السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / الأمريكيون "يدغدغون" مشاعر الجيش الجزائري:
الجزائر ترفض طلب واشنطن للتدخل العسكري في ليبيا

الأمريكيون "يدغدغون" مشاعر الجيش الجزائري:
الجزائر ترفض طلب واشنطن للتدخل العسكري في ليبيا

• قائد قوات مجموعة الساحل يطالب بالتنسيق الأمني مع الجزائر

تحاول الولايات المتحدة الأمريكية دفع الجزائر إلى مستنقع الحرب في ليبيا وحتى النيجر، لكن الجزائر تظل متمسكة بموقفها المبدئي من خروج جيشها وراء الحدود امتثالا لعقيدته الرافضة إرسال جنود الجيش الوطني الشعبي خارج الحدود للمشاركة في عمليات عسكرية قتالية.
عاد المسؤولون الأمريكيون لإرسال رسائل مباشرة للجزائر من أجل دفعها للتدخل العسكري المباشر في بلدان الجوار التي تشهد توترات أمنية عالية المستوى كما تعرف تواجدا عسكريا أمريكيا وأجنبيا مكثفا، هذا ما حدث خلال الزيارة الأخيرة إلى الجزائر التي قام بها منسق سياسة مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية رافي غريغوريان الذي أعلن تفهمه لرفض الجزائر التدخل عسكريا خارج حدودها، وقال خلال لقائه صحفيين بالعاصمة ” ولكن بإمكانها تقديم نصائح لجيرانها الذين يواجهون الإرهاب “، مشيدا بالإمكانيات المادية والتقنية التي بحوزة القوات الجزائرية، مؤكدا ” إعجابه بها “، ومفيدا في نفس الوقت ” بوجود تبادل للمعلومات بين بلاده والجزائر في المجال الأمني، بالإضافة إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية في محاربة الإرهاب “.
وحسب مصدر دبلوماسي تابع اللقاء فإن السلطات الجزائرية على أعلى مستوى رفضت المقترح الأمريكي الذي تم التقدم به مرتين مباشرة إلى الجزائر من طرف قيادات عسكرية أمريكية من وزارة الخارجية وكذلك ” البانتاغون ” وزارة الدفاع الأمريكية، حيث تم رفض أي مغامرة غير محمودة العواقب، وذكر ذات المصدر أن ” الأمريكيين طالبوا من نظرائهم الجزائريين استغلال خبراتهم في مكافحة الإرهاب للتدخل ومساعدة الليبيين والأمريكيين في النيجر خاصة أن الجيش الجزائري يعرف جيدا تلك المناطق باعتباره قام بعمليات عسكرية لمطاردة الجماعات الإرهابية على مستوى الحدود الجزائرية النيجيرية “.
وذكرت صحيفة ” الشرق الأوسط ” في عددها أمس، نقلا عن مصدر حكومي جزائري ” أن المسؤول الأميركي بحث مع المسؤولين الجزائريين، إمكانية مشاركة الجيش الجزائري في عملية عسكرية موسعة، مرتبطة بالكمين الذي استهدف القوات الخاصة الأميركية بالنيجر “. وأوضح المصدر أن غريغوريان ” لم يحصل على موافقة مبدئية من الجزائريين، بخصوص دخول القوات الجزائرية في حرب خارج حدود البلاد، بينما تعهدوا له بوضع تجربة الجيش الجزائري لمساعدة الولايات المتحدة، في مجال محاربة الإرهاب. ويعرف الجيش الجزائري جيداً طبيعة الميدان في النيجر، الحدودي مع الجزائر. فقد سبق له أن احتك بالجماعات المتطرفة على حدود هذا البلد الفقير، في فترة سابقة لما تعقَب أثر المتشدد الجزائري مختار بلمختار وتحديدا في عام 2008 خلال حادثة اختطاف الدبلوماسي الكندي روبرت فاولر مبعوث الأمم المتحدة إلى النيجر سابقا، ومساعده لويس غواي وسائقهما النيجري. وتلقى بلخمتار فدية مقابل الإفراج عن رهائنه “. وأضاف ذات المصدر الحكومي أن رافي غريغوريان ” استفسر عن مدى قدرة قوات الأمن الجزائرية على التصدي لهجوم محتمل، من التنظيم المتطرف “داعش” بليبيا. كما طلب معلومات عن مراكز المراقبة المتقدمة التي وضعها الجيش على طول الحدود الجنوبية للبلاد، ومنها المناطق القريبة من النيجر “. وتناول غريغوريان في لقاءاته بالجزائر، موضوع “القوة العسكرية الأفريقية” التي تريد إنشاءها “مجموعة 5 ساحل” (مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينافاسو وتشاد)، وتتكون من 5 آلاف عسكري. وتحفظت واشنطن على مقترح فرنسي بتقديم دعم مالي لهذه القوة من طرف الأمم المتحدة، بحجة أن الهيئة الأممية تمنح مساعدة مالية للمشاريع التي تتبع لها فقط. وقال مساعد منسق محاربة الإرهاب الأميركي، في لقاء مع صحافيين جزائريين بمقر السفارة الأميركية أول من أمس، إن الجزائر ” ترفض التدخل عسكرياً خارج حدودها لدواعٍ متعلقة بدستور البلاد، لكن لدينا قناعة بأن الجيش الجزائري يمكنه حسم المعركة مع الإرهاب بالمنطقة، وخصوصاً في ليبيا “.
وفي الوقت ذاته ذكر مصدر دبلوماسي غربي مقيم بالجزائر أن قيادة عسكرية تابعة للقيادة العسكرية لأفريقيا (أفريكوم)، الموجود مقرها بشتوتغارت بألمانيا، ستشرف على توسيع العملية العسكرية، انطلاقاً من قاعدة عسكرية بعاصمة النيجر نيامي. هذا بعد تعرض 5 جنود أمريكيين للقتل من طرف جماعات إرهابية في النيجر في الأيام القليلة الماضية، ويشار إلى أن الولايات المتحدة أنشأت مركزا عسكريا بجنوب إيطاليا، في سبتمبر الماضي، مهمته مراقبة الأوضاع الأمنية بمنطقتي الساحل وليبيا. وتتمثل مهمته أيضا في جمع المعلومات عن الجماعات المتطرفة بالمنطقة.
من جانب آخر، شكا قائد قوات مجموعة الساحل الخمس الجنرال المالي، ديدييه داكو، من ارتباط الوضع غير المستقر في المنطقة بليبيا، داعيا إلى أهمية أن تزيد القوات من تنسيقها مع الجزائر، وأثار الجنرال المالي، في ختام جولة سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن إلى موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي، الانتباه إلى الوضع غير المستقر في منطقة الساحل الإفريقي المرتبط بعدم الاستقرار في ليبيا، قائلا ” ليس لدينا الجواب على جميع التهديدات المشتركة بين ليبيا ودول الساحل الخمس، لكن القوة المشتركة ستكون جزءا من الإجابة عن ذلك “.
وقال المسؤول العسكري في قوات الساحل في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مالية ” ليس لدينا الجواب على جميع التهديدات المشتركة بين ليبيا ودول الساحل الخمس، لكن القوة المشتركة ستكون جزءا من الإجابة عن ذلك، لأن لدينا كتيبتين على حدود تشاد والنيجر، لكن على الجانب الجزائري ليس لدينا جواب الآن، ومع ذلك، نعتقد أنه من المهم أن تتخذ القوات المشتركة تدابير للتنسيق مع الجزائر لتأمين الحدود، لكن ذلك يتطلب خطوات سياسية في المراحل التمهيدية “، وصرح ديدييه داكو في اختتام زيارة السفراء ” ننتظر من مجلس الأمن دعمًا سياسيًا في البداية، وأيضا مواكبة على صعيد العتاد والتدريب نتوقع بلوغ القدرة العملية القصوى خلال بضعة أشهر خلال 2018، ووفق الوتيرة التي تحصل فيها الأمور، نعتقد أننا نستطيع بلوغ هذا الأمر “.
وتسعى فرنسا التي تولت رئاسة مجلس الأمن الدولي، وتقف وراء إنشاء قوات الساحل الخمس، إلى إقناع الأميركيين والبريطانيين بأهمية هذه القوة المشتركة الجديدة، كما سيعقد اجتماع وزاري في 30 أكتوبر الجاري في الأمم المتحدة دعما لمجموعة دول الساحل، إضافة إلى مؤتمر للمانحين في 16 ديسمبر المقبل، في بروكسل، من جانبها، استبعدت فرنسا الجزائر من تحركاتها الإقليمية لإقناعها بالانخراط بالقوة المشتركة، كونها ترفض الزج بجنودها لمحاربة الإرهاب خارج الحدود، كما تحفظت واشنطن على مقترح فرنسي بتقديم دعم مالي لهذه القوة من طرف الأمم المتحدة وقبل يومين التقى مسؤول أميركي رفيع المستوى مسؤولين جزائريين، وناقش موضوع قوات الساحل التي تريد إنشاءها فرنسا، وتضم كلاً من مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، وتتكون من 5 آلاف عسكري.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super