حملت نقابات التربية فشل الدورة الاستثنائية للبكالوريا التي اقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لصالح المقصيين بسبب التأخر، لوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، متهمين إياها بعدم الالتزام بتطبيق القرار كما جاء، ناهيك عن إجماعها على أن القرار في حد ذاته كان سياسيا لم يحمل أي طابع بيداغوجي.
الكلا:
“الغيابات أثبتت عشوائية قرار الدورة الاستثنائية “
اعتبر رئيس مجلس ثانويات الجزائر “الكلا” ايدير عاشور، أن مقاطعة المترشحين للبكالوريا الاستثنائية دليل على عشوائية القرار، مشيرا إلى أن عدم نجاح الدورة كان متوقعا.
وأرجع رئيس مجلس ثانوية الجزائر “الكلا” ايدير عاشور في تصريح لـ”الجزائر”، غياب المترشحين عن البكالوريا الاستثنائية، إلى كون قرار هذه الدورة كان سياسيا بعيدا كل البعد عن كونه بيداغوجيا، مؤكدا أن مثل هذه القرارات غير مدروسة وسياسية لن تخدم المنظومة وقطاع التربية ابدا.
وأبدى ايدير عاشور فخره من قرار نقابته القاضي بمقاطعة هذه الدورة وعدم تلبية قرار وزارة التربية لحراسة المترشحين لأن الدورة ستكون مهزلة قائلا” ليس لنا أي مسؤولية فيما حدث وتوقعاتنا كانت في محلها بخصوص نسبة الحضور والتي لن تتعد الـ10 بالمائة من المترشحين المعنيين، بالإضافة إلى أن أكثر من 60 بالمائة من الأساتذة الحراس المستدعيين لم يلتحقوا بالحراسة”.
وذكر ايدير عاشور بالمبالغ الكبيرة التي تم إنفاقها على الدورة الاستثنائية دون فائدة سيما معتبرا ذلك بالتعدي على ميزانية القطاع ، مشيرا على انه كان من الأجدر تحويل هذه المبالغ إلى مشاريع أخرى تخدم القطاع و ترفع من ميزانية المؤسسات التربوية لدى الدخول المدرسي المقبل، وأكد ايدير عاشور، أن غالبية المترشحين الغائبين عن الدورة من الأحرار سيما وأنهم يمثلون مايقارب الـ9 آلاف مترشح من العدد الإجمالي للممتحنين.
ورفض إيدير التعليق على عدم إشراف وزيرة التربية نورية بن غبريط عن افتتاح الدورة كون الأمر يتنافى مع مبادئ النقابة .
وكانت نقابة الكلا قد أعلنت مقاطعتها في تأطير امتحان شهادة البكالوريا الاستثنائية المخصصة للمتغيبين المقصيين، بسبب ما أسمته بعدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ، إضافة إلى أن قرار السلطات العليا في البلاد بشأن إعادة امتحان البكالوريا لا يستند إلى قاعدة بيداغوجية، ويعتبر قرارا سياسيا بامتياز.
الاينباف:
“خرق قرار الرئيس وراء غيابات المترشحين “
أسمت نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين”الإينباف” الدورة الاستثنائية للبكالوريا بدورة “الأحرار”، سيما أن95 بالمائة من نسبة الغياب هم مترشحون أحرار، مرجعين هذا إلى عدم التزام وزارة التربية بقرار رئيس الجمهورية في كون هذه الدورة للمقصيين بسبب التأخر لا غير، منوها إلى أن الإينباف لطالما أكدت أنه من المستحيل على الوزارة الوصية ضبط المتأخرين من المتغيبين عمدا والذي يمثل الأحرار النسبة الكبيرة منهم.
و نوه المكلف بالاعلام بنقابة ” الاينباف” جيلالي بلخير في تصريحه لـ”الجزائر”إلى أنه كان على الوزارة ضبط آليات تطبيق القرار بما جاء في مرسوم رئيس الجمهورية مؤكدا أنها هي من احتوت الخلل، كون قرار الرئيس كان مقتصرا على المقصيين بسبب التأخر فقط، مضيفا أنه كان من المفروض على الوصاية أن تُرفق الاستدعاء بورقة لإجبارية الحضور تتضمن إجراءات ردعية صارمة في حق كل من تسول له نفسه في مقاطعة اجتياز الامتحان لإغلاق باب الحديث عن البكالوريا الاستثنائية والاستدراكية نهائيا في المستقبل، مشددا على وجوب ان يكون الجزاء من جنس العمل سواء في الجزاء أو العقاب، مشيرا إلى أن موقف النقابة كان في بادئ الأمر واضحا حيث لطالما حبذت أن تكون مثل هذه القرارات تربوية بيداغوجية وليست سياسية.
ورفض التعليق عن عدم إشراف وزيرة التربية على انطلاق هذه الدورة، مشيرا إلى انه على الرغم من أن امتحان البكالوريا هو الحدث الذي لا يمكن تجاهله أبدا سيما و انه محك نجاح الوزارة إلا أنه من المحتمل أن يكون لها أعمال أخرى.
جمعية اولياء التلاميذ:
“المتغيبون خيبوا ظن الدولة “
أعابت جمعية أولياء التلاميذ على المتغيبين إضاعة فرصة إعادة البكالوريا الممنوحة لهم من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قائلا “المُتغيبون عن إجراء الامتحانات خيبوا ظن الدولة بأكملها ورئيس الجمهورية بالخصوص سيما وأنه من قام بالتدخل بنفسه من اجل منح هم فرصة ثانية لإعادة الامتحان بعدما ضيعوها في الدورة الأولى”.
وأضاف رئيس الجمعية أحمد خالد بأنه على الرغم من تظافر جهود مختلف القطاعات على غرار وزارة التربية و وزارة النقل لضبط كل الأمور لصالح هذه الفئة لتمكينها من اجتياز هذه الدورة في ظروف ملائمة، غير أنها قامت بخيانة الأمانة، مؤكدا أن النسبة الكبيرة من الغياب ناتجة عن الأحرار الذين لم يلبوا نداء إعادة الامتحانات لظروف مختلفة، مشيرا إلى ان نسبة المتمدرسين مثلت النسبة الضئيلة من المتغيبين وهم من التلاميذ الضعفاء الذين لا يملكون أي حظ في النجاح لا في الدورة الأولى لا في الثانية.
وأكد الدولة قامت بالتكفل بهم و وزارة التربية سخرت كافة الامكانيات من تأخير لمحاضر خروج الأساتذة إلى ما بعد الدورة كما قامت بتجنيد الأساتذة الحراس إلا أن المترشحين المعنيين خانوا الأمانة سيما و ان الدولة استهلكت مبالغ اضافية في التحضير لهذه الدولة كان من المفروض توجيهها لمشاريع من شانها المساهمة في تحسين وضع المؤسسات التربيوية وغيرها من المشاكل التي يشهدها الدخول المدرسي كل سنة.
وفاء مرشدي