يتداول الكثير من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لبعض الأشخاص يبدون من خلال ملابسهم الغريبة أنهم من الطائفة “الكركرية”، كما قام أحد المنتسبين لها بإلقاء كلمة وسط العامة يحدثهم ويدعوهم فيها إلى الانتساب لهذه الطائفة، وسط استغراب شديد من المواطنين من القصص الخرافية التي ألقاها على مسامعهم هذا التابع الشاب.
إنّ هذه الظواهر الغريبة والموجات المخالفة لعادات وتقاليد الشعب الجزائري، باتت كثيرة الظهور في مجتمعنا، فبعد الطائفة الأحمدية التي أسالت الكثير من الحبر حتى على صفحات الجرائد المحلية وحتّى الغربية، برزت إلى العلن هذه الطائفة الجديدة التي تأسست في العشرية الأولى من الألفية الجديدة، ما جعل الطبقات السياسية والدينية تتكلم عنها وتأخذ منها موقفا واضحا، قصد الحفاظ على اللّحمة الوطنية والابتعاد عن كل ما له علاقة بالطائفية أو التفرقة بين الناس، التي قد تؤدي في وقت ما إلى صراع سياسي ايديولوجي، كذاك الذي يشهده المشرق العربي في هذه السنوات وتحديدا بعد ظهور الثورة الخمينية في إيران.
حجيمي : طائفة جديدة لا يمكننا الحكم عليها الآن
وفي اتصال هاتفي مع الأمين العام لنقابة الأئمة، الشيخ جلول حجيمي، كشف الأخير بأن الطريقة “الكركرية” جديدة وغير معروفة، ولذلك الحكم عليها الآن هو من السابق لأوانه، بل حتى أبناؤنا من مستغانم ممن ظهروا بلباس هذه الطائفة وهم يلقون كلمة على مسامع الناس، لا نعلم إن كانوا متعاطفين فقط أم هم أتباع لها، قائلا ” صراحة هذه الطائفة جديدة لا نعلم إن كانت صوفية أم شيعية، لذلك فان الحكم عليها الآن سابق لأوانه، كما أن أبناؤنا الذين شوهدوا وهم يرتدون ملابس الطريقة في مستغانم، لا نعلم إن كانوا متعاطفين فقط أم هم من أتباعها حقا”.
وبخصوص تأسيس زاوية خاصة بهم قصد نشر معتقدهم، يقول حجيمي ” هذا التيار جديد في الساحة الدينية، ومطالبتهم بتأسيس زاوية ونشر معتقداتهم الدينية أمر لن يكون بهذه البساطة”.
ميزاب : هناك مخطط لضرب الجزائر من البوابة الدينية
من جهته، صرّح الخبير الأمني أحمد ميزاب، بأن المنطقة العربية مستهدفة من الغرب، والبداية كانت بحرب العراق الذي مُزّق باسم الطائفية، وهو سيناريو تلعب عليه الدول الغربية من اجل إخضاع المنطقة لأطول فترة ممكنة، مضيفا بأن هذه البعثات الطائفية التي تستغل القانون الدولي وحرية المعتقد، الهدف منها هو ضرب النسيج الاجتماعي الجزائري، وخلق صراعات بين أبناء الوطن الواحد، قائلا “لا شك بأن المنطقة العربية باتت مستهدفة بالتمزيق أكثر من أي وقت مضى، والبداية كانت من العراق الذي تعرض للغزو ومن ثم تمزيقه من بوابة الطائفية، لينتقل الوضع بعد ذلك إلى ما يُعرف بالربيع العربي، والهدف من إحداث هذه الطوائف والجماعات في الجزائر هو ضرب استقرار النسيج الاجتماعي في البلاد وإدخاله في دوامة من الصراعات”.
وبخصوص الحلول الواجب اتخاذها من أجل مواجهة هذه الأمواج التي تحل على الجزائر في مرّة، من أجل حماية البلاد من الأخطار القادمة من الخارج، دعا ميزا بالى ضرورة توحيد الخطاب الديني، خاصة أنّ الجزائر تملك نسيج اجتماعي موحد، مطالبا في الوقت ذاته من وزارة الشؤون الدينية للعب دور فعال من اجل نشر الوعي بين الناس، قائلا ” الجهات الامنية هي من اكتشف هذه الألاعيب وللأسف وزارة لشؤون الدينية لا تقوم بعملها على أكمل وجه في هذا الشأن، لذلك نحن ندعو إلى تحقيق التوعية الشاملة في المجتمع، وتوحيد الخطاب الديني لاسيما أن الجزائر بلد موحد ولا يملك طوائف”.
صالحي : المستشرقون هم من يحركون هذه الطوائف لضرب استقرار الجزائر
من جانبه، كشف الأستاذ سعود صالحي، بأن الدول العربية عرفت خلال السنوات الأخيرة موجة من الصراع الطائفي غذّاه المستشرقون من أجل ضرب الأوطان، وقد بدأت هذه الطوائف الغريبة تظهر عندنا، سواء “الأحمدية” أو “الكركرية” اللتين تريدان أن يكون لهما مكان في الجزائر الموحدة، قائلا “هذه الطوائف تأسست في المشرق العربي بالخصوص، وقد عرفت تنامي متصاعد في السنوات الأخيرة من خلال الدعم الذي تلقته من طرف المستشرقين، الذين يعملون ضرب استقرار الأوطان العربية، والجزائر ليست بمنأى عن هذا المشروع لذلك نجدهم يسعون جاهدين لغرس مثل هذه الطوائف في الجزائر”.
ع.فداد