عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً مساء امس الأحد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لبحث سبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الدول العربية، واتخاذ ما يلزم حيال ذلك.
ويأتي هذا الاجتماع بناءا على طلب من المملكة العربية السعودية، وقد أيدته كل من الإمارات والبحرين والكويت، حيث تم عقده برئاسة وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف الرئيس الحالي للدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب.
وكشفت مصادر ان اتصالات سبقت اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية الطارئ وأدت الى تخفيض حدة الموقف السعودي المدعوم من بعض دول الخليج بما يتعلق بـ”التدخلات الإيرانية في المنطقة والميليشيات الارهابية التابعة لايران في المنطقة”.
وعشية الاجتماع، أعلن البيت الأبيض ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اجرى محادثة مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون عقب استقبال الاخير للحريري السبت في باريس.
وأضاف أنهما “اتفقا على ضرورة العمل مع الحلفاء لمواجهة أنشطة حزب الله وإيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة”.
واضاف المصدر نفسه ان اللجنة الرباعية العربية “المعنية بالتصدي للتدخلات الايرانية” في الدول العربية ستجتمع قبيل الاجتماع الوزاري لوضع صيغة مشروع القرار الذي سيعرض على الوزراء.
وتضم هذه اللجنة، التي شكلت بقرار من المجلس الوزاري للجامعة العربية في جانفي 2016، وزراء خارجية السعودية والامارات والبحرين ومصر.
ويتزامن الاجتماع مع الازمة التي يشهدها لبنان منذ استقالة الحريري المفاجئة التي اعلنها من الرياض في الرابع من نوفمبر الجاري مهاجما في خطاب القاه من العاصمة السعودية الرياض وحزب الله.
أبو الغيط يناقش مع المالكي تنسيق الجهود العربية لدعم فلسطين
وقد استقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، امس الأحد وزير خارجية دولة فلسطين، وذلك على هامش الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الخاص بالتصدي للتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية.
وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن اللقاء شهد استعراض أخر تطورات القضية الفلسطينية وسبل استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما قام المالكي بإطلاع أبو الغيط على موقف القيادة الفلسطينية من موضوع قيام الإدارة الأمريكية بتعليق عمل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والذى اعتبر أنه سيحدث ضرراً بالغاً بعملية السلام وبالدور الذى تقوم به الولايات المتحدة لرعاية العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وعرض أبو الغيط الاتصالات التي قامت بها الجامعة مع الإدارة الأمريكية لمعالجة هذا الأمر بشكل يحافظ على قنوات الاتصال الرسمية بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، كما تناول أيضاً مع المالكي ما تقوم به الجامعة من جهد لتنسيق التحرك العربي للتصدي للمحاولات التي تبذلها إسرائيل لتطبيع وضعيتها داخل منظومة الأمم المتحدة.
الجامعة العربية لا تستبعد اللجوء إلى مجلس الأمن لوقف تهديدات إيران
لوحت جامعة الدولة العربية بإمكانية التصعيد ضد «التهديدات الإيرانية» للأمن والسلم العربي، ولم يستبعد السفير حسام زكي مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، في تصريحات لمجلة الشرق الأوسط، اللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، نظراً لخطورة الموقف وتهديد إيران للأمن والسلم العربي والدولي.
وقال زكي: «إن ما تقوم به إيران ضد بعض الدول العربية يستدعى القيام بأكثر من إجراء لوقف هذه الاعتداءات والتدخلات والتهديدات التي تتم عبر طرق ووسائل كثيرة. وبالتالي، فالحد منها يتطلب سياسية عربية جماعية»، مضيفاً أن الاجتماع الوزاري العربي الذي يحظى بتأييد معظم الدول العربية سوف يشكل رسالة حازمة لإيران للتراجع عن سياستها الحالية في المنطقة، وتدخلاتها الواضحة والعدوانية ضد المملكة العربية السعودية واليمن ولبنان.
واكد أن الاجتماع الطارئ الذي يعقد بمقر جامعة الدول العربية يُشكل موقفاً عربياً واضحاً ضد التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، وهو الأمر الذي يجب أن تدركه إيران جيداً، وأن العرب يجمعهم رفض التدخل في شؤونهم، وتهديد أحدهم أو بعضهم بالشكل الذي نراه، وبالأدلة التي يمتلكها البعض ضد الاعتداءات الإيرانية، وهو الأمر الذي يحملها المسؤولية.
وتوقع مصدر دبلوماسي عربي أن يتضمن البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب خطة للتحرك العربي للحد من خطورة ممارسات إيران في المنطقة العربية، إضافة إلى إدانة استخدام طهران لجماعة الحوثي في تهديد أمن واستقرار المملكة العربية السعودية.
نسرين محفوف