دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالة وجهها للأمة بمناسبة الذكرى ال 55 لعيدي الاستقلال والشباب إلى بذل المزيد من الجهود والاضطلاع بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية بكل سيادة، مشيرا الى ان البلاد تواجه تراجعا كبيرا في مداخيلها واختلالا في ميزان المدفوعات الخارجية .
وقال رئيس الجمهورية في ذات الرسالة ” تواجه بلادنا في المجال الاقتصادي تراجعا كبيرا في مداخيلها الخارجية واختلالا في ميزان مدفوعاتها الخارجية مع أنها تحتفظ بسيادتها غير منقوصة في قرارها الاقتصادي والاجتماعي بفضل ما جمعته من احتياطات الصرف التي بدأت تتناقص”.
وأضاف الرئيس بوتفليقة في نص الرسالة قوله “أمام هذا الوضع الذي سيستوقف كل واحد منا وبمناسبة هذا اليوم الذي نتذكر فيه تلك التضحيات الجسام التي بذلت في سبيل استرجاع استقلالنا أجدد ندائي إلى شعبنا الأبي وأدعوه إلى بذل المزيد من الجهود والاضطلاع بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية بكل سيادة”.
و أوضح رئيس الجمهورية أن الجزائر “لا تنقصها الموارد ولا المكتسبات من حيث الفلاحة والسياحة والقدرات الصناعية وموارد الطاقة التقليدية منها والمتجددة على حد سواء. وهي تتمتع بشبيبة متعلمة وبسوق وطنية هامة ” .
وشدد على ضرورة “تثمير هذه الموارد والمكتسبات أكثر فأكثر وذلك بإعادة الاعتبار لقيمة العمل و تحسين مناخ النشاط الاقتصادي والتعجيل بتنفيذ مختلف الإصلاحات الضرورية” .
في هذا الصدد أكد رئيس الجمهورية أن “الحكومة مجندة حول هذه المهام اللازمة لتسريع التنمية الاقتصادية الوطنية وتنويع صادراتنا ” مشددا أن “هذا الالتزام يعني كل واحد واحدة منا علما أن الرهان يتعلق بمستقبلنا الوطني وبمصير أجيالنا الصاعدة” .
وذكر رئيس للجمهورية بالإنجازات الاقتصادية التي حققت خلال الثماني عشرة سنة الماضية قائلا “سجل اقتصادنا الوطني خلال الثماني عشر سنة الماضية تقدما ملموسا انعكس من خلال ارتفاع النتاج الداخلي الخام بقدر خمس مرات” . وأضاف “لقد سمح الانعاش الاقتصادي الذي تدعم بالإسهام الاجتماعي للدولة بإنشاء الملايين من مناصب العمل المختلفة فتراجعت نسبة البطالة التي بلغت 30 بالمائة في بداية هذا القرن إلى ثلثها “. وخلال نفس الفترة يضيف رئيس الجمهورية استفادت الساكنة من أكثر من 3 ملايين و 500 ألف وحدة سكنية و”هو ما لبى الطلب “و يجرى حاليا ” انجاز ما يقارب مليون وحدة سكنية أخرى” .
وأشار إلى أن كل هذه الديناميكية التي تمخضت عنها تلك النتائج الملموسة والسريعة “باتت تعترضها منذ ثلاثة سنوات انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على السوق العالمية للمحروقات” . وذكر أنه ” من جراء ذلك تراجعت المداخيل الخارجية للدولة إلى ثلث ما كانت عليه بين 2008 واليوم الأمر الذي احدث ضغطا كبيرا على النفقات العمومية التي تظل المحرك الرئيس للاقتصاد الوطني وتحديث المنشآت القاعدية للبلاد “.
من جانب آخر قال رئيس الجمهورية أن السنة الجارية ستشهد تنصيب المجلس الأعلى للشباب الذي “سيمكن ممثلي الأجيال الصاعدة من صياغة تصورهم لمختلف الورشات المفتوحة في البلاد.” و الشأن سواء يضيف الرئيس بوتفليقة بالنسبة للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي المجدد والذي سيكون “فضاء للحوار المتواصل بين الحكومة وشركائها الاقتصاديين والاجتماعيين في ظرف يتعين على الحكومة أن تواجه فيه تحديات اقتصادية ومالية جساما “.
أكد رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة أن”الشراكة الاستثنائية” التي باشرتها الجزائر المستقلة مع فرنسا يجب أن تكون “نافعة لكلا الطرفين”. وأوضح الرئيس بوتفليقة بأنه :”ليس في هذا التذكير بالماضي أية دعوة إلى البغضاء والكراهية حتى وإن ظل شعبنا مصرا على مطالبة مستعمر الأمس بالاعتراف بما اقترفه في حقه من شر ونكال”, مشيرا الى أن “فرنسا التي باشرت معها الجزائر المستقلة بناء شراكة استثنائية يجب أن تكون نافعة لكلا الطرفين شراكة – يقول رئيس الدولة – لن يزيدها الاعتراف بحقائق التاريخ إلا صفاء وتوثبا”.
واستطرد الرئيس بوتفليقة قائلا إن “حفظ الذاكرة الوطنية هذا يعني أجيالنا الصاعدة هي الأخرى لأنه سيتيح لها على الدوام شحذ حسها الوطني وهي تواجه التحديات والصعاب ويكون مبعثا لاعتزازها الدائم بوطنها”. وأردف رئيس الجمهورية في هذا الشأن “ذلكم هو المنظور الذي جعلنا نكرس بنص الدستور قدسية النشيد الوطني والعلم الوطني . وذلكم هو المنظور بالذات الذي جعلنا نلزم الدولة بنص الدستور بضمان احترام رموز الثورة وصون ذاكرة الشهداء وكرامة المجاهدين. ووفق التصور هذا ذاته حمل الدستور الدولة مسؤولية السهر على ترقية التاريخ و تلقينه للأجيال الناشئة”.
وخلص رئيس الدولة إلى القول أنه “من خلال استذكار الماضي وما تكبدناه فيه من مآس تحت وطأة الاحتلال الفرنسي إنما نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لأسلافنا الذين قاوموا فاستشهد منهم الملايين وسجن منهم مئات الآلاف أو أخرجوا من ديارهم بينما جرد ملايين آخرين من أراضيهم وممتلكاتهم”, مضيفا بالقول “إننا نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لشعبنا الذي ضحى بمليون و نصف مليون من أبنائه وبناته لكي يسترجع سيادته الوطنية و ستقلاله”.
نسرين محفوف
الرئيسية / الاقتصاد / أكد تراجع مداخيل الجزائر واختلال ميزان المدفوعات :
بوتفليقة يطالب بمزيد من الجهود لتفعيل الإصلاحات الاقتصادية
بوتفليقة يطالب بمزيد من الجهود لتفعيل الإصلاحات الاقتصادية