جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
• إيمانويل ماكرون يسعى لإحداث قطيعة مع السياسات السابقة
لا بد من دعم الحكومة الليبية المعترف بها دوليا
يعتقد الأستاذ بيار لويس ريموند المختص في الشؤون الدولية أن ” فرنسا مثلها مثل الجزائر، تراهن على الحل الدبلوماسي والسياسي لحل الأزمة الليبية الراهنة “، في إشارة إلى اللقاء المرتقب بين طرفي الصراع رئيس حكومة الوفاق واللواء خليفة حفتر في باريس اليوم، من جهته يشير المحلل السياسي الفرنسي في حديثه مع ” الجزائر ” أن الرئيس الفرنسي المنتخب حديثاً إيمانويل ماكرون يسعى إلى ” تثبيت سياسة دبلوماسية جديدة من شأنها أن تحدث قطيعة مع ما سبقها خاصة في فترة رئاسة نيكولا ساركوزي ” المسؤول -حسبه- عن ” الآثار التي نعرفها في ليبيا “.
كان هناك قبل يومين اتصال بين وزير الخارجية عبد القادر مساهل ونظيره الفرنسي جون إيف لودريان، تمحور حول حل الأزمة الليبية، هل تبحث الجزائر عن دعم فرنسي من أجل التسريع في طرح مقاربتها لحل الأزمة الليبية ؟
دائما فرنسا، في إطار مساعيها الدبلوماسية الهادفة إلى إيجاد حلول توافقية لحل النزاعات، تأخذ بعين الاعتبار التماسات الأطراف التي يمكن أن تكون فاعلة في الأزمات. فرنسا، مثلها مثل الجزائر، تراهن على الحل الدبلوماسي والسياسي آخذة بعين الاعتبار جهود حكومة الوفاق، وفي الوقت ذاته لا تستبق الأحداث قبل الدخول في مساعي الوساطة التي تقترحها.
ماذا يمكن أن تقدمه فرنسا من خلال اللقاء المرتقب اليوم بين رئيس حكومة الوفاق الليبي فايز السراج واللواء خليفة حفتر ؟
من المتوقع أن يكرس هذا اللقاء الذي ينظمه الرئيس إيمانويل ماكرون وهو ثاني لقاء يجمع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج واللواء خليفة حفتر بعد لقاء الإمارات أحد ثوابت الدبلوماسية الفرنسية ، وهو التباحث مع الأطراف المعنية بتثبيت الديمقراطية، ودعامتها الاستقرار، عبر الوقوف مع الطرفين عند أبرز المحاور التي يرجح لها أن تسير باتجاه هذا الاستقرار. وهنا لا بد أن ينصب الحديث على المادة الثامنة من دستور حكومة الوفاق التي تبحث، فيما تبحث، عن تحديد مناصب المجلس الرئاسي وأيضا تحديد مهمة قائد القوات المسلحة.
هناك مبادرة أطلقها الرئيس التونسي سميت بالمبادرة الثلاثية لحل الأزمة الليبية تجمع الجزائر وتونس ومصر، ولكنها بقيت جامدة، لماذا لم تستطع دول الجوار الليبي التأثير في الوضع الليبي ؟
مقاربة الأزمة الليبية تستدعي جهدا جماعيا من دول الجوار وأيضا من المجتمع الدولي. في نفس الوقت، لا يمكن بين ليلة وضحاها حل أزمة تطال بلدا لا يزال يبحث عن الاستقرار ولا تزال فيه مناطق النفوذ و المصالح على قدر كبير من التضارب. ومهمة دول الجوار والمجتمع الدولي مواصلة التباحث ودعم جهود الحكومة المعترف بها دوليا للمضي قدما في مساعيها.
على أي أساس تقوم استراتيجية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحل الأزمة الليبية؟
من اللازم والأساسي أن تقف فرنسا، وهي تريد الحل الدبلوماسي والسياسي أيضا، على مسافة من هذه الجهة أو تلك ومن دعمها لهذا الطرف أو ذاك. في إطار الشرعية الدولية، لا بد للدبلوماسية الجديدة التي يسعى إيمانويل ماكرون إلى تثبيتها أن تحدث قطيعة مع ما سبقها من تململ وتسرع طبعا فترة رئاسة نيكولا ساركوزي خاصة بعد تدخل الأخير في الشأن الليبي الذي ترك الآثار التي نعرفها.
إسلام كعبش