قدمت أمانة منظمة الأمم المتحدة مساء الجمعة اعتذارها بعد نشر مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لتقارير خاطئة حول الصحراء الغربية نسبت إلى موقعين على عريضة حول الصحراء الغربية ملتزمة بدراسة المسألة عن كثب.
وعقب طلب اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار لمنظمة الأمم المتحدة بنشر مذكرة حول التصريحات المحرفة المنسوبة إلى موقعين على عريضة حول الصحراء الغربية قدمت ممثلة أمانة منظمة الأمم المتحدة اعتذارها للجزائر، مشيرة إلى أنه تم بالفعل تصحيح البيانات الصحفية المعنية.
وأضافت في ردها على الانشغالات التي أثارتها الجزائر بشأن هذا الخطأ الذي ارتكبته مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أن الأمانة تدرس المسألة لمعرفة ما حدث.
وردا على ذلك، أوضح السفير المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة أن الأمر لا يتعلق بتقديم اعتذار للجزائر بل إلى اللجنة الرابعة قاطبة لأن “هذا يلحق ضرر بنا”.
وشاطر رئيس اللجنة الرابعة الفنزويلي رافايل داريو راميراز كارينو –الذي كان قد طلب توضيحات واعتذار بشان هذه “الأخطاء”– رأي ممثل الجزائر.
وقال مستاءً “عندما أرى أنه تم نشر موقف أحد الموقعين الذي لم يتناول الكلمة و الذي ينسب إليه موقف ليس بموقفه المعهود فهذا يضر كثيرا بسير النقاش”، داعيا الأمانة إلى نشر مذكرة لشرح الوضع.
وأكد سفير الجزائر المساعد أنه “من واجب (مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة) أن تشرح لنا كيف ارتكبت هذه الأخطاء”.
وقال بصديق مستاءً “لسنا اليوم أمام تناقض في البيانات الصحفية فقط بل أمام تصريحات موقعي عريضة خطيرة تم نسبها لممثل شرعي لشعب في حين أنه لم يكن قد تناول الكلمة بعد”.
الجزائر تطلب توضيحات
من جهتها طالبت الجزائر بتوضيحات حول تصريحات لموقعين على عريضة حول الصحراء الغربية قامت بتحريفها مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، مشيرة إلى تلاعب محتمل لإبعاد هذا الفرع الأممي عن مهمته التي تكمن في إعلام الرأي العام الدولي بإخلاص.
وقال السفير المساعد للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة، محمد بصديق، خلال نقاش اللجنة الرابعة حول تصفية الاستعمار “إننا نطلب بنشر توضيح على الموقع الالكتروني للأمم المتحدة وبتقدم ممثل إدارة الإعلام أمام هذه اللجنة ليشرح لنا ما حدث”.
و أضاف “عليه أن يقدم لنا تفسيرات حول حدوث هذه الأخطاء”، معتبرا أنه هذا المسؤول “يجب أن يقدم اعتذارات” على الضرر الذي لحق بالأشخاص المعنيين.
و قال بصديق “هل الأمر يتعلق بخطاء ارتكب عمدا أو عن غير قصد”، معتبرا أنه “إذا كان عن غير قصد فهذا ليس مبرر كذلك”.
و تتخبط ذات المصلحة في قضية تلاعب خطيرة بعد تحريف تصريحات متدخلين أعربوا عن مساندتهم للقضية الصحراوية وذهبت إلى حد إسناد تصريحات موالية للمغرب إلى موقعين على عريضة لم يكونوا قد تدخلوا بعد.
فبعد تصريحات محرفة أو مفتعلة ومضامين موجهة، تراكمت منذ يومين على هذه المصلحة سلسلة من الانحرافات التي تمس بمصداقيتها كهيئة إعلامية تابعة لمنظمة متعددة الأطراف مثل منظمة الأمم المتحدة.
وقامت مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بتحريف تصريحات متدخلين أعربوا عن مساندتهم للقضية الصحراوية وذهبت إلى حد إسناد تصريحات موالية للمغرب إلى موقعين على عريضة لم يكونوا قد تدخلوا بعد مرتكبة انزلاقا يضر بمصداقية المنظمة المتعددة الأطراف.
منظمة الأمم المتحدة تسحب تقريرها الأصلي
واضطرت مصلحة الأخبار والمحتوى التابعة لمنظمة الأمم المتحدة يوم الجمعة (6 أكتوبر) إلى سحب تقريرها الأصلي الذي أسندت فيه تصريحات خطيرة للممثل الصحراوي أحمد بوخاري حول جبهة البوليزاريو و مسار السلام بالصحراء الغربية.
وقال مستاءً “لسنا اليوم أمام تناقض في البيانات الصحفية فقط بل أمام تصريحات موقعي عريضة خطيرة تم نسبها لممثل شرعي لشعب في حين أنه لم يكن قد تناول الكلمة بعد”.
وبعد التنديد بهذه التصريحات الكاذبة و المختلقة، وجه السيد بصديق نداء رسميا للأمين العام الأممي من أجل “السهر على أن تنقل النقاشات والتصريحات التي تكون داخل أجهزة منظمة الأمم المتحدة بشكل صحيح في تقارير هذه المصلحة”.
واستطرد قائلا بأن الدول الأعضاء يجب أن تتأكد من أن هذه المصلحة لا تحيد عن مهمتها الرئيسية ألا وهي تقديم معلومة مؤكدة لوسائل الإعلام و للرأي العام الدولي.
وذكر السفير المساعد بأن الجزائر التي تضطلع بمهمة منسق دول عدم الانحياز حول تنشيط الجمعية العامة قد طرحت عدة مرات مشكلة عدم تطابق البيانات الصحفية مع النقاشات و التصريحات الواردة ضمن الأمم المتحدة.
وأشار ممثل الجزائر أن الأمانة ذكرت بأن نقص المستخدمين هو السبب في هذه العيوب مضيفا أنه “على ضوء ما حدث اليوم فإننا نرى أن هذه الحجة لا تعكس بتاتا هذا الواقع”.
انحراف مخطط له حسب جبهة البوليزاريو
وكان ممثل جبهة البوليزاريو قد صرح يوم الجمعة بأنه سيطالب “بتحقيق حول هذا الانزلاق الخطير”، مضيفا بأن الأمر يتعلق ب “بانزلاق مخطط له من طرف هذه المصلحة التي يطغى عليها أعوان المخابرات المغربية الذين ذهبوا إلى أقصى حد من التزوير بإسناد لي تصريحات موالية للمغرب في حين أنني لم أتناول الكلمة”.
و كانت مصالح أمن المنظمة الأمم المتحدة قد أوقفت رئيسة المنظمة غير الحكومية الأمريكية بسبب شكوى من الوفد المغربي اتهامها فيها برفع العلم الصحراوي داخل القاعة التي كانت تجري بها أشغال اللجنة الرابعة.
نسرين.م