بدأ حجاج بيت الله الحرام يتوافدون صباح الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة 1438 هـ إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية ، تقربًا – لله تعالى – راجين منه القبول والمغفرة متبعين ومقتدين بسنة نبيهم محمد – صلى الله عليه وسلم – مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبيري في صورة روحانية وإيمانية.
وأفادت الشريعة السمحة أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيه في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة سنة مؤكدة .
ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة ( الوقفة الكبرى ) ثم يعودون إلىها بعد ” النفرة ” من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام ( 10 – 11 – 12 – 13 )ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل ي وذلك لقوله تعالى : (( واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى )).
وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16،8 كم2 ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية و الجنوبية ولا يُسكَن إلا مدة الحج ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر” .
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية و دينية به رمى نبي الله إبراهيم – عليه السلام – الجمار وذبح فدي إسماعيل عليه السلام ثم أكد نبي الهدى – صلى الله عليه وسلم – هذا الفعل في حجة الوداع وحلقي وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون .
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى وبه مسجد “الخيف” الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – والأنبياء من قبله فعن يزيد بن الأسود قال : “شهدت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف”ي ومازال قائماً حتى الآني ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ .