رغم غياب الجزائر عن مجموعة “جي5″ القوة المشتركة لدول الساحل بسبب عقيدتها الدفاعية ودستورها الذي يمنعها من إرسال جيشها خارج الحدود إلا أنها تظل تحظى بمواقف إيجابية من لدن الشركاء الدوليين نظرا لخبرتها وجهودها العسكرية في محاربة الإرهاب وجاهزيتها في الميدان مقارنة بدول المنطقة.
قال الجنرال جان- فرانسوا فيرلي مدير المخابرات العسكرية الفرنسية خلال لقاء عقده الإثنين 5 فيفري، مع جمعية تسمى ” صحافيي الدفاع “، أن ” الجزائر شريك، حتى تثبت خلاف ذلك “. مضيفا في رده على سؤال حول التعاون مع الجزائر نقلته صحيفة ” لوبينيون ” الفرنسية بالقول ” نحن بحاجة إليها لأنه لا مفر منها “. مقرا في هذا الشأن ” لدينا اتصالات “.
وتناول المسؤول الأمني الفرنسي الكبير في تدخله الإعلامي تقييم شامل للحالة الأمنية في منطقة الساحل، مقدرا تحسن الوضع بالمقارنة مع الفترة السابقة، حيث قال في هذا الشأن ” وإذا نظرنا إلى عدد الهجمات، لا يمكننا الحديث عن تدهور أمني. هناك ضجيج على خلفية تحرشات، ولكن هذا موجود منذ نهاية سيرفال (في عام 2013) وهي مستمرة “.( سيرفال : اسم عملية عسكرية قادها الجيش الفرنسي عند تدخله بداية 2013 لمحاربة الجماعات الإرهابية المستولية على شمال مالي)، ومؤكدا في ذات الوقت ” الوضع ليس مرضيا، ولكن يتم التحكم فيه “. وأشار الجنرال الفرنسي أن هناك ضغوط ممارسة على دول المنطقة حتى لا تقوم بتطبيق اتفاقيات السلام الموقعة، في إشارة إلى الحكومة المالية التي تجد صعوبة كبيرة في وضع على الأرض اتفاق المصالحة والسلام الموقع بالجزائر مع المجموعات الأزوادية المسلحة سنة 2015. كما شدد على ضرورة تنفيذ الخطة العسكرية لمجموعة جي5، لأن –حسبه- ” ليس عملية برخان الفرنسية هي من ستقوم بحل المشكل “. معتبرا أن المشكل بالنسبة للفرنسيين هو ” الاتجار بالأسلحة والمخدرات والبشر ” في الساحل، واصفا إياه بـ ” الورم “.
ومنذ وصوله إلى السلطة في ماي 2017، اتخذ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إستراتيجية تتمثل حسب صحيفة ” لوموند ” في دعم شركاءه الأفارقة. كما كثف الرئيس ماكرون من جهوده ودبلوماسيته وموارده المالية، في محاولة لإعطاء مضمون لقوة مجموعة جي5 ساحل، وتعبئة المانحين. كما عمل على دفع الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كيتا، للخروج من صمته إزاء المبادرة التي حملها ماكرون وهي مجموعة “جي5″.
ومن المعلوم أن الرئيس ماكرون أراد دفع الجزائر للعب دور أكبر في سياسته العسكرية بالساحل إلا أن الجزائر تظل محتفظة بحقها في الدفاع على أمنها ووحدة أراضيها من دون أن تكون مجرد جندي في تحالف إقليمي، وسبق للرئيس الفرنسي خلال الزيارة التي أداها إلى الجزائر في 6 ديسمبر الفارط، أن التقى رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني ونائبه للدفاع قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، كان مضمون اللقاء حسب البيان الرسمي ” التشاور حول المسائل الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك “.
إسلام.ك
اعتراف فرنسي على أعلى مستوى::
الوسومmain_post