استعرض احمد عطاف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رفقة نظيره التونسي محمد علي النفطي، حصيلة التعاون الثنائي بين البلدين، إلى جانب ملفات أخرى منها التحضير للقمة الثلاثية المقبلة بين كل من الجزائر وتونس وليبيا.
أكد أحمد عطاف في ندوة مشتركة مع نظيره التونسي، أمس بالجزائر العاصمة، أن العلاقات الجزائرية التونسية قد بلغت بحق مستوى النموذجية، فيما حققته وفيما تصبو لتحقيقه.
وأوضح عطاف ان “العلاقات نموذجية بالنظر لما تقوم عليه من قيم الأخوة والتضامن وتبادل الدعم، تلك القيم المتجذرة في تاريخنا المشترك والتي عملت على تقويتِها وتوطيدِها أجيالٌ متعاقبة من الجزائريين والتونسيين الحريصين كل الحرص على صيانة الإرث والوفاء بالعهد”.
واضاف “هي علاقات نموذجية بالنظر لطابعها الشمولي الذي لا يستثني أي قطاع أو مجال من شأنه أن يقدم قيمةً مضافة للشراكة الجزائرية-التونسية وأن يُسهِم في الاستجابة لاهتمامات وتطلعات وطموحات الشعبين الجزائري والتونسي”.
وتابع قائلا “هي كذلك علاقات نموذجية بالنظر للانسجام التام والتوافق الكامل في مواقف بلدينا إزاء مختلف التطورات المحيطة بنا على الصعيدين الإقليمي والدولي، سواء تعلق الأمر بقضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية، أو بالأوضاع في جوارنا بالساحل الصحراوي، أو بالمستجدات المشهودة على الساحة القارية”.
وصرح عطاف قائلا “وأضيف إلى كل هذه الاعتبارات الموضوعية أن اللقاءات الدورية والمنتظمة التي تجمعنا بالأشقاء التونسيين تتجاوز بكثير الطابع المهني البحت لتكتسي طابعاً عائلياً بامتياز. فنحن نعتبر أنفسنا في عائلةٍ واحدة مع أشقائِنا التونسيين، يَسُّرُنا ما يَسُّرُّهم، وَيَسُوؤُنا ما يَسُوؤُهم، أو يُضِرُّ بِهِمْ”.
وفي سياق ذي صلة ، تطرق عطاف إلى أهم المحاور التي انصبت حولها المشاورات, حيث استعرض مع نظيره التونسي حصيلة التعاون الثنائي, لاسيما تنفيذ نتائج الدورة الأخيرة للجنة المشتركة الكبرى للتعاون, والتي انعقدت بالجزائر بتاريخ 4 أكتوبر 2023 .
واوضح الوزير أنه تم التأكيد على “ضرورة البدء في التحضير للدورة 23 لهذه اللجنة، وتفعيل غيرها من آليات التعاون الثنائي على غرار مختلف اللجان الفنية والقطاعية”،مشيرا إلى أنه “تم التركيز على القطاعات الحيوية التي باتت تكتسي أهمية بالغة في سلم أولويات التعاون الثنائي على غرار تنمية المناطق الحدودية وتكثيف التبادل التجاري وتقوية الشراكة الاقتصادية وإقامة مشاريع تنموية مشتركة في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والأمن المائي والنقل وغيرها من القطاعات ذات الطابع الهيكلي والاندماجي”.
وأبرز عطاف أن المحادثات تناولت, على صعيد أوسع, التحضير للقمة الثلاثية المقبلة بين كل من الجزائر وتونس وليبيا وهي القمة المنتظر انعقادها بالعاصمة الليبية طرابلس في المستقبل القريب. و تم التأكيد على الالتزام بتجسيد ما أفضت إليه قمة تونس من قرارات وتوصيات تهدف لإقامة مشاريع تعاون ثلاثية تتماهى مع ما تشترك فيه الدول الثلاث من اهتمامات وشواغل وأولويات.
وناقش الجانبان الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي باقي دول الجوار الفلسطيني، لاسيما في لبنان، وتابع قوله:” لا يمكن أن تغيب عن مثل هذا اللقاء الجزائري-التونسي، في ظل ثبات بلدينا على نصرة القضية الفلسطينية وعلى إعلاء حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والسيدة.”
وأكد عطاف أن الجزائر وتونس تواصلان، بصوت واحد وموحد، الدفاعَ عن حق أشقائنا الليبيين في إنهاء الأزمة التي ألمَّت بهم، بعيداً عن أي تدخلات خارجية، والتوجه نحو انتخابات حرة ونزيهة تطوي صفحة الخلاف والانقسام بصفة نهائية وتضع ليبيا من جديد على درب الأمن والأمان والرفاه.
من جانبه, وصف الوزير التونسي اللقاء بـ”المثمر”, مشيرا إلى أن بلاده “تطمح الى مرحلة جديدة من البناء و التشييد و التضامن التعاون و التكافل والشراكة الاستراتيجية في قطاعات حيوية”.
وبعد أن تطرق إلى العلاقات التاريخية بين البلدين, عبر الوزير التونسي عن مدى امتنانه لعرفان الجزائر خلال فترة نضال جمعت بين الشعبين التونسي و الجزائري لأنها “ستبقى راسخة في الاذهان وسنلقنها لكل الأجيال حتى يعوا أن هذه الجيرة التي حبانا بها الله هي جيرة نافعة وستكون دائما قائمة على التضامن الحقيقي في زمن الحروب و زمن الأمن”, متمنيا أن “يكرس البلدان معا دعائم الامن و الاستقرار خاصة و أن ما يحذو قيادات البلدين قوي جدا و يدفعنا الى المضي قدما في هذا الاتجاه”.
هـ. هـ