على الرغم من تكذيب الرئاسة للمحامي فاروق قسنطيني إلا أن تصريحاته أعادت موضوع العهدة الخامسة إلى الواجهة وسط صمت من المعارضة. ولم يفهم لحد اللحظة المقصد من ذلك إن كان قطعا للطريق أمام الطامحين أم أنه مجرد ذر للرماد في العيون .
كذبت رئاسة الجمهورية في بيان لها أمس اللقاء الذي تحدث عنه الحقوقي فاروق قسنطيني مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والذي كشف فيه المتحدث عن رغبة الرئيس في البقاء في الحكم لعهدة رئاسية خامسة.
وتداولت مواقع إخبارية محلية وأجنبية الخبر على نطاق واسع وتفاعل المئات من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها ” فايسبوك ”
وتباينت ردود الأفعال بين مكذب ومصدق للخبر بينما فضلت المعارضة السكوت والتواري عن الأنظار لتجنب الخوض في موضوع العهدة الخامسة.
وفتح البيان الباب على عدة احتمالات بين المتتبعين، فإما أن يكون اللقاء الذي تحدث عنه غير واقع ويكون قسنطيني كاذبا، وإما أن يكون قد وقع فعلا وأن الرئاسة نفت ذلك عمدا وأن محيط الرئيس يريد أن يوتر الجو لجس نبض المعارضة والشارع .
وعلى الرغم من محاولات الاتصال بالحقوقي فاروق قسنطيني إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، وتعذر التأكد من حقيقة ما وقع فعلا.
ووجد المراقبون للوضع في الجزائر صعوبة في فهم المشهد السياسي خاصة بعد أن حامت الشكوك في حقيقة إعلان الرئيس عن رغبته في الترشح لعهدة خامسة وهو ما يعني استبعاد كل السيناريوهات التي كانت محتملة بخصوص مشروع التوريث، وترشح بعض الأوجه السياسية وفي مقدمتهم الوزير السابق شكيب خليل وعبد المالك سلال وحتى الوزير الأول أحمد أويحيى وبلخادم.
وأشارت بعض التحاليل أنه لو تم التأكد فعلا من صدق رواية قسنطيني فإن ذلك يعني أن الرئيس يرغب في الحصول على تسوية معينة للوضع المضطرب للبلاد فحسم أمره وقطع الطريق عن الراغبين في الترشح من محيطه الرئاسي وحتى من المعارضين.
وتعجب الكثير من المتتبعين من الإعلان ومن توقيته، خاصة وأنه جاء قبل الانتخابات الرئاسية بنحو عام ونصف، إلا أن الإعلان فتح نقاشا حول الانتخابات الرئاسية القادمة، واحتمل المراقبون للوضع أن يكون صراع الرئاسيات هو الهدف من وراء هذا الإعلان المفاجئ.
والأغرب من كل ذلك أن يبلغ الرئيس نيته في مواصلة الحكم قبل أن يعلن أي مترشح آخر، وهو ما لم يكن منتظرا عند سياسيين كثر أمثال لويزة حنون التي لا تزال مصرة على استبعاد ذلك إضافة إلى عبد الرزاق مقري.
وقبل هذا الإعلان رافق الحديث عن العهدة الخامسة شدا وجذبا كبيرا في الأوساط السياسية، ففي وقت تفضل جهات كثيرة مباركة العهدة الخامسة والمناداة بها تقديرا للرئيس، تسكت المعارضة وتراقب الوضع إلى حين طرق باب الرئاسيات.
وألف الجزائريون قبل اليوم مساندة الزوايا وتأييدها لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة انتخابية خامسة، وسط صمت من محيط الرئيس.
ويصف المحللون إثارة موضوع العهدة الخامسة في هذا الوقت بالذات كمن يلقي حجرا في المياه الراكدة، وينتظر بعده موجات الردود .
رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي
محاولة لتقليم أظافر بعض الشخصيات البارزة
كشف جيلالي سفيان المحسوب على المعارضة أن النظام أضحى منقسما على نفسه خاصة بعد تعمد الرئيس تصحير الحياة السياسية رغبة منه في البقاء وحيدا، والأكيد أنه قد نجح في ذلك إضافة إلى إصراره في غلق كل الأبواب والنوافذ في وجه الطامحين في المنصب.
وحسب جيلالي سفيان فإن محيط الرئيس قد لاحظ أن البعض يريدون أن يستغلوا الحملة مثل أويحي وبإمكانه أن ينال قبولا شعبيا، لذلك فقد تمت المسارعة لإقفال باب الطموح بإعلان الترشح لعهدة خامسة.
ومن جهة أخرى جس نبض المعارضة والشارع في هذا القرار لقياس مدى القبول. وانتقد المتحدث رغبة الرئيس في البقاء في الحكم وسكوت مؤسسات الدولة.
وتساءل رئيس حزب جيل جديد بخصوص صدور بيان من رئاسة الجمهورية المتعلق بتكذيب قسنطيني أن ذلك يفتح الباب أمام عديد التأويلات وفي مقدمتها أن قسنطيني إما قد فقد صوابه وإما أن الأمر مفتعل منذ البداية لتحريك الشارع والهاء الرأي العام عن قضايا أساسية.
النائب عن حركة حمس ناصر حمدادوش
سباق الرئاسيات قد انطلق منذ الآن
كشف ناصر حمدادوش المحسوب عن تيار الإسلاميين في الجزائر أن هناك توجيهات للحديث عن عهدة خامسة، وعلى الرغم من تكذيب قسنطيني فان ذلك إعلان غير رسمي عن انطلاق سباق الرئاسيات .
وانتقد حدادوش هذا التصريح واعتبره غير لائق مثله مثل التصريح الذي مس بدولة مجاورة .فما صرح به قسنطيني صادف الحملة الانتخابية للمحليات ،التي تبحث فيها الأحزاب عن انشغالات المواطنين ،ففوجئوا بإعلان موازي هدفه بدء سباق الرئاسيات.
والمشكل الأكبر أن تكذيب قسنطيني لا يهون مما حدث ،بل يطرح مشكلا أخر وهو انعدام الاتصال بين مؤسسات الدولة ،ما يعني وجود صراع حقيقي في أجنحة السلطة.
المحلل محند أرزقي فراد
اختبار لجس نبض الشارع
كشف الناشط محند ارزقي فراد أن أنه من الناحية الأخلاقية فان الحديث عن عهدة خامسة غير لائق وأن التصريح الذي أطلقه قسنطيني ما هو إلا اختبار للتأكد من بعض ردود الأفعال، وهذه استراتيجية يريدها محيط الرئيس.
وانتقد فراد مثل هذه التصريحات التي لا تخدم بناء الدولة، واعتبرها منافية للمعقول.
وكشف المتحدث أنه ومنذ مرض الرئيس فقد تردد على مسامعنا في عديد المرات لقاءات وهمية لشخصيات بعيدة عن السلطة زعمت لقاء الرئيس ،وأضاف ذات المتحدث أن ذلك لا يخدم الرئيس إنما سيزيد من الشعور بغيابه.
رفيقة معريش