أكد سفير دولة فلسطين بالجزائر, لؤي عيسى على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات الراهنة التي تعرفها القضية الفلسطينية وذلك بناء على وثيقة الاستقلال التي ابرمت بالجزائر سنة 1988 و”التي مازلنا نمشي على مسارها من اجل ازالة الفتن التي بيننا”.
وقال السفير الفلسطيني في كلمته خلال منتدى “الذاكرة” بمناسبة الذكرى 53 ليوم الشهيد الفلسطيني الذي يصادف يوم 7 يناير من كل عام انه “يجب ان نشد أيادينا مع أيادي كل الفصائل الفلسطينية لتحقيق أهدافنا (…) وذلك على خطى وثيقة الاستقلال التي ابرمت بالجزائر سنة 1988 والتي مازلنا نمشي على مسراها (…) لاسيما من اجل إزالة الفتن التي بيننا”, منتقدا كل من “ينتقد او يشكك في الاليات او الخيارات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية في كفاحها ضد الاستعمار”.
وبالمناسبة, دعا السيد لؤي كل الفصائل الفلسطينية “خاصة حركة حماس و الجهاد الاسلامي” لحضور اجتماع المجلس المركزي المنتظر في 14 و 15 يناير الجاري, و هو الاجتماع الذي له “بعد استراتيجي”, في ظل الوضع “الخطير” الذي تعرفه القضية الفلسطينية لاسيما مع تحول دور الولايات المتحدة الامريكية من وسيط الى طرف في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وفي ذات السياق, شدد السفير في كلمة خلال هذا المنتدى الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد وجريدة المجاهد بالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين بالجزائر, على أن هذه المناسبة هي “تعميم لمعنى الشهادة و تقديس للشهداء الذين بفضلهم مازلنا نعيش و نقاوم في كل منطقة من العالم هذا العدو الصهيوني الذي اتخذ شكل جديد من اشكال الاستعمار”, مشيرا إلى أن “الشهداء لا يزالون يسقطون خارج وطنهم وليس فقط في فلسطين”, منددا بعدم إمكانية استرجاع جثمانهم.
كما ثمن في الوقت ذاته دعم الجزائر المبدئي والثابت لنضال الشعب الفلسطيني و قضيته العادلة عبر كل مراحل النضال الفلسطيني مطالبا الفلسطينيين بالمشي قدما على خطى الشعب الجزائري ابان الثورة التحريرية الجزائرية و الذي التف وراء حزب جبهة التحرير الوطني كقوة موحدة”, معتبرا الجزائر “امتداد طبيعي” لفلسطين.
من جهته, استعرض الباحث محمد لحسن زغيدي خلال مداخلة, محطات جزائرية فلسطينية من النضال, حيث أكد ان “الشهادة كقيمة انسانية لا تخص فلسطين لوحدها بل تخص الانسانية ككل” مادام ان للشهيد “قيمة حضارية, انسانية و تاريخية”.
كما ابرز اوجه التشابه بين القضية الجزائرية و نضيرتها الفلسطينية من حيث نوعية الاحتلال الذي يهدف الى تغيير الهوية الوطنية, مبرزا الدور الذي لعبته الحركة الوطنية في الجزائر و التي نددت بكل القرارات التي لا تعمل لصالح فلسطين.
بدوره, أكد رئيس لجنة الأخوة الفلسطينية-الجزائرية, أسعد قادري,أن الفلسطينيين “امام مؤامرة دولية بشأن القدس المحتلة” في ظل تغيرات دولية وان “كفاح الشهداء هو الذي اخفق كل الصفقات” في هذا الاتجاه, مثمنا “الدور الكبير الذي لعبه الجزائريون (في القضية الفلسطينية) عبر الزمن و في كل الميادين” و ان الشعب الفلسطيني “سيتبع خطى الجزائريين اثناء الثورة التحريرية” مؤكدا ان الشعب الفلسطيني “صامد على أرضه”.
ق و