أعلنت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين أمس مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح عقب تفجير منزله بصنعاء وتداولت المواقع الإخبارية العالمية صورا وفيديو لجثته بين أيدي جموع من الحوثيين.
وقد نقلت رويترز عن إذاعة تابعة للحوثيين أن صالح قد قتل.
وكانت وسائل إعلام متعاطفة مع الحوثيين في اليمن ولبنان أوردت نبأ مقتل صالح، وقال بعضها إنه قتل أثناء هروبه من صنعاء إلى مأرب وقد أظهر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي جثة صالح.
وتريث حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح لوقت بعد تكذيبه للخبر، لكنه ما فتئ وعاد لتأكيده .
وقال الحزب، على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، نعلن “استشهاد الزعيم البطل الجمهوري الحر علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام “.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن شهود عيان أن الحوثيين فجروا منزل الرئيس المخلوع في حي حدة وسط صنعاء، ويضم الحي منازل لأفراد من عائلة صالح .
من جهتها، أفادت مصادر إعلامية قريبة من صالح بمقتل حسين الحميدي قائد الحماية الشخصية للرئيس المخلوع، ونقلت وكالة “رويترز” عن شهود عيان أن الحوثيين فجروا منزل الرئيس المخلوع وسط صنعاء .
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن جماعته سيطرت على منزلي ابن الرئيس المخلوع وابن شقيقه، في صنعاء.
يأتي ذلك فيما وعد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أمس ببدء عملية عسكرية تحت اسم “صنعاء العروبة”، تتجه للعاصمة لمواجهة الميليشيات الحوثية.
وهدفت عملية “صنعاء العروبة” إلى إنهاء سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية .
وكان صالح قد أعلن رسمياً، مساء أول أمس، أن حزب المؤتمر الشعبي العام قرر فض الشراكة مع ميليشيات الحوثي.
وقال صالح في رسالة وجهها إلى الجيش والشعب اليمني وقواعد حزبه، إن ذلك جاء بعد “حماقات” ارتكبتها جماعة الحوثي التي تسببت في تجويع الشعب من أجل مطامعها الشخصية ورؤيتها الضيقة التي رسمتها لها إيران .
كما جاء قرار صالح وحزبه لإنقاذ اليمن من مخططات تحاك ضده، حسب ما جاء في الرسالة، مشيراً إلى أن “ساعة الصفر قادمة” على صعيد المعارك في صنعاء، و”سيهبّ الجيش والحرس الجمهوري”، داعياً إلى انتظار الساعات القادمة.
أنصاره تحت الصدمة
تداولت أمس مواقع التواصل الاجتماع والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية وكل وسائل الإعلام العالمية،صور الرئيس السابق على عبد الله صالح بعد مقتله،وانتشر فيديو جثة الرئيس بسرعة كبيرة عبر النت.
وتبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي التعازي والشتائم ،واستحضر المعلقون صور العقيد الليبي الراحل معمر القدافي، وعلقت شخصيات بارزة في العالم عن الحدث.
اتصلت “الجزائر ” بالدكتور على الخولاني أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر ،وهو يمني وموال معروف للرئيس الراحل على عبد الله صالح ، فاعتذر عن الحديث بسبب الصدمة التي أصيب بها عند سماع الخبر.
وبدى الخولاني في حالة من الأسى وهو يرد عن الهاتف مكتفيا بالاعتذار.
لم تكن سيرته الذاتية سوى مسلسل من التحالفات ثم الانقلاب على تلك التحالفات، اذ تحالف مع الجنوبيين وحاربهم، وحارب الحوثيين وتحالف معهم، وكذلك الحال مع السعودية التي تحالف معها وتلقى العلاج في مستشفياتها ثم حاربها ثم عاد ليعرض فتح صفحة جديدة معها
ذلك هو الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي يقول: “إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين”، فجعل من نفسه راقصا لتحقيق ذلك فأحكم قبضته على اليمن حتى بعد خلعه من الحكم بعد اندلاع الثورة اليمنية، حيث لا يزال لاعبا رئيسا في أحداث اليمن .
سيرته:
ولد علي عبد الله صالح في 21 مارس عام 1942 في قرية بيت الأحمر بمنطقة سنحان بمحافظة صنعاء لأسرة فقيرة وعاش معاناة كبيرة بعد طلاق والديه في سن مبكرة.
عمل صالح راعيا للأغنام وتلقى تعليمه في كتاب القرية التي غادرها للجيش عام 1958 وهو في سن السادسة عشر ثم التحق بمدرسة ضباط الصف عام 1960 وشارك في ثورة سبتمبر عام 1963 ،والتحق بمدرسة المدرعات عام 1964 ليتخصص في حرب المدرعات.
وجرح خلال الحرب الأهلية التي وقعت عام 1970 بين الجمهوريين والملكيين الذين كانت تدعمهم السعودية .
وشارك في انقلاب عسكري عام 1974 وفي عام 1975 أصبح القائد العسكري للواء تعز وقائد معسكر خالد بن الوليد ما أكسبه نفوذا كبيرا ومثل الجمهورية العربية اليمنية في عدة محافل خارج البلاد .
وفي 11 أكتوبر عام 1977 قتل إبراهيم حمدي وشقيقه في ظروف غامضة ثم خلفه أحمد الغشمي في رئاسة الجمهورية لأقل من سنة وقتل بدوره ليصبح علي عبد الله صالح عضو مجلس الرئاسة رئيسا للجمهورية اليمينة (اليمن الشمالي) منذ شهر أوت عام 1978 وقد اعتمد على أسرته وأهل الثقة في إدارة أمور البلاد بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في أواخر عام .1979
رفيقة معريش