تسعى دول جوار ليبيا، الجزائر تونس ومصر من خلال توظيف إمكانياتها العسكرية والأمنية واجتماعاتها الدورية، إلى مواجهة خطر الجماعات الإرهابية الناشطة في ليبيا في ظل تضييق الخناق عليها داخليا، وهروب فلول تنظيم الدولة داعش من سوريا والعراق بعد انهزامه.
وفي إطار التنسيق الدوري بين دول الجوار، تحتضن تونس يوم الاحد المقبل 17 ديسمبر 2017، اجتماعًا يحضره كل من وزير الخارجية عبد القادر مساهل ووزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، بالاضافة الى وزير الخارجية المصري سامح شكري، للتباحث بخصوص الوضع في ليبيا.
وفي هذا الصدد يرى المحللون السياسيون والخبراء الامنيون الذين تحدثت اليهم ” الجزائر ” ان الوضع الأمني المتردي في هذا البلد هو السبب الرئيس في تمدد الجماعات الإرهابية في كامل المنطقة.
كما اعتبروا أن حل الأزمة الليبية هو مفتاح القضاء على التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وأن نجاح هذه الدول في حماية حدودها قد يكون مؤقتا في غياب تنسيق أمني بينها أولا، وتفاهم حول حل عاجل ودائم للأزمة في ليبيا.
عبد العالي رزاقي:
حان الوقت لوضع النقاط على الحروف وبحث حل جدي لازمة ليبيا
اكد المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية عبد العالي رزاقي انه حان الوقت لدول الجوار أن تضع النقاط على الحروف وتبحث حلا جديا للوضع الليبي الذي يتازم يوما بعد يوم وسيزيد خطورة في حال عودة فلول تنظيم الدولة داعش المنهزمين في سوريا والعراق، مؤكدا ان ليبيا أصبحت أرضا خصبة للتنظيمات الجهادية والإرهابية في ظل عدم وجود حل سياسي هناك.
وقال إنه مع نجاح العمليات العسكرية ضد التنظيم في سوريا والعراق، قد تتحرك عناصره إلى مناطق أخرى، ما يضع ليبيا في مفترق طرق؛ فإما أن يتغلب السلام،وإما أن يستمر الاقتتال، وتتفاقم الفوضى واللاستقرار،وتتوسع أكثر رقعة الفوضى المهددة لأمن واستقرار دول الجوار.
وأوضح رزاقي أن احتمالية عودة هذه العناصر ستؤدي إلى مزيد من الاستنفار للسلطات الأمنية، مشيرا إلى وجود عسكري جزائري وتونسي على حدود البلدين مع ليبيا.
كما حذر ذات المحلل السياسي من خطورة التدخل الأجنبي، حيث اكد انه سيتسبب في زيادة المخاطر والتهديدات الأمنية.
أحمد ميزاب:
هذه الاجتماعات لن تنفع إذا ظلت ليبيا ساحة مفتوحة للصراع
ذكر الخبير الأمني احمد ميزاب أن الحديث عن داعش في ليبيا ليس بالمسالة السهلة آو البسيطة وقال إن المشكلة تكمن في ان داعش سيجد المناخ المناسب والملائم للتمركز والتمدد والنشاط بليبيا وسيستخدمها كمنصة لتهديد امن واستقرار دول الجوار سواء مصر او تونس او الجزائر او حتى منطقة الساحل في ظل غياب الدولة الليبية ومؤسسات أمنية ليبية وانسجام اجتماعي داخل هذا البلد.
وعلى هذا الاساس – يضيف – على ليبيا ودول الجوار العودة الى الطرح الجزائري الذي قال انه اذا اردنا حقا تجاوز المعضلة الليبية والتحديات الامنية التي تفرزها الازمة الليبية يتوجب بالضرورة ان يتوحد الصف الليبي، وان نوجد مؤسسات قادرة على العمل والتنسيق والتعاون والعمل المشترك مع دول الجوار حتى نستطيع دحر داعش والحد من قدرات هذا التنظيم.
واردف بالقول ” لكن ان تظل ليبيا ساحة مفتوحة في ظل الصراع، اعتقد انه مهما تعددت الاجتماعات لن يكون هنالك توصل الى نتيجة او حل او مقاربة يمكن من خلالها محاربة هذا التهديد الصعب في المنطقة، واذا لم يتم اتخاذ اجراءات ردعية وعاجلة انطلاقا من الداخل الليبي في اطار توحيد الجبهة الليبية وكذلك تفعيل مؤسسات ليبية قادرة على العمل.”
يشار إلى ان الاجتماع الثالث كان قد انعقد بالقاهرة يوم الأربعاء 15 نوفمبر الماضي، حيث تم خلاله التباحث بخصوص كيفية دعم مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة في جهوده لتنفيذ كافة مراحل خارطة الطريق المعروضة على الفرقاء الليبيين باعتبار أن للدول الثلاث حدودا مشتركة مع ليبيا التي هي عضو أساسي في اتحاد المغرب العربي، وفي جامعة الدول العربية.
أما عن الاجتماعين الاول والثاني، فقد التأم الأول يومي 5 و6 جوان الفارط بالجزائر والثاني في 21 سبتمبر المنقضي بنيويورك على هامش أشغال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة 2017.
وتهدف المبادرة الرئيسية لهذه الدول الى ايجاد حل سياسي للأزمة الليبية يمكن من إعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد والشروع في إعادة البناء والإعمار.
نسرين محفوف