يقوم رئيس الحكومة الليبية فايز السراج، بزيارة إلى الجزائر، اليوم، للتباحث مع المسؤولين في الدولة على رأسهم الوزير الأول أحمد أويحيى، الوضع في ليبيا بعد سنتين من اتفاق الصخيرات، ودعوة السراج الليبيين إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية العام المقبل تنهي حالة الفوضى في البلد.
سيكون في استقبال رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين، الوزير الأول أحمد أويحيى، وهو الذي يعرف تعقيدات الملف الليبي جيدا، إذ سبق له أن أجرى اتصالات ولقاءات في تونس مع بعض الفرقاء الليبيين لما كان مديرا لديوان الرئيس بوتفليقة، كما سيكون وزير الخارجية عبد القادر مساهل حاضر في المحادثات مع الوفد الليبي، خاصة أنه ملم بتفاصيل هذا الملف المعقد وسبق له التعامل المباشر مع الأشقاء في ليبيا سواء من جماعة طرابلس أو طبرق من أجل إيجاد توليفة سياسية تنهي الإنشقاق الحاصل بين الجهتين. وحسب بيان مصالح الوزير الأول فإن رئيس المجلس الرئاسي الليبي سيتطرق مع الوزير الأول، أحمد أويحيى، إلى ” تطور الوضع في ليبيا والجهود المبذولة في إطار مسار التسوية السياسية للأزمة الليبية بناء على الاتفاق السياسي ل 17 ديسمبر 2015، ويضيف البيان ” ستسمح هذه الزيارة بتجديد موقف الجزائر الثابت في دعمها لجهود الأمم المتحدة وتفعيل مبادرة السلم في ليبيا على أساس الحوار الشامل والمصالحة الوطنية “، ولكن وفق معلومات متوفرة سيكون اتفاق الصخيرات في قلب المحادثات التي سيجريها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج مع الوزير الأول أحمد أويحيى، في الوقت الذي ينادي فيه المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة تطبيق هذا الاتفاق وتطويره من أجل التسريع بالعملية السياسية، التي من شأنها أن تفرز مؤسسات ليبية لوضع حد لحالة الفوضى وغياب مؤسسات تمثل الشعب الليبي. في الوقت ذاته تعمل حكومة طرابلس على إقناع الليبيين بخطة طريق تتجه إلى تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون السنة المقبلة.
ومن النقاط المهمة التي يأتي فيها تنقل فايز السراج إلى الجزائر العاصمة، هو أنه التنقل الأول منذ اللقاء بينه وبين اللواء خليفة حفتر في باريس برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أجل الإتفاق على وقف إطلاق النار والذهاب نحو عملية سياسية توافقية تفضي إلى التأسيس لدولة ليبية بجيش موحد، وكان الرئيس الفرنسي خلال زيارته القصيرة إلى الجزائر في 6 ديسمبر الماضي، تناول موضوع الأزمة الليبية مع الرئيس بوتفليقة، وأعلن تقارب الموقفين الفرنسي والجزائري بشأن كيفيات الخروج من الأزمة التي تعصف بهذا البلد منذ سقوط نظام العقيد المقتول معمر القذافي، واتفق الجانبين على المضي في رعاية مفاوضات سياسية تفضي إلى إنهاء الأزمة المستعصية في ليبيا، وتكريس الجهود على مكافحة الإرهاب في هذا البلد.
في ذات السياق، وقبل ساعات من قدومه إلى الجزائر، حذر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج من أن ” تغول القيادة العسكرية فوق القرار السياسي يقود البلاد إلى نموذج الحكم العسكري الدكتاتوري “، مشددا على أن ” هذا لن يقبله الليبيون في كل الأحوال “، في إشارة واضحة للمشير خليفة حفتر الذي ينازع حكومة طرابلس الحكم في ليبيا ويستحوذ على الشرق الليبي، وقال السراج في حوار مع جريدة الوسط الليبية نشر أمس، إن ” النقطة الأساسية التي وصلنا إليها حتى خلال لقائنا قائد الجيش السيد خليفة حفتر، وكررناها في كثير المناسبات مع جميع الأطراف التي التقيناها، هي ضرورة أن تكون القيادة العسكرية تحت القيادة السياسية وخاضعة لها. لو اتفقنا في هذا الإطار فلن تكون هناك خلافات كثيرة “.
وعلى الصعيد الدولي، تعرف الأزمة الليبية في الآونة الأخيرة تقاربا ما بين القوتين الولايات المتحدة وموسكو حيث نقلت وكالة الإعلام الروسية عن سفير روسيا في ليبيا قوله ” إن موسكو مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة لحل الأزمة الليبية “، كما نسبت الوكالة إليه قوله إن روسيا ” مستعدة للبدء في رفع حظر دولي على توريد السلاح إلى ليبيا لكن بعد تشكيل جيش ليبي موحد “.
اجتماع إقليمي في تونس حول ليبيا
من جهة أخرى، تحتضن تونس اليوم الاجتماع التنسيقي الرابع لوزراء خارجية كل من الجزائر وتونس ومصر، في إطار متابعة خطة المبعوث الأممي غسان سلامة . وسيخصص الاجتماع الذي تم الاتفاق عليه خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث المنعقد بالقاهرة في 15 نوفمبر المنقضي، لبحث آخر مستجدات الملف الليبي وآفاق الحل السياسي الشامل، ومتابعة المبادئ التي تم اعتمادها في إعلان تونس للتسوية السياسية الشاملة في ليبيا الموقع في 20 فيفري 2017، والاجتماعات التي تلته بكل من الجزائر ونيويورك والقاهرة.
وسيكون هذا الاجتماع مناسبة لتحديد خطة التحرك على المستوى الثلاثي للمرحلة القادمة وآلياتها، لدعم خطة منظمة الأمم المتحدة للحل في ليبيا، وإسنادها ومرافقتها مع الأطراف الليبية المعنية لانجاز الاستحقاقات الدستورية والانتخابية في أحسن الآجال بما يضمن أمن واستقرار ليبيا والمنطقة، كما سيمثل هذا الاجتماع مناسبة لاستعراض نتائج الاتصالات التي أجرتها الدول الثلاث مع مختلف الأطراف الليبية منذ اجتماع القاهرة لدفعها نحو حل توافقي للأزمة الليبية.
إسلام كعبش