جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
انتقل وزير الخارجية عبد القادر مساهل أمس، إلى القاهرة للقاء نظيره المصري سامح شكري بعد جولة خليجية بدأها من المملكة العربية السعودية تباحث من خلالها مع كبار القادة السعوديين حول قضايا تهم المنطقة العربية على رأسها الأزمة الخليجية والوضع في ليبيا، حيث نفى قيام الجزائر بعرض وساطتها بين فرقاء الخليج.
وبدأ وزير الخارجية عبد القادر مساهل مباحثاته مع سامح شكري وزير الشؤون الخارجية المصري، حيث قال مساهل، إنه جاء لمصر حاملا رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره عبد العزيز بوتفليقة، مضمونها تعزيز العلاقات بين البلدين وتوسيع الشراكة بين مصر والجزائر والتنسيق والتشاور الدائم بين البلدين، فيما يتعلق باستقرار البلدين وكل ما يتعلق باستقرار ووحدة الأمة العربية، لكن أبرز ما جاء في جولة الوزير مساهل التي قادته إلى القاهرة هو تأكيده وفصله نهائيا على أن الجزائر لم تخض أبدا في قضية حل الأزمة الخليجية ولم تعرض خدماتها لا إلى قطر ولا إلى السعودية وأنها تحترم مبادرات البلدان التي تفضلت بتقديم عرضها للحل، كالكويت، وأن كل ما قيل حول توجه الجزائر نحو قيادة وساطة لحل الأزمة الخليجية لم يخرج على نطاق معلومات صحفية.
قال وزير الخارجية عبد القادر مساهل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري أمس، إنه ” بحث مسار التعاون المشترك وتم الاتفاق على ضرورة التحضير للجنة العليا المشتركة بين الجزائر ومصر “، مشيرا إلى أنه ” تم الاتفاق على إنشاء آلية لوزراء الداخلية في البلدين للتعاون في القضايا الأمنية وتسهيل المرور للمصريين والجزائريين “، وقال في ذات السياق ” نحضر لمنتدى رجال الأعمال بين الجانبين “. وأوضح مساهل أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ” ناقش معه التنسيق في الموقف اتجاه القضية الليبية لما تمر به المنطقة من تحديات وتعرضها لظاهرة الإرهاب “، وقال ” نحن مع الحل السياسي في ليبيا، ولا يوجد بديل سوى الحل السياسي، وهناك اجتماعات تفتح مجالات للحل السياسي “، وقال الوزير عبد القادر مساهل ” كلفني الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بزيارة بعض العواصم في المنطقة العربية، واليوم سأتوجه لعمان وسأزور البحرين والأردن والعراق والكويت وذلك بعد زيارة الإمارات والسعودية لنسمع ما يجري في المنطقة “، وشدد الوزير مساهل على أنه ” لا يحمل أي مبادرة لحل الأزمة الليبية “، ولكن يضيف ” الحل سيكون أمام الليبيين أنفسهم ونحن ندعم المسار السياسي لحل الأزمة، ونفضل أن يكون الحل بين الليبيين أنفسهم وهو أمر ثابت بالنسبة لنا، ونحن مع النظام المدني في ليبيا بحيث يكون لكل المؤسسات الوطنية دور في العملية السياسية “. وأشار الوزير عبد القادر مساهل إلى أنه ” لا يحمل مبادرة للأزمة القطرية، وأن زيارته لدول الخليج تأتي في إطار التواصل المستمر مع دول المنطقة حيث تؤيد بلاده الحوار وأن يكون الحل داخليا “.
وفي ذات السياق أطلع عبد القادر مساهل، نظيره المصري، على نتائج زيارة السراج الأخيرة للجزائر، كما استعرض الجهود التي قامت بها القاهرة لتقريب وجهات النظر، ورأب الصدع بين القيادات الليبية، فضلا عن نتائج لقاءاته مع الرئيس السراج والمشير خليفة حفتر خلال زيارته الأخيرة لباريس، وأكد الوزير مساهل، فيما يخص لقاءاته مع الرئيس السراج والمشير خليفة حفتر، أن ” الحل السياسي القائم على اتفاق الصخيرات هو الحل الوحيد للأزمة في ليبيا “، مشددا على ضرورة ” تنسيق المواقف بين مصر والجزائر، باعتبارهما دول جوار مباشر لليبيا والأكثر تأثرا بتدهور الأوضاع فيها، منوها أن استقرار ليبيا هو ضمان لأمن واستقرار البلدين “.
في ذات السياق جاء في بيان وزارة الشؤون الخارجية أنه في ” إطار الزيارة التي يقوم بها إلى مصر ضمن الجولة التي تقوده إلى عدد من الدول العربية، أجرى وزير الشؤون الخارجية السيد عبد القادر مساهل محادثات ثنائية مع نظيره المصري سامح شكري، في إطار آلية التشاور السياسي، تم خلالها تقييم مسار التعاون الثنائي بين البلدين وبحث سبل تدعيم أواصر الشراكة في مختلف المجالات بما يعود بالنفع على البلدين ويرسخ الطابع الاستراتيجي للعلاقات المتميزة بينهما “، كما استعرض الجانبان -يضيف ذات البيان- ” تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، خاصة في ليبيا وسورية واليمن وسبل تنسيق جهود مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، فضلا عن مستجدات العلاقات العربية لاسيما في ظل التوتر الذي تعرفه العلاقات بين بعض الأشقاء في المشرق العربي “، وقد تم أيضا خلالها “التأكيد على ضرورة مواصلة التنسيق بين الجانبين إزاء الأزمة الليبية من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين وإيجاد الظروف المواتية للتوصل إلى حل سياسي توافقي شامل. كما شكل هذا اللقاء فرصة للتأكيد على ” أهمية التنسيق بين البلدين من أجل دفع مسار إصلاح جامعة الدول العربية و تعزيز الاتحاد الإفريقي “.
إسلام كعبش