يقوم الوزير الأول الفرنسي إدوارد فيليب بزيارة رسمية إلى مالي، بداية الأسبوع من شهر أفريل القادم، وحسب بيان الحكومة الفرنسية فإن الوزير الأول سيلتقي الرئيس المالي بويكر كايتا للتباحث حول القضايا الإقليمية المشتركة كما سيقوم بزيارة للقوات الفرنسية الناشطة في عملية “برخان” منذ 2012. يزور رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب مالي يومي 7 و8 أفريل المقبلين، لتفقد القوات الفرنسية ومقابلة الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، حسبما أعلنت الحكومة الفرنسية، وسيبحث فيليب مع رئيس مالي ” في كل تحديات العلاقات الثنائية، وفي القضايا الإقليمية، خصوصا ما يتعلق بمكافحة الإرهاب “، وتنشر فرنسا نحو أربعة آلاف جندي فرنسي في دول الساحل الإفريقي في إطار عملية ” برخان ” لمكافحة الجماعات الإرهابية المسلحة وفق ما ذكرت الحكومة الفرنسية في بيان رسمي. كما سيجتمع مع رئيس الوزراء المالي سوميو بوبيي مايغا، في لقاء سيركز أكثر على الجانب الاقتصادي. وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة ” مالي أكتي ” المالية وفق مصدر عسكري فرنسي أن هناك إقرار بفشل عملية ” بارخان ” العسكرية في منطقة شمال مالي. كما أن الجيش الفرنسي “غارق” في منطقة الساحل وأنه بالمقابل ” لا يسجل أي انتصار في مجال العمليات الخاصة بمكافحة الإرهاب “. ووفق مسؤول عسكري فرنسي عالي المستوى فإن الوضع الأمني يزداد سوء في الساحل. وحسب الصحيفة ذاتها فإن مدير دائرة الاستخبارات العسكرية الفرنسية الجنرال جون فرونسوا فيرلي يؤكد أن مكافحة الإرهاب في الإقليم ” تعاني من عدم التنسيق “. ويقول المصدر ذاته أن هناك نية وإشارة للجزائر التي رفضت المشاركة في القوة العسكرية جي5 التي تقف وراءها حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالرغم من أن الجانب الفرنسي لطالما شدد على وجود تنسيق مع السلطات الجزائرية وأهمية دورها وتأثريها في تعزيز الأمن في المنطقة. وحسب المصدر ذاته، فإن قوة ” برخان ” الفرنسية أجرت مؤخرا، عمليات بالقرب من الحدود الجزائرية لمحاولة تتبع والقضاء على الإرهابي إياد أغ غالي قائد جماعة ” نصرة الإسلام والمسلمين “. ووفق الجنرال فرانسوا لوكينتير، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، خلال جلسة برلمانية تم نشرها الأسبوع الماضي، فإن المشاكل الأمنية في مالي لا يمكن حلها سريعا، قائلا ” لا أعتقد أنه من الممكن حل المشكلة في مالي في أقل من 10 إلى 15 سنة “. وأضاف الجنرال الفرنسي ” هذه كانت مدة مشاركتنا في البلقان، وكوت ديفوار وأفغانستان ” . وقال المتحدث ” تم نشر حوالي 4000 جندي فرنسي منذ عام 2014 في منطقة الساحل كجزء من العملية المناهضة للجماعات الجهادية في إطار عملية “بارخان”، والتي خلفت عملية “سيرفال” التي تم إطلاقها في مالي في عام 2013 “. مرجحا ” أن تطور الوضع في مالي ليس مرضيا ولن نغادر غدا “. وأكد قائد الجيوش الفرنسية ” على الرغم من أنه منذ عام 2013 تم تفريق الجماعات المرتبطة بالقاعدة والتي طردت إلى حد كبير من شمال مالي، إلا أن مناطق بأكملها من البلاد لا تزال خارج نطاق سيطرة القوات المالية والفرنسية والأمم المتحدة (مينوسما)، والتي تستهدفها بشكل منظم الهجمات الإرهابية “. ومن جهة أخرى، دعا رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي خلال اجتماع تشاوري لدول الساحل الإفريقي بموريتانيا نهاية الأسبوع الفارط، إلى ضرورة ” المسارعة إلى تطبيق اتفاق السلام في مالي لعزل الجماعات الإرهابية والإجرامية التي لا يمكن أن تزدهر نشاطاتها إلا في الفوضى “، كما شاطره نفس الفكرة مفوض السلم والأمن للاتحاد الأفريقي الدبلوماسي الجزائري إسماعيل الشرقي، الذي اعتبر بأن الرد العسكري والأمني ” لا يكفي، إذ يجب أن تكون هناك معالجة اقتصادية واجتماعية سياسية “.
إسلام.ك