جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
رغم التطمينات التي أطلقها وزارة الفلاحة و الفاعلين فيها بأن أسعار الخضر و الفواكهة ستنخفض قبل شهر، إلا أن الوقع أثبت عكس ذلك، فقد حققت أسعارها أرقاما قياسية مجددا وسط دهشة المواطنين الذين ينتظرون السبب المقبل الذي سيتحجج به الفلاحون و الوزارة من وراءهم هذه المرة خصوصا و أن موسم الجني الشتوي قد انطلق و الأمطار سقطت.
جولة واحدة في أحد أسواق العاصمة ستكفي للإطلاع على الإرتفاع الهائل لأعار المواد الغذائية، و هو ما وقفت عليه “الجزائر” في جولة شملت عدة أسواق حيث وصل سعر البطاطا ل 90 دينار، و البصل 70 دينار، أما أسعار الحبوب الجافة و البقوليات فقد بلغت 300 دينار للحمص و 250 دينار للوبيا رغم أنها كانت لوقت قريب تعتبر غذاء الفقراء، و الملجأ الوحيد لهم في فصل الشتاء.
و عبر العديد من المواطنين عن تذمرهم من الإرتفاع الجنوني للأسعار مؤكدين أنهم يستيقظون يوميا على أسعار جديدة لاسيما البقوليات التي ارتفعت أسعارها بنسبة 100 بالمائة منذ شهر ديسمبر الماضي، ما جعلها في نفس مستوى أسعار اللحوم البيضاء،رغم أن الحكومة تخصص سنويا ميزانية هامة لدعم بعض المواد بما يقارب 300 مليار دينار بهدف حماية أسعارها و جعلها في متناول المواطن البسيط.
و هو ما دفع العديد ممن التقتهم “الجزائر” للتساءل عن حقيقة هذا الدعم و طريقة تقديمه و مراقبته، خصوصا و أن أسعار تلك المواد تعد ضعف أسعارها في الأسواق العالمية، موضحين أن الدعم لم يعد له أي أثر في السوق ليتحول إلى مجرد إجراء روتيني تغلبت عليه جملة من المظاهر السلبية على غرار المضاربة في الأسعار بدءا من أسواق الجملة ومرورا بأسواق التجزئة بالإضافة إلى العودة القوية للأسواق الفوضوية التي وإن تحولت إلى متنفس للمواطن البسيط الذي يجد ضالته فيها.
كما يطرح الفارق بين سعر الجملة و التجزئة العديد من التساؤلات حول وجود رقابة حقيقية، خصوصا و أن الفارق يصل في بعض الأحيان إلى 50%، فمثلا سعر اللوبيا في سوق الجملة هو 120 دينارا للكيلوغرام الواحد، في حين أن سعره لدى تجار التجزئة هو 250 دينارا.
فلة سلطاني