يبدو أن أحزاب المعارضة ملتزمة بمقولة لكل حادث حديث عندما يتعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية التي لم يعد يفصلنا عن إجرائها إلا عام واحد. فباستثناء حزب جيل جديد الذي دعا إلى الذهاب نحو مرشح توافقي بين أحزاب المعارضة إذا لم يترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة فإن كل أحزاب المعارضة التزمت بفكرة الانتظار لنرى مفضلة مراقبة تطور الأحداث وبعضها يغتنم هذه الفسحة من الوقت لإعادة ترتيب بيته على غرار حركة مجتمع السلم التي قطعت شوطا في التحضير لمؤتمرها المقبل الذي سيشهد تكريس ضم جبهة التغيير إلى عائلة الحركة في انتظار التحاق حركة البناء الوطني في وقت لاحق ومن جانبه يتهيأ حزب جبهة القوى الاشتراكية لعقد مؤتمر استثنائي لترميم التصدع في قيادته خروج ثلاثة أعضاء من الهيئة الرئاسية للحزب.
ولا يستبعد أن تكون هذه الاجتماعات الداخلية للأحزاب فرصة لطرح ملف الرئاسيات داخليا دون أن ننتظر منها مواقف علنية إذ من الطبيعي أن يلقي هذا الحدث الهام والمفصلي بظلاله على مناقشات لأحزاب المعارضة الداخلية بالنظر إل طبيعة منصب رئيس الجمهورية في هرم النظام السياسي الجزائري وبالنظر إلى أن أكبر أحزاب الموالاة وهو حزب جبهة التحرير الوطني قد أطلق السباق مبكرا بمناشدة الرئيس بوتفليقة الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. لكن يبدو أن هذا النداء لم يستنفر أحزاب المعارضة التي فضلت التريث وتجميع قواها وترتيب بيتها والقيام بمشاورات في الكواليس قصد الخروج بموقف موحد مبني على سيناريوهات محكمة قد تمثل في الأشهر القليلة المقبلة.
ولا شك أن تأخر موقف الرئيس بوتفليقة من دخول المعترك الانتخابي المقبل يشكل إحدى العقبات الرئيسية أمام الأحزاب والشخصيات المحسوبة على المعارضة لكي تنطلق في السباق الذي يتطلب نفسا طويلا. وفي انتظار بروز جديد التنافس الرئاسي والحسابات السياسية المرتبطة به يبقى المواطنون الجزائريون منشغلين بصعوبة الحياة اليومية والتهاب أسعار المواد الأساسية ومواجهة التهاب أكبر مع حلول شهر رمضان.
وليد. خ