الخميس , ديسمبر 26 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / الباحث في اللسانيات عبد الرزاق لوراري:
الخيارات الأحادية للدولة سبب تأخر اللغة الأمازيغية

الباحث في اللسانيات عبد الرزاق لوراري:
الخيارات الأحادية للدولة سبب تأخر اللغة الأمازيغية

على الرغم من تطبيع اللغة الامازيغية قانونيا، إلا أن الخبراء لا يزالون لم يجدوا حلا لتوحيد هذه اللغة بين التنوعات الامازيغية، في وقت تتعالى أصوات تطالب بتسريع تدريسها.
وصف الدكتور عبد الرزاق لوراري الباحث في علم اللسانيات بجامعة الجزائر ،طغيان اللغة العربية في الجزائر على حساب اللهجات المحلية بالمفتعل .
واستند الباحث الذي حل ضيفا على “فوروم الجزائر” أمس على وقائع تاريخية بعد استقلال الجزائر.
وكشف المتحدث أن السلطة عملت على اعتماد اللغة العربية كلغة أحادية رسمية للبلاد ،وتم اختيار التسيير الأحادي في كل أجهزة الدولة وحتى في تنظيم الحياة العامة للجزائريين ، فكان الإسلام دين الدولة الوحيد والحزب الواحد هو حزب الدولة المعترف به واسند التسيير لهيئة واحدة ،وتم طمس الهوية الوطنية التي تستند على مرجعية أمازيغية ضاربة في عمق التاريخ، وألغيت كل التنوعات التي توارثها الجزائريون من تعدد اللغات والثقافات وحتى الأديان من يهودية ومسيحية وفرق أخرى توارت عن الأنظار بموجب قانون الدولة.
فأرغمت هذه الأحادية الجميع على الحديث باللغة العربية والتعامل بها وأجبر غير المسلمين على التخفي، وبقي الحزب الواحد لسنوات طويلة حزب كل الجزائريين ،على الرغم من الاختلافات السياسية والاجتماعية والدينية.

أزمة هوية
لم يتمكن هذا التنظيم الاجتماعي والسياسي من أن يصمد لوقت طويل أمام الاختلافات والتناقضات في المجتمع الجزائري المركب من مزيج كبير من اللغات والثقافات والأفكار.
ليكتشف النظام الجزائري لاحقا أنه ارتكب خطاء لا بد من تداركه، ففتح مجال التعددية السياسية والفكرية ،وتحت تأثير الضغوط والمتغيرات الدولية والانفتاح تعالت أصوات مطالبة بترسيم مبدأ الهوية الوطنية وفي مقدمتها الامازيغية.
وهو المطلب الذي استجابت له السلطة في 1995 وتم الاعتراف قانونيا بها في 2007، بعد أن تبين أن المجتمع مبني على أساس من التنوع الثقافي،و أن الاعتراف بلغاته بات مطلبا ضروريا .
وكشف الباحث الجزائري في اللسانيات ،أن النظام الجزائري قد تعامل مع الموضوع بنوع من الحكمة ،بإعادة الاعتبار لهوية الجزائريين بالنظر للانتماء التاريخي للمنطقة المغاربية التي بقيت ناطقة بالامازيغية إلى حدود القرن 13 .
و أضاف الباحث أن ما يقارب 98 بالمائة من سكان المغرب العربي من الامازيغ ،وأن الامازيغية هي لب الهوية في منطقة شمال إفريقيا، وأشار المتحدث إلى نتائج البحوث الجينية التي أثبتت أن الجين الموجود في المنطقة المغاربية الممتدة من واحات سيوة المصرية إلى جزر الكناري كله يحمل جينا واحدا ،وهو مختلف تماما عن الجين الوراثي في سكان منطقة شبه الجزيرة العربية .
و أضاف المتحدث مستندا إلى البحوث التاريخية ،بأن العرب الفاتحين الذين استقروا لاحقا بالمنطقة المغاربية قد تمزغوا وصاروا ناطقين بالامازيغية وانصهروا ضمن سكان المنطقة.

مشكل أكاديمي
كشف الباحث عبد الرزاق لوراري أن مطلب ترسيم الامازيغية وتعليمها وارتباطه بالهوية الوطنية ،مطلب يستلزم نضالا من السياسيين والناشطين الحقوقيين لكنه من جهة أخرى يصطدم بعراقيل لدى الأكاديميين الذين سيأسون لهذا المطلب لدى الجهات الوصية.
فعلى الرغم من تهيئة هذه اللغة قانونا إلا أنه وعلى مستوى المدونة اللغوية فان الآمر لا يزال غامضا جدا بحكم وجود تنوع كبير من اللغات الامازيغية في البلاد وهذا التنوع يحتاج إلى كثير من الإمكانيات وهو ما لا يتوفر لحد الآن كما أن وزارة التربية غير قادرة حاليا على حل هذا المشكل الأكاديمي.
وقال لوراري أن الإشكال المطروح هو أن الخبراء لم يجدوا حلا لتوحيد لغة مفهومة بين التنوعات الامازيغية في وقت تتسارع فيه المطالب بضرورة تدريسها، و أبدى الباحث تجاوبا مع حل لا يزال أوليا وهو أن يتم تدريس كل تنوع في بيئته .
وأضاف أن التفكير في حل شاف لهذا التنوع المطروح الذي يصون كل الثقافات واللغات يفرض على الوزارة أن تأخذ كل تنوع على حدى، بطريقة تجعل صاحب كل لغة مرتاحا في لغته وجغرافيته.
ودعا لوراري إلى تشجيع هذه اللغات حتى تكون لها وظيفة اجتماعية تمكنها من القيام بنفسها ، ولا تنحصر في مجال ضيق يقصيها من التقدم.
وأشار من جهة ثانية أن التفكير في توحيد هذه اللغات لا بد أن يكون انطلاقا من التنوعات اللغوية الموجودة.
وأن توحيد اللغة ليس ضروريا ،لان التعدد هو الأصل في المنطقة والتوحيد هو الفرع والاستثناء ،ونحن لسنا مجبرين على التوحيد في الوقت الحالي ،إلا اذا اقتضت الظروف مستقبلا .
رفيقة معريش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super