أكد اللقاء الذي جمع ترامب بماكرون، تواجد القوتين في منطقة الساحل الإفريقي، بعدما كانت واشنطن تخفي تواجدها منذ سنوات، وأعلنت مصادر نيجيرية أن قواتا من المارينز وقوات برخان الفرنسية قد انتشرتا لإجراء عمليات عسكرية واسعة في مالي والنيجر على حدود الجزائر.
ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، العمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، بحسب بيان للبيت الأبيض .
وهي المرة الأولى التي يتم فيها الإقرار بوجود جنود أمريكيين في المنطقة، بفعل سرية النشاطات الأمريكية في الساحل، وتبين أن الأمريكيين حاضرون بشكل كبير في النيجر، خصوصا في مطار أغاديز عبر قاعدة تقلع منها طائرات من دون طيار تراقب منطقة الساحل، لكن العسكريين العاملين في هذه القاعدة لا يخرجون منها سوى في حالات نادرة ، إضافة إلى القوات الخاصة والمدربون المتواجدون في النيجر منذ بداية الألفية الثالثة لتدريب العسكريين النيجريين.
ويرتقب أن تنسق الولايات المتحدة مجهوداتها في المنطقة لتفعيل العمليات العسكرية والاستخبارتية ضد التنظيمات الإرهابية بالساحل إلى جانب قوات “برخان “الفرنسية المتواجدة هناك منذ سنوات .
ويعمل عسكريون أمريكيون بشكل سري في مالي والنيجر في ثلاثة أنشطة بالغة الحساسية هي التدريب وجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ عمليات خاصة .
وأفادت معلومات أمنية أن المجموعة الأمريكية التي استهدفها الهجوم الإرهابي كانت في مهمة استخباراتية لجمع المعلومات .
ونقلت وكالة أنباء “رويترز” البريطانية أن عمليات عسكرية أجريت أمس الأول بالقرب من حدود النيجر مع مالي، وذلك بعد يوم من الهجوم.
وقال مصدر أمني في النيجر إن قوات محلية وقوات أمريكية وفرنسية بدأت عمليات مشتركة في المنطقة أول أمس .
وكشف مسؤول في وزارة دفاع مالي إن العمليات العسكرية مستمرة داخل حدود النيجر فيما عززت القوات المالية نقاطها الأمنية على طول الحدود .
وتراقب الجزائر الوضع الأمني في المنطقة عن كثب ،تحسبا لأي تطورات في الحدود المشتركة الجنوبية.
وعلى الفور من وقوع العملية الإرهابية،أعلنت قيادة القوات البرية الجزائرية في أقصى الجنوب حالة من الاستنفار، وتم نشر أكثر من 40 ألف عسكري وعنصر درك يتموقعون على الحدود مع النيجر ومالي لمنع أي تسلل إرهابي .
تنسيق معلن
كشف اللقاء الذي جمع ترامب بالرئيس الفرنسي ماكرون أن تنسيقا عسكريا واستخباراتيا صار معلنا بين الدوليتين في المنطقة ،بعدما كانت واشنطن تخفي تواجدها بالمنطقة .
وكان وزير الدفاع الفرنسي قد كشف سابقا أن بلاده تنتظر شحنات امريكية من المقرر استلامها في العام 2019، وهي ست طائرات أخرى من بين 12 طائرة ريبر من شركة جنرال أتوميكس الأميركية كانت الحكومة الفرنسية طلبتها بعد تدخلها في العام 2013 في مالي لتحل محل طائرات هارفانج التي تصنعها شركة إي.إيه.دي.إس الأوروبية.
وتملك فرنسا حاليا خمس طائرات استطلاع غير مسلحة من الطراز ريبر في نيامي عاصمة النيجر لدعم عملية برخان لمكافحة الإرهاب التابعة لها بأفريقيا والمؤلفة من 4000 فرد فضلا عن واحدة في فرنسا .
وتريد القوات الفرنسية وبأجهزة استخباراتها مزيدا من إحكام القبضة على المنطقة التي عرفت انفلاتا في عديد المرات .
وكشفت العملية الإرهابية الأخيرة عن تواجد وحدات ميدانية خاصة تابعة لوحدات “المارينز”تخوض عمليات عسكرية ميدانية ضد التنظيمات الإرهابية ، على اعتبار أن تواجد القوات الأمريكية كان مقتصرا فقط على تدريب وحدات الجيش النيجري على مكافحة الإرهاب وتقديم الدعم لعمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
يذكر أن قوات أمريكية أخرى متواجدة منذ عدة سنوات في قاعدة عسكرية بمطار مدينة اغاداس في شمال النيجر حيث تقوم بعمليات مراقبة جوية بواسطة طائرات بدون طيار في المنطقة ضمن مهمة مراقبة تحركات عناصر التنظيمات الإرهابية تماما كما تفعل نظيرتها الفرنسية انطلاقا من قاعدة مماثلة في مطار العاصمة نيامي .
واعترف الجنرال كينيث ماكنزي الناطق باسم البنتاغون الأمريكي بمقتل الجنود الثلاثة ولكنه رفض الكشف عن عدد القوات الأمريكية المتواجدة في دولة النيجر واكتفى بالقول بوجود وحدة مختصة في تدريب عناصر من الجيش النظامي لهذا البلد على محاربة عناصر التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل
وتعد هذه أكبر حصيلة قتلى تتكبدها القوات الأمريكية في هذه المنطقة الساخنة وقد تزامنت مع قرب موعد وصول وفد دبلوماسي عن دول مجلس الأمن الدولي الى المنطقة رفضت الولايات المتحدة الأمريكية المشاركة فيه .
وجاءت الحصيلة في وقت رفضت فيه إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تمويل الأمم المتحدة للقوة الإقليمية لدول الساحل الخمسة رغم إلحاح فرنسا التي ألقت بكل ثقلها الدبلوماسي منذ شهر جويلية ا لماضي من أجل الإسراع في تشكيلها .
فبينما بررت باريس ضرورة إشراك دول منطقة الساحل الخمسة وهي موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو في الجهد الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة أكدت واشنطن أن ذلك يشكل عبئا ماليا إضافيا لا يمكن للأمم المتحدة تحمله في ظل الضائقة المالية التي تعاني منها، ليبقى ذلك مجرد غطاء على صراع عسكري خفي بين البلدين لبسط السيطرة على هذه المنطقة الغنية بشتى أنواع المصادر الطاقوية وخاصة النووية منها .
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / عمليات فرنسية أمريكية مشتركة في مالي والنيجر:
الجزائر تراقب ملاحقة إرهابيين على حدودها
الجزائر تراقب ملاحقة إرهابيين على حدودها