هاجمت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون كل من أحزاب الموالاة والمعارضة، و قالت أن الأولى متخوفة من مبادرة حزب العمال لأنها تريد الإبقاء على الوضع القائم، أما الثانية- المعارضة- فانتقدتها لرؤيتها الضيقة في تشخيص أزمة البلاد وحصر الحل في رحيل شخص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وانتقدت بشدة وزارة الخارجية على خلفية إدانتها للصواريخ اليمنية على السعودية، كما هاجمت وزير الشؤون الدينية بعد تصريحاته الأخيرة على الوهابية واعتبرت أن هذه الأخيرة منبع الإرهاب. وقالت حنون أمس خلال كلمة لها في لقاء جهوي لحزبها بولاية عنابة، أنها تستغرب من الموقف الرسمي الدبلوماسي الجزائري، فوزارة الشؤون الخارجية اخطأت بإدانتها لما قام به اليمنيون من إطلاق صواريخ على المملكة العربية السعودية، وتناسيها-أي الخارجية- أن السعودية هي من قامت أولا بالاعتداء على الشعب اليمني والذي من حقه الرد عليها، واعتبرت أن في هذا التصرف “حياد عن تقاليد الدبلوماسية الجزائرية، وانتقدت من جانب آخر وبشدة التصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الدينية محمد عيسى حول الوهابية و التي قال فيها أنها لا تزعج الجزائر ولا تشكل أي خطر عليها، معتبرة أنها-أي الوهابية- بأنها قالب للإرهاب، وبأنها سياسة وليست فكر ديني وذلك باعتراف المسؤولين السعوديين أنفسهم الذين اليوم يسعون للتخلص منها. من جانب آخر، ترى حنون ان الجزائر اليوم تمر بأزمة غير مسبوقة اقتصاديا و اجتماعيا، نتيجة تفسخ النظام الحاكم الموروث عن الحزب الواحد، و الذي كشف القناع حسبها على اهتراء المؤسسات بعد اقتحامها من المال الفاسد، و اعتبرت ان النظام الحالي” منتهي الصلاحية” و “عاجز عن ايجاد حلول للمشاكل و حتى التطلعات البسيطة للشعب بعد أو وضع نفسه في خدمة أقلية وجدت نفسها جد غنية بعد أن شكلت ثروتها من النهب و الصفقات العمومية “، و اتهمت حنون ” أعضاء في الحكومة و مسؤولين بالدولة بخرق الدستور، و بتدمير المقاييس و الضوابط الاقتصادية و تقنينهم للنهب و اللاتنظيم في مختلف المجالات. و بخصوص مبادرة حزبها المتعلقة بمطالبة رئيس الجمهورية استدعاء انتخابات لمجلس تأسيسي، قالت حنون أن حزبها يعمل على التعبئة من اجل شرح هذه المبادرة و إنجاحها، و أضافت أن هذه المبادرة أزعجت الأحزاب الحاكمة، وهي تتخوف منها لأنها تمتلك أغلبية مزيفة بعد أن سطت على أصوات الشعب و اغتصبت الضمائر-على حد تعبيرها- وواصلت تقول أن هذه الأحزاب التي تشجع النهب ، تعلم جيدا أن أي نشاط يحمل التجدد السياسي و المؤسساتي سوف يقضي على تواجدها و هيمنتها ، فهي تريد إبقاء الوضع على ما هو عليه حتى و لو كان ذلك على حساب الجزائر ككل، و اعتبرت أن مبادرة الحزب تزعج أيضا المفترسين لان النظام الحالي يخدم مصالحهم ، إضافة إلى أن المبادرة تخيف أيضا حسب حنون فئة صغيرة ممن هي مرتاحة في عيشتها لكنها تخاف أي تغيير لأنه ليس لديها ثقة في الشعب على عكس حزب العمال الذي لا يخاف الشعب و لديه ثقة كبيرة فيه، و أوضحت انه بالنسبة لحزبها الخروج من أزمة الجزائر ليس كما يراها البعض- في إشارة لبعض أحزاب المعارضة- في رحيل الرئيس بوتفليقة ووضع آخر مكانه، لان المشكل حسب حنون ليش مشكل ولا أزمة رجال إنما أزمة نظام سياسي، فلو”أتينا بأفضل رئيس و له كل النوايا لتحسين الوضع لكن ابقينا على نفس النظام فلن يتمكن من النجاح في مهمته….فالحل يكمن في تغيير النظام السياسي ككل لأنه اكبر خطر على الأمن القومي” تقول حنون.
رزيقة.خ