم, جنين, الخليل وطولكرم, التي شهدت عملية اقتحام وتخريب واسعة, تحديدا في البنية التحتية.
وتواصل قوات الاحتلال خلال حملات الاعتقال – يضيف البيان – ” تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرح وعمليات تحقيق ميداني وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم, إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين, ومصادرة الهواتف, والأجهزة الإلكترونية”.
وتشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين بشكل يومي, حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني, تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الشباب الفلسطينيين.
وزادت وتيرة حملات الاعتقال بالتزامن مع العدوان غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين العزل, معظمهم من الأطفال والنساء.
إنتهاكات الإحتلال الصهيوني لحرمة المساجد زادت منذ 7 أكتوبر الماضي
وأكد وزير الأوقاف الفلسطيني، حاتم البكري أنه منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، في 7 أكتوبر الماضي، زادت إعتداءات المستوطنين و جنود الإحتلال صهاينة للمساجد وعدد من الأماكن المقدسة الإسلامية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.
وقال البكري، في تصريحات اعلامية، “إن الانتهاكات الصهيونية تجاه المساجد هي انتهاكات مبرمجة منذ الاحتلال عام 1948 ومستمرة حتى يومنا هذا”, وتتجلى هذه الانتهاكات- يضيف-” في المسجد الأقصى المبارك الذي هو العنوان الأكبر للبعد الديني الإسلامي في فلسطين, حيث لا يخلو يوم من محاولة التغيير المكاني والزماني في المسجد الأقصى المبارك بالإضافة إلى منع المصلين من الصلاة في المسجد”.
وتابع يقول: “الاحتلال الصهيوني يحاول أن يقسم المسجد الأقصى مكانيا وزمنيا, وهذا التقسيم مرفوض جملة وتفصيلا”.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن المساجد الأخرى في فلسطين لم تسلم من الاعتداءات المستمرة خاصة أثناء العدوان العنيف الذي يشنه الكيان المحتل على فلسطين, حيث تم هدم وقصف مسجد الأنصار في جنين، لافتا إلى أن جنود الاحتلال يدنسون المساجد باعتلاء منابرها, بالإضافة إلى حصار المساجد في الضفة الغربية وفي الحرم الإبراهيمي الشريف, كما لفت إلى أن المساجد على المستوى الأممي والعالمي يجب أن تصان ولا يجب التعرض لها.
وأوضح المسؤول ذاته أنه “في قطاع غزة هناك هجوم شرس على المساجد، وهناك مساجد هدمت وتمت إزالتها تصل إلى 100 مسجد تقريبا, بالإضافة إلى المئات من المساجد الأخرى التي أصيبت وتضررت بنسب متفاوتة وأصبحت في حالة صعبة جدا”.
وفي الاخير, شدد وزير الأوقاف الفلسطيني على أن الاحتلال الصهيوني عندما يهاجم المساجد ويتعرض للمسجد الأقصى الشريف الذي يمثل القبلة الأولى للمسلمين فهو بذلك يستفز مليارا و800 مليون مسلم في العالم, كذلك عندما يقوم بهدم وتدمير المساجد والإساءة إلى الدين فهو يقوم باقتياد المنطقة إلى نقطة لا يمكن أن يحمد عقباها”.
كما قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن الكيان الصهيوني المحتل يسابق الزمن لإستكمال تحويل كامل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للشهداء والأحياء معا، حيث يختطف الفلسطينيين في القطاع ويصدر عليهم حكما بالإعدام بأشكال مختلفة ومتفاوتة، “تعجز الكلمات والمفاهيم والمعاني عن وصف وحشيتها وبشاعتها”.
وأضافت الخارجية في بيان لها أن “مفهوم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لم يعد يستوعب فظاعة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة”, وهذا ما تكشفه -تضيف- “تباعا عديد التحقيقات لشبكات إعلامية بما فيها الأمريكية, وتقارير موثقة لمنظمات ومراصد أوروبية موثوقة, ولمنظمات أممية حقوقية و إنسانية مختصة, إضافة لشهادات حية لمسؤولين في الطواقم الصحية الفلسطينية بمن فيهم طواقم الإسعاف وكذلك الدفاع المدني وغيرها”.
وأشارت إلى أن الاحتلال “صنف أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة عدوا له, ومحكوم عليهم كما يتبجح رئيس حكومته نتنياهو ويتفاخر, بالموت, إما بالقتل المباشر والجماعي أو بسبب سياسة التجويع والتعطيش أو الحرمان من الدواء والعلاج, ولعدم توفر الوقود في هذا البرد القارس, الأمر الذي يعمق من الكارثة الإنسانية والمأساة الحقيقية التي يواجهها الأطفال في قطاع غزة بشكل خاص”.
ف. س/ واج