• عبد المجيد تبون قضى أقصر مدة من بين كل رؤساء الحكومات في الجزائر
وقع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة صك “إنهاء” النفس السياسي للوزير الأول عبد المجيد تبون بإنهاء مهامه من على رأس الحكومة صباح أمس، معينا في مكانه بقصر الدكتور سعدان الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي أحمد أويحيى.
في حوالي الساعة الثالثة مساء أبرقت وكالة الأنباء الجزائرية خبر تعيين أحمد أويحيى كوزير أول في مكان عبد المجيد تبون، وجاءت البرقية ” أنهى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم الثلاثاء مهام الوزير الأول عبد المجيد تبون و عين السيد أحمد أويحيى خلفا له، حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية وطبقا للمادة 91 الفقرة 5 للدستور أنهى فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم مهام الوزير الأول عبد المجيد تبون حسب ذات المصدر “، وأضاف البيان أنه ” طبقا لنفس الأحكام الدستورية و بعد استشارة الأغلبية البرلمانية عين رئيس الجمهورية احمد أويحيى وزيرا أولا “.
في ذات السياق، فإنه دستوريا وجب على رئيس الجمهورية استشارة الأغلبية البرلمانية قبل تعيين الوزير الأول، ولحد الساعة لا نعرف كيف تمت استشارة تلك الأغلبية المتكونة من ” الأفالان” وحزب أويحيى ” الأرندي ” والنواب في عطلتهم، وحسب ما يتسرب من معلومات فإن العائد إلى قصر الدكتور سعدان أحمد أويحيى سيتعامل بمنطق جديد مع الحكومة التي خلفها له عبد المجيد تبون، حيث من المنتظر أن يقوم أويحيى بمراجعة بعض الأسماء والمناصب الوزارية وتعيين رجال ينتمون إلى صفه ويطبقون سياسته المعروفة بالطبع تحت يافطة ” برنامج رئيس الجمهورية “.
ويأتي إنهاء مهام الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون بعد ثلاثة أشهر فقط ” أواخر ماي الفارط ” من تعيينه في المنصب من طرف الرئيس بوتفليقة، ودخوله في أزمة حادة مع رجال الأعمال على رأسهم علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات بسبب عدم تطابق رؤيته وبرنامجه الذي كان يقول عنه أنه من برنامج الرئيس بوتفليقة مع تلك الجهات المؤثرة.
صديق شهاب: أويحيى لا يرفض نداء الوطن
وعقب هذا القرار، أكّد الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي”، صديق شهاب، أكّد الأخير أن أحمد أويحي، رجل واجب وطني لذلك قبل المهمة استجابة لنداء الوطن، مضيفا بأنّ رئيس حزب “الأرندي” أثبت جدارته التسييرية في أكثر من مرّة، نظرا للواقعية التي يتمتع بها، وبعده الشديد عن سياسة الشعبوية، قائلا ” صراحة السيد أحمد أويحي، رجل وطني وقبوله لمهمة الوزير الأول دليل على استجابته لنداء الوطن، كما أن الرجل الأول في الأرندي، أثبت جدارته وقدراته في التسيير في الكثير من المرّات، من خلال اتصافه بالواقعية والابتعاد عن الشعبوية”.
وأضاف صديق شهاب بأن “السبب الرئيسي في إقالة الوزير السابق عبد المجيد تبون، مردّها القرارات الارتجالية التي أقدم عليها وزير السكن السابق، الأمر الذي دفع بالأمور إلى التلاشي نوعا، وأدّت ضعف في تطبيق برنامج رئيس الجمهورية بالشكل المناسب، وكل ذلك تطلب إجراء تغيير وتعيين رجل مناسب آخر في منصب الوزير الأول”.
ذويبي: الإقالة تؤكد عدم الاستقرار السياسي
من جهته، أكّد محمد ذويبي، أن رئيس الجمهورية من حقه اقالة تبون، وتعويضه بشخص آخر، مستغربا في نفس الوقت قرار إقالة الوزير الأول السابق، الذي جاء عقب فترة حكم قصيرة جدا لم تتجاوز شهرين وعشرين يوما، مضيفا بأن هذه الخطوة تُؤكد عدم استقرار الوضع السياسي في الجزائر، قائلا “الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو رئيس الجزائر، ومن حقه إقالة الوزير الأول وتعيينه برجل آخر، ولكن الغريب في الأمر هو الفترة القصيرة التي قضاها تبون على رأس الحكومة الجزائرية، والتي لم تتجاوز الشهرين وعشرين يوما، كما أنّ إقالته السريعة تؤكد عدم استقرار الوضع السياسي في البلاد”.
مضيفا بأن “التعليمة الأخيرة لرئيس الجمهورية حول موضوع الحاويات المحجوزة في الميناء، دليل على عدم رضا الرئيس بقرارات تبون”، وقال ذويبي، إن “المهم خلال الفترة المقبلة هو السياسات العامة للبلاد، التي من المفترض أن تصب في مصلحة الوطن، من خلال بناء اقتصاد قوي لمواجهة التحديات الموهونة التي تنتظر البلاد في ظل الأزمة التي تشهدها في الوقت الحالي”.
أبو جرة: سرعة تبون في اتخاذ القرارات سرّعت في تنحيته
وعلى صعيد آخر، قال القيادي البارز في حركة مجتمع السلم، ووزير الدولة السابق، أبو جرة سلطاني، بأن السرعة التي استلم بها عبد المجيد تبون لمهامه وقراراته الخاطفة في الكثير من المجالات، هي من سرعت بتنحيته من على رأس الحكومة الجزائرية، مضيفا بأن تبون رجل يملك شعبية كبيرة اكتسبها خلال توليه لملف السكن، ولكنّه ضعيف في اتخاذ القرارات المناسبة على مستوى رئيسة الحكومة، حيث مس الكثير من الشركاء السياسيين ورجال الأعمال، قائلا “سرعة تبون في اتخاذ القرارات والتي مست الكثير من الشركاء السياسيين، هي من عجلت برحيله من رئاسة الوزراء، كما أنّ وزير السكن السابق استطاع أن يُفرح العديد من المواطنينن ولكنه لم يُوفق في قراراته على مستوى رئاسة الحكومة”.
مضيفا بأنّ “أحمد أويحيى رجل يملك خبرة طويلة في العمل السياسي، التي تمكنه من تولي منصب الوزير الأول على أكمل وجه، وقيادة البلاد في الطريق الصحيح”.
ع.فداد/ إسلام كعبش