جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
سجلت “البورصة” المالية الموازية انهيارا مخيفا لقيمة الدينار الجزائري بعد أن بلغ أدنى مستوى له أمام الأورو منذ نشأته، حيث صار 1 دولار يعادل 108.64 دينار خلال سنة 2017 بعدما كان 1 دولار يعادل 4.94 دينار سنة 1970، ما يؤكد هشاشة الاقتصاد الوطني، أمام قلة الإنتاج وتدهور احتياطي الصرف وكذا ارتفاع معدلات التضخم.
وشهدت قيمة العملة الوطنية انهيار كبيرا خلال السنوات الماضية، وبدا ذلك ظاهرا ذلك جليا مع بداية تطبيق الحكومة آليات برنامج “التقشف” ليصل الدينار إلى مستويات متدنية بالمقارنة مع العملات العالمية الأخرى على غرار الأورو والدولار، وسجل الدينار أدنى مستوى له أمام الأورو منذ نشأته، حيث أظهرت وثيقة اطلعت “الجزائر” عليها، من دراسة أجراها البروفيسور والخبير المالي عبد الرحمان مبتول، المسار المتدهور والمتهاوي بسرعة فائقة للدينار في وجه العملات الصعبة، منذ سنة 1970 إلى سنة 2017، حيث وضحت الوثيقة أنه في سنة 1970، كان 1 دولار يعادل 4.94 دينار، وفي سنة 1990، بلغ 1 دولار مقابل 12.02 دينار، أما في سنة 1995 فتم تداول 1 دولار بما يعادل 47.68 دينار، وفي سنة 1999 كان 1 دولار يعادل 66.64 دينار، ليصل 1 دولار مقابل 108.64 دنيار سنة 2017.
أما بالنسبة للأورو، فقد تم سنة 2001 وكان الأورو حينها في مهده، فقد تم تداول 1 أورو بما يعادل 69.20 دينار، وسنة 2017 تدهور الدينار بشكل حاد ليصل 1 اورو مقابل 126.86 دينار، أما في السوق الموازية فقد تم تداول 1 أورو مقابل 200 دينار.
وتمثل هذه الأرقام، المؤشرات الحقيقية لقيمة العملة الوطنية في مواجهة العملات العالمية التي تتعامل بها الجزائر، سواء السلطات العمومية عن طريق وزارة التجارة أو المتعاملين الاقتصاديين الخواص في مجال الاستيراد والتصدير، على اعتبار أن المعايير المعتمدة من قبل البنك المركزي في هذا الشأن تأخذ بعين الاعتبار في حسابها لقيمة العملة الوطنية اعتبارات أخرى تخرج في معظم الأحيان عن المجال الاقتصادي لتندرج ضمن الأطر السياسية.
عمر حمادي