2026 مصدر ترحيب منقطع النظير عند المغاربة الذين عبروا على امتنانهم لمساندة الجزائر لهم في هذا المضمار الشاق واختيار النجم لخضر بلومي كسفير لدعم ملف ترشح المغرب إلى جانب دروغبا وصامويل إيتو وسفراء آخرين من نجوم القارة السمراء. خلف إعلان اللاعب الدولي السابق ونجم ” الخضر ” في حقبة الثمانينات لخضر بلومي على موافقة السلطات الجزائرية للترويج لملف الجارة المغرب في هذه المنافسة القوية الكثير من الترحيب والتهليل لدى الوسط الإعلامي والرياضي والسياسي المغربي وعبر رواد مواقع التواصل الإجتماعي، الذين أجمعوا على أنها خطوة إيجابية وفي الطريق الصحيح لإذابة أي جليد بين البلدين الشقيقين الذين تربطهما أواصر الأخوة والتاريخ والمصير المشترك. وقال لخضر بلومي بعد إذاعة خبر دعمه للملف المغربي مباشرة إثر تلقيه الضوء الأخضر من طرف السلطات الجزائرية : ” أستطيع أن أؤكد لكم بأنني سوف أكون سفيرا لدعم ملف ترشح المغرب لتنظيم فعاليات كأس العالم 2026″ مضيفا : ” الجزائر والمغرب دولتان جارتان، عربيتان، مغاربيتان، مسلمتان، دولتان شقيقتان. أعتقد أن الجزائريين يأملون في أن ينظم المغرب حدثا بحجم كأس العالم “.
• محللون سياسيون: “الجزائر تبعث برسائل إيجابية للمغرب”
ويؤكد وقوف الجزائر إلى جانب المغرب من أجل تنظيم هذه المنافسة الرياضية العالمية على أن البلدين تربطهما مواثيق التعاون والأخوة على عكس بعض التحليلات السياسية التي تظل تنبش في رماد العلاقات التي تربط الشعبين والبلدين وتسويد صورتها في ظل بعض الخلافات السياسية التي يعرف مكان حلها. وهذا الدعم هو دليل على أن يد الجزائر تظل ممدودة للأشقاء في المغرب في الوقت المناسب، كما كان الحال عبر كل مسارات التاريخ المشترك الذي سطره الشعبان الشقيقان منذ فترة الاستعمار الفرنسي. وفي هذا الاتجاه، يرى عبد الرحمن بن شريط أستاذ العلاقات الدولية في تصريح لـ ” الجزائر ” أن الجزائر دائما ما توصل رسائل إلى الطرف المغربي على أنها ” تؤمن بحسن الجوار وبناء المغرب العربي الكبير ولا تضع كل المشاكل في سلة واحدة “، مضيفا ” وهو أيضا للتأكيد على أن ملف الصحراء الغربية ليس ملف جزائري كما يتم الترويج إليه، بل هو ملف أممي تابع للأمم المتحدة ومتعلق بتصفية الاستعمار وتقرير المصير للشعب الصحراوي “. ويذهب عبد الرحمن بن شريط للتأكيد على أن الجزائر ” متفتحة على كل المبادرات الايجابية التي يطرحها المغرب لتحقيق الازدهار للبلدين الشقيقين وفق القوانين والمواثيق الدولية “. ونفى المتحدث أن يكون وراء دعم الجزائر للملف المغربي مزايا أو فوائد، مقدرا أن الموقف نابع من صميم عمل الدبلوماسية الجزائرية المعروفة في العالم. من جانبه، يعتقد الأكاديمي والباحث محمد طيبي أنه من وجهة نظره ” السياسة في تعريفها تليين للخلافات أكثر من تأجيجها، وأن الصراع لا بد أن يتم عقلنته على أساس العلاقات بين الدول “. ولذلك اعتبر الباحث محمد طيبي أن دعم فوز المغرب بشرف احتضان كأس العالم ” لا يضيرنا في شيء، بالعكس ينتج حالة من التعافي لمختلف التوترات التي نعرف ملفاتها، وأن هذه التوترات لا تعني بالضرورة العداء المجاني لجيراننا الذين يشاركوننا الحدود وبالتالي لا بد من عملية تجفيف للتنافر “. وأبرز محمد طيبي أن الجزائر يمكنها ربح معركة الرأي العام المغربي وكرة القدم بالخصوص أحد روافد صناعة الرأي العام، والعمل على تحقيق ” أقصى حدود التعايش “.
• الإعلام المغربي يحتفي ببلومي والدعم الجزائري
وحفلت وسائل الإعلام المغربية بهذا الدعم الجزائري، مثلما نقل موقع ” هسبريس ” المغربي تعليقات ومواقف للعديد من المغاربة، حيث أشادوا، في غالبية تعليقاتهم على خبر وقوف الجزائر مع المغرب بعيدا عن كل ما يقال عن الخلافات السياسية، وقال أحد المعلقين : ” الخضر مع المغاربة ونعم الجوار .. اختيار صائب يغلب الخير فيه عن الشر.. دمتم أشقاء لنا “، وقال معلق آخر: ” إن الشعب الجزائري هو شعب يحب المغرب والمغاربة، ولكن نتمنى أن تزول هذه المشاكل السياسية “. في حين قال أحدهم : ” الحمد لله على هذه البادرة الطيبة من الإخوة الجزائريين ونرجو أن تكون الرياضة سفيرا للنوايا الحسنة وتسعى إلى الصلح مع أشقائنا وجيراننا، لنواجه الأعداء في مغربنا العربي الكبير خاصة والعالم العربي والإسلامي عامة “. كما نقلت تقارير إعلامية ما قاله المحلل السياسي المغربي، رشيد لزرق، من أن دعم الجزائر للمغرب لملف استضافته لكأس العالم ” يحمل العديد من المكاسب السياسية والاقتصادية، بجانب الرياضية “، لافتا إلى أن انضمام الجزائر للدول الداعمة للمغرب، ” يجعله يحظى بدعم غالبية اتحادات القارة الأفريقية، ومن ثم يعد الملف المغربي، بمثابة ترشيح للقارة “السمراء”، خاصة أنه لم يحظ بشرف التنظيم إلا مرة واحدة فقط كانت بجنوب أفريقيا سنة 2010 “. كما علق الصحافي في جريدة ” المنتخب ” الرياضية أمين مجذوبي قائلا : “هذا الخبر أثلج صدور السلطات والشعب والصحافة في المغرب، دعم بلومي هذا اللاعب الكبير والشهير في الوطن العربي والعالمي يؤكد حسن العلاقة والجوار بين البلدين، إنه إضافة قوية “. كما قال أيضا : ” تصريحات بلومي كان لها وقع إيجابي على صفحات التواصل الاجتماعي في المغرب، ليس غريبا أن يدعم الشعب الجزائري شقيقه المغربي “. من جهته، نوه الحارس الدولي المغربي بادو زاكي الذي درب الموسم الماضي شباب بلوزداد بقرار الجزائر دعم الملف المغربي، واستغل الفرصة للتعبير على أمنياته أن يكون هذا الموقف بادرة لفتح الحدود المغلقة بين البلدين. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب دخلت في ملف استضافة مونديال 2026 مع الولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك وكندا في ملف مشترك، ومن المنتظر أن يستقبل المغرب في الفترة ما بين 17 إلى 19 أفريل المقبل، خبراء من ” الفيفا ” لتقييم جاهزية ملاعبه لاستضافة البطولة، وبعدها يتم التصويت الأولي في 13 جوان القادم.
إسلام.ك