بدى الخبير الأمني والمراقب الدولي في هيئة الأمم المتحدة احمد كروش في منتدى الجزائر الذي حضره أمس متفائلا جدا ،بدور الجزائر في حلحلة النزعات في دول الجوار والساحل الافريقي،واعتبر من جهة ثانية أن ما يثار بخصوص الاتهامات المغربية للجزائر بأنها لا تعدو أن تكون إلا زوبعة في فنجان ماء .
و أشاد المتحدث بدور الجيش الوطني الشعبي المرابط على الحدود في حفظ الأمن الوطني .
قال الخبير الامني والمراقب الدولي في هيئة الامم المتحدة للسلام احمد كروش ،أن المغرب لا يزال محافظا على العقيدة التقليدية ،التي تعتبر الجزائرشماعة تعلق عليها كل المشاكل ،التي كان آخرها حراك الريف ،الذي سعت جهات مختلفة من نظام المخزن الى تحويله من حراك متعلق بالمطالب الاجتماعية الى حراك سياسي و أمني بإيعاز من الجزائر.
فعلى الرغم من المحبة بين الشعبين إلا أن هنالك دائما ما يزعزع الثقة ويمنع من التوصل إلى الاتفاق .
وأضاف الخبير أن المغرب يراهن على عامل الوقت دائما في كسب التأييد في قضية الصحراء الغربية ،اد سعى نظام المخزن الى مراوغة الأمم المتحدة ، في انتظار تعيين أمين أممي آخر كانت الرباط تأمل ان تجد فيه حليفا لها ،يضاف إلى الحليف الفرنسي والاسباني، لكن دلك لم يتحقق و أجبرت الأمم المتحدة المغرب على الانصياع لها وإعادة المراقبين الامميين للمنطقة ،و أضاف الخبير الأمني مؤكدا أن المغرب سيرضخ للأمر الواقع .
فرنسا لا يمكنها أن تحييد الجزائر من قضايا الساحل الإفريقي
وقال الخبير الامني أحمد كروش معلقا على الشكوك التي تناولتها وسائل الإعلام في رغبة الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون من انتهاج سياسة جديدة في الساحل الإفريقي بتحييد الجزائر عن الوساطة في النزاع بعد سنوات من التهدئة بين الأطراف ،أن كل هذه القراءات مرتبطة بالإعلام و أن الجانب الفرنسي يدري انه لن يمضى قدما دون مساعدة من الجزائر في المنطقة بفعل ارتباطها الحدودي مع الساحل وحضورها الدائم مع أطراف النزاع منذ اندلاع الأزمة ،إضافة إلى قاعدة المعلومات الاستخباراتة التي تملكها الجزائر في المنطقة وعن الجماعات الناشطة.
و اكد الخبير الأمني أنه فرنسا تريد في هدا الوقت بالذات أن تشارك الجزائر في عملية التهدئة في المنطقة أكثر من أي وقت مضى ،لان انفلات الوضع الأمني في المنطقة لن يخدم أية جهة .
الجيش سيبقى مرابطا على الحدود مادامت التهديدات قائمة
وقال أحمد كروش الخبير الأمني ،أن الجيش الوطني الشعبي سيقى مرابطا على حدودنا إلى أجل غير مسمى ،حيث ستواصل قوات الجيش على الحدود مع ليبيا وتونس ومالي والنيجر في ترقب كل التحركات في المنطقة لمنع أي تسلل الى ترابنا و تأمين سلامة الوطن.
و أضاف المتحدث أن مهمة الجيش دستورية ،ولن يحيد عنها ،فمادامت التهديدات قادمة من دول الجوار فان مهمة الجيش ستنحصر في التصدي لها ،وسيواصل أفراد الجيش مواجهة الإرهاب ،وستواصل الجزائر دعم جيشها بكل الامكانيات.
وأشار أحمد كروش أن الجزائر تسعى من وراء توظيف إمكاناتها العسكرية والأمنية على حدودها الجنوبية والشرقية ،إلى مواجهة خطر الجماعات الإرهابية الناشطة في هذه المنطقة، والتي يتوقع
إمكانية فرارها إلى كل من الجزائر ومصر في ظل تضييق الخناق عليها داخليا، بخاصة في ظل تصاعد التوتر داخل الأراضي الليبية.
مصالح الأمن هي الوحيدة المخولة بتقديرحجم الخطر الأتي من استقبال اللاجئين
وكشف الخبير الأمني احمد كروش أن مصالح الأمن هي الجهة الوحيدة التي بإمكانها أن تقرر مدى خطورة استقبال هؤلاء اللاجئين الأفارقة ودلك بناءا على تقاريرميدانية ترصدها .
و أضاف المتحدث أن تصريحات وزير الخارجية أو أي مسؤول سام في الدولة لن يكون الا بناءا على هذه التقارير الأمنية التي تسمح لهم باتخاذ موقف يعكس موقف الدولة.
و أشار ذات المتحدث أن الجزائر استقبلت على مدار السنوات عديدا من اللاجئين وفي مقدمتهم اللاجئين الصحراويين والفلسطينيين وحتى السوريين والليبيين ولم يثارالنقاش حول وجودهم ،بينما تحرك الرأي العام بسبب توافد الرعايا الأفارقة على الجزائر ،و أضاف أحمد كروش أنه كان على الجزائر أن تأوي هؤلاء الرعايا في مراكز خاصة بهم إلى حين انفراج الأوضاع في أوطانهم .
من حق الجزائر رفض قاعدة عسكرية في تونس
أشار أحمد كروش المبعوث الأممي السابق والخبير في الشؤون الأمنية أنه كان هناك اتفاق بين الرئيس التونسي الباجي القايد السبسي والأمريكيين بخصوص إنشاء قاعدة لطائرات بدون طيار، ولكن الإعلام التونسي لم يستطع إثبات وجود هذه القاعدة الأمريكية “، وأضاف ضيف منتدى ” الجزائر ” أمس، أنه على المستوى الرسمي ولدحض هذه المعلومات، نفى فيما بعد الرئيس التونسي ” وجود قاعدة عسكرية أجنبية في بلاده “.
وأبرز أحمد كروش الذي يعتبر ضابط سابقا في الجيش الوطني الشعبي أن ” الدولة التي تحترم نفسها لا تحبذ تواجد قواعد عسكرية أجنبية على ترابها، حتى وإن كانت المعلومات المتوفرة حول القاعدة العسكرية الأمريكية في تونس تتعلق بطائرات عسكرية لا يمكن استكشافها عبر الرادار حيث باستطاعتها اختراق الأجواء الجزائرية “، مؤكدا في ذات السياق ” من حق الجزائر أن تغضب ولا تقبل بتواجد هذا النوع من القواعد العسكرية الأجنبية على حدودها مثلما رفضت قواعد ” الأفريكوم ” الأمريكية التي مارست ضغوط على الجزائر “، وأضاف المتحدث ” لا يمكن إغفال القواعد العسكرية الفرنسية في مالي والنيجر وإفريقيا الوسطى لكن مادام هناك تعاون وتنسيق مع الجانب التونسي لا بد أن يرفض هذا الأخير تواجد قواعد عسكرية أجنبية على ترابه “.
لا أحد باستطاعته سحب البساط من الجزائر في ليبيا
أثبت الخبير الأمني والمتابع للشؤون الإقليمية أحمد كروش أنه ” لا الإمارات العربية ولا مصر باستطاعتهما سحب البساط من الجزائر بخصوص قيادة الحل في ليبيا “، وعلق بخصوص لقاء اللواء الليبي خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج في باريس بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون أن ” فرنسا تورطت في المشهد الليبي وساهمت في إسقاط النظام البائد وتركت البلد في يد الميليشيات وهذا ما دفع الرئيس ماكرون لصياغة توجه جديد لفرنسا في ليبيا “، معتبرا في نفس الوقت أن موقف الجزائر حول آليات حلحلة الأزمة الليبية ” لم يتغير أبدا “، مشددا على أن الورقة الرابحة للدبلوماسية الجزائرية بخصوص هذا البلد الجار كانت ولا تزال ” إثبات رهان كسب ود كل الأطراف الليبية بدون استثناء حيث أن الجزائر لم تشارك في إراقة الدم “.
وحول اللواء الليبي خليفة حفتر ورؤية الجزائر له كشخصية مستقبلية في ليبيا، اعتبر أحمد كروش في معرض تحليله أن الجزائر ” تنظر إلى كل النسيج الليبي بنفس النظرة وسبق أن استقبلت اللواء خليفة حفتر كشخصية وطنية سياسية فاعلة كما استقبلته روسيا أو مصر “، مضيفاً في ذات السياق ” من يمنح الشرعية لحفتر هي مؤسسات الدولة الليبية “.
من جانب آخر، يرى الخبير أحمد كروش أن القمة الثلاثية التي سبق وأن دعا إليها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي لجمع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي حول طاولة واحدة لمعالجة قضية ليبيا لم تجتمع لكن مواصلة الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية لدول جوار ليبيا الثلاثة يؤكد على مواصلة التنسيق بين هذه الدول خاصة أن الجميع متفق على ضرورة إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة الليبية.
معالجة مسألة الأحمدية بالحل الأمني مقاربة خاطئة
حذر الضابط السابق في الجيش أحمد كروش من مغبة التساهل مع قضية الصراع الطائفي المتنامي في بلدان الشرق الأوسط في ظل الأزمات والحروب الحالية، مؤكدا في نفس الوقت أن الجزائر ” ليست في غرفة مغلق عليها وإنما تقع في عالم مفتوح “، وللعودة إلى قضية الأحمدية، اعتبر كروش أن ” الحل الأمني لا يكفي لمواجهة هذه الطائفة وإنما بمحاربة الفكرة دينيا لأن قمع هذه الجماعات لن يوقفها “، مستطردا ” مع القمع تزداد قوة هذه الجماعات “، كما انتقد ضيف المنتدى المعالجة الأمنية بحضور الإعلام الذي يرى أنه ضخم وأعطى صورة مضخمة عن هذه الجماعات ” الأحمدية ” التي قال بأنها ” لعبة استخباراتية دولية بين الجهات المناوئة للوهابية التي تدعوا إلى الجهاد في حين أن الأحمدية تطالب بتجميد الجهاد حتى في فلسطين “.
إسلام كعبش/ رفيقة معريش