سيلتئم وزراء الداخلية العرب غدا وبعد غد بقصر المؤتمرات بالجزائر، قصد مناقشة عدد من القضايا من بينها مشروع خطة أمنية وإعلامية للتوعية والوقاية من الجريمة، كما سيشارك في هذا الاجتماع وفود أمنية رفيعة المستوى إضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية، اتحاد المغرب العربي، المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الانتربول”، مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، مشروع مكافحة الإرهاب لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وكذا الاتحاد الرياضي العربي للشرطة.
وستناقش الدورة الـ 35 لمجلس وزراء الداخلية العرب، التي يحتضنها المركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” عددا من المواضيع الهامة المدرجة في جدول الأعمال منها تقرير الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب عن أعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس ال34 وال35, ومشروع خطة أمنية عربية تاسعة ومشروع خطة إعلامية عربية سابعة للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة.
كما سيناقش المشاركون مشروع خطة مرحلية سادسة للاستراتيجية العربية للسلامة المرورية، بالإضافة إلى مشروع خطة مرحلية سادسة للاستراتيجية العربية للسلامة المرورية، بالإضافة إلى مشروع خطة مرحلية لتنفيذ الاستراتيجية العربية للأمن الفكري.
وسيكون اجتماع الجزائر مناسبة لدراسة التوصيات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات التي انعقدت في نطاق الأمانة خلال عام 2017, ونتائج الاجتماعات المشتركة مع الهيئات العربية والدولية خلال عام 2017, إضافة الى عدد من المواضيع الأخرى الهامة.
وقد سبق انعقاد الدورة اجتماع تحضيري امس الاثنين، ترأس أشغاله الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية صلاح الدين دحمون، إلى جانب الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد بن علي كومان، شارك فيه ممثلو وزراء الداخلية لدراسة البنود الواردة في جدول الأعمال وإعداد مشاريع القرارات اللازمة بشأنها، تمهيدا لعرضها على الدورة.
الأمين العام لوزارة الداخلية صلاح الدين دحمون:
“سنتصدى لكل التهديدات على الوطن العربي ومداره الإقليمي”
وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية صلاح الدين دحمون أن “الجزائر تحرص على الإسهام في تعزيز فعالية جهود المجلس الرامية إلى مكافحة كل أشكال التهديدات التي تمس الوطن العربي ومداره الإقليمي”.
وأوضح صلاح الدين دحمون ،أمس، خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة أشغال الاجتماع التحضيري للدورة 35 لمجلس وزراء الداخلية العرب بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال أن “الجزائر كانت دوما سباقة للمشاركة في جميع دورات مجلس وزراء الداخلية العرب منذ نشأته في 1982”.
وأفاد دحمون أن “مشاركة جميع ممثلي الدول العربية يعتبر دليلا على العناية التي توليها الدول لهذا الموعد الهام الذي يصبوا إلى تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق الأمني المشترك”، قائلا أن “هناك ملفات هامة تنتظر الخبراء للتباحث بشأنها في مقدمتها الملف الأمني للخروج بتوصيات تساهم في الارتقاء بالعمل العربي المشترك وتطلعات الشعوب”، مؤكدا “استعداد الجزائر لشرح تجربتها في المصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب والتطرف”.
الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد علي بن كومان:
على الدول العربية الاقتداء بتجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب
من جانبه دعا الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد علي بن كومان أمس الدول العربية إلى “الاقتداء بتجربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب والتي سمحت لها بتجاوز هذه العشرية السوداء، مؤكدا إنه يتعين على الدول العربية الاقتداء بالمقاربات الناجحة في مجال مكافحة الإرهاب ومنها مقاربة الجزائر الفريدة من نوعها والتي سمحت لها بالخروج من الأزمة وأفضت إلى تلاحم اجتماعي ومصالحة وطنية”.
وفي نفس السياق ثمن كومان “جهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ما تعلق منها بالمصالحة الوطنية خاصة ما تعلق برأب الصدع العربي وتعزيز وترقية العمل العربي المشترك في مختلف المجالات”، مشيدا “بتضحيات رجال الأمن لبسط الأمن والاستقرار”.
الخبير الأمني احمد ميزاب:
هاجس عودة المقاتلين عجل بضرورة إقامة تنسيق أمني عربي حقيقي
أكد الخبير الامني احمد ميزاب لـ ” الجزائر ” أن هذا الاجتماع ينعقد في وقت اتسعت فيه هوة الخلافات بين الحكومات العربية إزاء محاربة الإرهاب في ظل تضارب الأجندات العربية ببلدان شقيقة تشهد فوضى أمنية على غرار ليبيا، واليمن، وسوريا، والعراق.
كما ينعقد اجتماع الجزائر –يضيف- لأول مرة بظل الأزمة الخليجية، وأوضح أن التعاون الأمني بين الدول العربية يعرف هشاشة واضحة، في ظل تخندق الحكومات العربية بأجندات دولية تلعب فيها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا محركان أساسيان، خاصة ما تعلق بالملف السوري، مشيرا الى ان التنسيق الأمني لمكافحة الإرهاب ينحصر في نطاق ضيق بين استخبارات الدول العربية، بعكس مما هو موجود بين الاستخبارات العربية ونظيرتها الأوروبية والأمريكية والروسية.
لكن المستجد على الساحة العربية والمتعلق بهاجس عودة المقاتلين في صفوف التنظيمات المسلحة بسوريا والعراق إلى بلدانهم –يضيف- كان وراء محاولات لتحرك عربي لإقامة تنسيق أمني حقيقي، يتقدمه إرساء منصة أمنية عربية تتضمن قائمة بأشخاص عائدين من ساحات القتال.
ويرى ذات الخبير الأمني، أن التحرك العربي والإقليمي يستهدف، وبشكل رئيسي، من خلال اجتماع الجزائر، الخروج بخطة محكمة وتنسيق فعال بين الدول العربية المهددة بالخطر الإرهابي، بدلا من المراهنة على الفرنسيين أو الأمريكيين أو الروسيين.
للإشارة يأتي قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باحتضان الجزائر اشغال الدورة ليؤكد دور الجزائر الرائد في دعم التنسيق والتعاون العربي المشترك، لاسيما بخصوص القضايا الأمنية ومحابة الارهاب والجريمة المنظمة.
نسرين محفوف